صفحة الكاتب : الشيخ محمد قانصو

سعيدة ..
الشيخ محمد قانصو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

.. ككثيرين مثلها من الذين لم تعطهم الحياة ما يستحقون ، ككثيرين قرروا المصالحة مع القدر، زهداً وترّفعاً أو لا مبالاة .. ولكنها في كل الحالات سعيدة .. 

 

بعد انقطاع قسريّ عن الكتابة عدت اليكم يا أصدقائي لأحدثكم  عن واحدة من أحبائي المغمورين في هذا الزمان الغامر، عن واحدة من الذين نذرت الكتابة لهم ووقفتها عليهم، عن واحدة من أحباب الله الفقراء في الأرض، عن سيدة تليق بها السيادة، عن ابنة الأرض التي حفر أديمها تاريخاً على كفيها، عن صديقة الشمس في الحقول، وسميرة النجوم في ليل أفلت أحلامه حتى مطلع الفجر ..

 

سعيدة ..  رغم الحزن المستعر على تيه العمر وفراغ الأيام، وهروب الساعات واللحظات بلا معنى .. سعيدة .. لأنها تعيش في زمن رديء دون أن توقع اعترافها به، أو تطبع بصمتها عليه، دون أن تنتمي لكل هذا الزيف الذي يسمونه حقيقة، أو لذاك الجنون الجامح الذي يحسبونه تعقّلاً وادراكا .. 

 

سعيدة .. هدأة العذرية السيدة التي اشتعل فيها الشيب فجلّلها وقارا، وهيبة الصمت الذي لو باح بأسراره لفاض سطوراً من المعرفة والحكمة ..

 

أحار فيها، ويغلبني شوق المحاولة لأعرفها بعمق، وأعود القهقرى حسير الفكر، قانعاً بأن سعيدة خلاصة  من العاطفة  التي لا تعرف التلون، وما إغماضة عينيها بقوة إلا إشارة لعبور القلب إلى مساحات الحب التي لا حدود لها ..

 

سعيدة .. عمتي، رحم اعتز به، وصورة براءة موشاة بجمال صرف تقوى الريشة على رسمه حيناً وتعجز أحيانا..

 

سعيدة .. كوني دوماً سعيدة يا عمتي لأنك لم تتلوثي بالدم، ولم يجد الحقد إلى قلبك سبيلا.. 

 

كوني سعيدة يا غاليتي لأنك لم تكتبي يوماً بأقلام مدادها سمّ زعاف، ولم تقرأي سطور فتنة في كتاب عتيق ..

 

كوني السعيدة يا حبيبتي لأنك كما أتيت إلى عالمنا الطافح بالغوغاء نقية طاهرة، هكذا سترحلين بنقاء القلب و بياض الأثواب  ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد قانصو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/15



كتابة تعليق لموضوع : سعيدة ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net