الزيف ديدن المخادعين .. و التلون ديدن المنافقين .. و عدم الثبوت على مبدئ هو ديدن المتملقين .
ان لبس الأقنعة و التخفي وراءها ليس بالجديد على ( جملة من البشر ) الذين تملكتهم شيطانية الشيطان .
قال تعالى : (( وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )) سورة النساء ، الآيات ( 119 ) ـ (120) .
فهؤلاء يتبعون ( زخرف القول ) و يزينون للناس طرق الضلال و مسالك الأهواء .
قال تعالى : (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا )) سورة الأنعام ، الآية ( 112 ) .
انتهج هؤلاء ( بلغتهم الملونة ) التي تُبهر العيون ، و ( زخارف أقوالهم ) منهج شياطين الإنس و الجن .
فما بين ( حداثوية ) بنفس سلفي نكوصي ، إلى ( أسلمة معرفة ) سرعان ما انزلقت إلى ( حمارية معرفة ) أضحكت الثكلى بسقم طرحها .
أقنعة متعددة ضيعوا لكثرتها ما عليه أشكالهم الأولى فأصبحوا كحرباء مشوهة .
فالحذر .. الحذر من أمثال هؤلاء ممن يرفعون شعارات ( التقدم ) و ( التحديث ) بغية النكوص نحو الفكر السلفي ، بل نحو فكر ( ابن تيمية ) الذي سماه ابن بطوطة بـ( الفقيه ذي اللوثة ) أو نحو تشدق بأطروحات ( الحداثة الغربية ) الخالية من كل روح ، و المنتفضة على ( الكنيسة ) يوم سيطرت على كل شيء في أوربا .
الحداثة .. كلمة جميلة .. منمقة .. تداعب الأحاسيس ..
هل هي دواء .. وجد لعلة .. لكن ان لم تكن هناك علة .. فهل من العقل شرب دواء بلا داء .
هل هي نهضة .. جاءت لتحارب التخلف .. و لتسعى بنا إلى التجديد و مواكبة العصر .. فهل يحتاجها من لديه باب ( الاجتهاد ) مفتوحٌ إلى أن يأذن الله تعالى .
أم هي صيحة و ( موديل ) ينتهي بعد سنوات .. فما بالنا نهتم بكماليات زائلة .. و نتبنى افكار لدينا ما يوازيها .. أو افضل منها .
أم هي ( حرب ناعمة ) انسلت لتسلخنا عن تراثنا ، و تسلخه منا .. بكلمات ( التعدد ) و ( التجديد ) و ما شاكلها .. و ما حاجتنا لمثل هكذا ( حداثة ) تريد مسخ ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا .
أقنعة .. تعددت .. و تنوعت .. و بُهرجت .. و زُينت .. جميلة المنظر .. قبيحة المحتوى .. مهما زِيد في بهرجتها فإنها ستبقى مجرد ( أقنعة مزيفة ) .