صفحة الكاتب : عبد الامير آل حاوي

خير الكلام
عبد الامير آل حاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تمضي الايام ثقيلة وصعبة يملئها التشنج والتوتر والانفعال المصحوب بتراشق كلامي يصل أحياناً الى مستوى الابتذال من خلال السب والشتم والكلمات النابية التي يندى لها الجبين (يعني ميلبس عليها لباس)
كما يقول المثل الشعبي العراقي ,وقد يتصاعد الموقف الى ذروته فتتحول هذه الاحاديث والنقاشات الى نزاعات جدية حقيقية وما أكثر الهموم والمشاكل والافرازات السياسية والاجتماعية وحتى البيئية والصحيةالتي تجثو على صدور العراقيين والتي تترك ضلالها القاتم على الشارع والبيت .
مل المواطن من مواضيع الفساد والرشوة وداعش وانعدام الخدمات وصلافة ووقاحة الحكومة وتجاهلها وعدم أكتراثها للشعب طالما نحن مشغولين بالكلام فحسب (بياعي كلام) وبدون فعل حقيقي على الأرض.
ورغم الظروف الاستثنائية (وما أطولها) وجور الزمان وظلم السلطان يرافقها والحمد لله أجواء حارة ومتربة أحياناً بغياب الكهرباء وشحة الماء وانعدام الخضراء يتحلق العراقيون في نواصي الشوارع وفي بيوتهم يتبادلون النقاش ويتجادلون الى حد التقاطع الحاد حول تشكيل الحكومة وأسباب عودة داعش وظهوره مجدداً وهل كورونا وباء حقيقي موجود أم مفتعل وتتعالى صيحات الأنفعال والغضب بسبب تأخر صرف الرواتب الذي هو شريان حياة أكثر من نصف تعداد المجتمع العراقي .اما الوجه الثاني للواقع المرير هو صفحات التواصل الاجتماعي والتي حولوها بتبادل السباب والتسقيط الشخصي الى صفحات لاتواصل ,تتعدد وتتنوع الافكار والرؤى على مواقع شبكة الانترنت ومن المؤكد أن لا ضير في ذلك بل على العكس هذه سنة الحياة بالوانها وأطيافها الزاهية الملونة ...ولكن نطالع الكثير من الافكار التي تنم عن جهل مطبق وسذاجة ناجمة عن التصحر الثقافي والعلمي وقلة الوعي يحاول مطلقوها ومروجوها فرضها علينا رغم تفاهتها وسطحيتها يساعدهم في ذلك سهولة وسائل انتشار الافكار والمواضيع عبر وسائط متعددة باتت متداولة بأيدي الجميع ولو أحسن هؤلاء فهم الموروث الثقافي بشقيه الديني والعلماني حيث تقول الآية الكريمة ( وما يلفظ من قول ألالديه رقيب عتيد) لعلموا ان المثقف العاقل يحفظ لسانه وقلمه عن كل كلام يشوه الحقائق وينتهك الحقوق ويخدش الحياء وليستذكروا قول الرسول ألاكرم (من كان يؤمن بالله واليوم الاخرفليقل خيراُ او يصمت ) ومن ىسمات الحكماء والعلماء والمثقفين الذين يقفون على أرضية صلبة وثراء علمي وادبي هوالهدوء والصمت والترفع عن الصغائر ولعل مقولة سيد البلغاء علي (ع) المعروفة (اذا تم العقل نقص الكلام ) ويقال نقلاً عن السلف الصالح ( اذا اراد أحدكم الكلام فعليه ان يفكربكلامه فاذا ظهرت المصلحة تكلم وأن شك لم يتكلم ) وانا هنا لا أدعو للصمت والسكوت عن الحق وأنما هي دعوة صادقة لاحترام الذات ومعرفة الامكانيات ووضع الناس في منازلهم ومراتبهم دون تهويل وتطبيل ومناكفات على حساب الحق والاستماع للكلام الخير المفيد والتعامل به فاكتبوا ما هو خير لكم ولنا .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الامير آل حاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/06



كتابة تعليق لموضوع : خير الكلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net