صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

تحالفُ العِلْمِ ، والجِهادِ العسكريِّ
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ويرسُمُ الأعداءُ في أقبيةِ التوسعِ الاستعماريِّ الجديدِ خُططَهم المتواليةَ ، ويتسلَّمُها عنهم منفذوها الذين ينتسبون إليهم بآصرتَين إحداهما آصرةُ القوميةِ ، والهُويةُ ، والمصيرِ الواحدِ ، من ذوي الانتماءِ الواحدِ ، والأخرى آصرةُ التبعيةِ والعمالةِ بمنهجِ الخيانةِ ممن لا صلةَ لهم بهم من جهةِ القوميةِ ، أو الهُوية. بل هم من ذوي الانتماءاتِ الآنيةِ المتعددة بحسبِ المصلحةِ ومَدياتِها.

     وبهاتَين اليدين العدائيتين لقوى الضلالِ ، والاستبدادِ ، والاستعباد انفصمت عُرى كثيرٍ من الاتصالاتِ الوثيقةِ أساسًا بين دولِ العالمِ ، وشعوبِها ، وانبرى المفتِنون ، والمفتونون - على حدٍّ سواءٍ - يَزيدون من شدةِ وطأةِ الهجمةِ الفكريةِ العالميةِ بعامةٍ ، والعربيةِ – الإسلاميةِ بخاصةٍ بمنهجٍ جديدٍ قائمٍ على فكرٍ عقيمٍ سابقٍ أساسُه التكفيرُ ، والعزلُ لطائفةٍ من المسلمين ، ومنحُ الحقِّ ، والحكمِ لطائفةٍ أُخرى منهم ، مع ضياعِ مكتسباتِ المسلمين كلِّهم ، ومحوِ إنجازاتِهم ، وتأخيرِ كلِّ ما يُحسَبُ لهم. فلا منتصرَ من صراعٍ قائمٍ بين ذوي النسبِ الواحدِ ، في الأرضِ المشتركةِ ، وهم على دينٍ واحدٍ ، إلا النصرَ الذي يتحققُ لصاحبِ الحقِّ المتأصلِ فيه الحقُّ ، على الباطلِ المتبرقعِ بلباسِ الحقِّ الزائل.

     وكان من هذا المضمونِ العدائيِّ للإسلامِ أنِ ابتُدِعَ (كيانُ داعشٍ) الإرهابيُّ الذي كاد أن يُبلِيَ ثوبَ الإسلامِ الأبيضِ الناصعِ المتينِ نَسجُه ، وأوشكَ أن يُمزِّقَ وشاحَه الأخضرَ الذي يَعلو صدرَه ، بعد أن تمكنَ هذا الكيانُ من تخريقِ هذا الثوبِ من أسفلِه. 

     لقد كَوَت نارُ هذا الابتداعِ الشيطانيِّ شعوبَ العالمِ الإسلاميِّ بعامةٍ ، والشعبَ العراقيَّ ، والسوريَّ ، واليمنيَّ ، والليبيَّ بخاصةٍ.      

     والواقعُ أنَّ شررَ هذه النارِ لا يقتصِرُ على جهةٍ من دونِ أُخرى. بل هي فتنةٌ عَمياءُ ، جِيءَ بها كيلا تُبقيَ ، ولا تذر. وهي في العراقِ قد تنشبَّت عروقُها في مفاصلِ جسدِه كلِّها ؛ ظنًّـا من قوى الضلالِ أنهم سيَجنون قِطافَ زرعِهِمُ القديمِ – الجديدِ هذا.

     من هذا المضمونِ تَناصر أبناءُ الشعبِ العراقيِّ الغيارَى الذين بقِيَت عيونُ انتمائِهم الأخلاقيِّ نضَّاخةً لا يَقوى عليها جَريانُ ماءِ الحقدِ والتكفير. ومن ذلك مَيْدانا الجهادِ العلميِّ ، والجهادِ العسكريِّ ؛ فشمَّر صُنَّاعُ القرارِ ، والمنفذِّون فيهما عن سواعدِهمُ القويةِ باللهِ تعالى ؛ ليأخذوا بفتوى المرجعيةِ الرشيدةِ بالجِهادِ الكفائيِّ ؛ حتى سُخِّرت إمكاناتُهم ، وتضافرت جهودُهم ، وتكاملت أعمالُهم ، فكبحوا جِماحَ عدوِّهم ، وكسَّروا رِجلَيه ، وقطَّعوا يدَيه بمنهجِ البناءِ التعليميِّ الناهضِ الذي لم تَخْبُ شُعلةُ ضيائِه. فالعلمُ لأهلِه. والدواعشُ جهلةٌ شُذَّاذٌ ، وبمنهجِ البناءِ العسكريِّ الكاسحِ الذي تآلَف له أبناءُ العراقِ من جنوبِه ، ووسطِه ؛ ليُطهِّروا غربَه ، وشرقَه ، وشِمالَه ، هم ومن معهم من الغيارَى من أبناءِ تلك الجهات.

     لقد كوَّنت وزارةُ التعليمِ العالي والبحثِ العلميِّ رافدًا كبيرًا جدًّا لسَقْيِ المجاهدين في ميادينِ الوغى ؛ فأمدَّتهم دعمًا كبيرًا باللوازمِ البشريةِ ، والماليةِ ، والعَينيةِ.

     وقد سُقِيت أراضي جبهاتِ القتالِ بدماءِ الشهداءِ من القادةِ ، والمنتسبين ، والطلبةِ من الوزارةِ ، والجامعاتِ ، والكلياتِ ، والمعاهدِ ، والأقسامِ. وقد عُقِدتِ المؤتمراتُ ، وورشُ العملِ ، والندواتُ لدعمِ الحشدِ الشعبيِّ ، والقواتِ الأمنيةِ ؛ فكان لإنجازاتِ مؤسساتِ التعليمِ كلِّها عطاؤُها الزخَّارُ في تحقيقِ النصرِ ، وتسريعِ وتيرةِ حسمِه.

     وهنا نودُّ الإشارةُ إلى أنَّ بلدًا لم يكنْ لِيَقوَى على إعادةِ مسارِ وجودِه – بتوفيقِ اللهِ تعالى – على المسارِ الصحيحِ ، لو وقع عليه هذا الابتلاءُ والبلاءُ ، كالعراقِ. وهذا ما تحقق بالإيمانِ باللهِ تعالى ، والتوكلِ عليه ، والاعتصامِ بحبلِه محمدٍ (صلى اللهُ عليه وآلِه) ، وآلِ بيتِه الأطهارِ (عليهمُ السلامُ) ، والاقتداءِ بمنهجِ الصالحين من الصحابةِ الكرامِ الذين نصروا اللهَ ورسولَه يومَ قلَّ الناصر.

     إنَّ وزارةَ التعليمِ العالي بتفرعاتِها كلِّها كانت - وما زالت - طوعَ إشارةِ المرجعيةِ الرشيدةِ التي تنظرُ إلى أبناءِ الشعبِ العراقيِّ كلِّهم بعينٍ واحدةٍ. ويبقى قادتُها ، وصُنَّاعُ رأيِها مشاريعَ نهضةٍ لا تقِفُ عند حدٍّ معينٍ ، ويبقى مدُّهم للحشدِ الشعبيِّ ، والقواتِ الأمنية جاريًا ما جرى الاقتضاءُ.

     حفِظ اللهُ العراقَ ، وحمى شعبَه ، وأنهض مؤسساتِه ، ولا سيما التعليمُ الذي هو هُوِيةُ الإنسانِ ، والفرضُ الواجبُ عليه ، ورعى جيشَه ، وقواتِه الأمنيةَ البطلةَ ، ومجاهدي الحشدِ الشعبي.

     الرحمةُ للشهداءِ ، والسلامةُ للجرحى ، والنصرُ للحقِّ وأهلِه. والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/15



كتابة تعليق لموضوع : تحالفُ العِلْمِ ، والجِهادِ العسكريِّ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net