صفحة الكاتب : عبير المنظور

الحقيبة الوردية
عبير المنظور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  
    لم يكن ابي ككل الاباء، عاش ابي شهيدا ليموت شهيدا، عيش الشهداء هو عيش المبادئ على الارض، قديس يخطو على ثراها ،تحوطه هينمات الملائكة اينما حلّ.
وحينما هب ابي ملبيا نداء المرجعية ودعني بكلمات لن انساها ما حييت :
- ان مهمتي في تلبية نداء الجهاد تمهيد لتحقيق العدل الالهي في ذلك اليوم الموعود لامامنا الموعود، كوني على قدر تمهيدك في هذه المرحلة اهتمي بأمك واخوتك في غيابي وتفوقي في دراستك، وان احتجتني استغيثي بامام الزمان فانه ابانا الحنون.
مرت ايام وشهور دون ان اسمع صوت والدي في الهاتف، فالشبكة في الموصل شبه معدومة، اضافة الى ان هاتف امي يخلو من الرصيد دائما، فاموالنا لا تكفي لسد رمقنا فكيف بهذه الامور الثانوية -على اهميتها- .
كنت دائما اناجي امام الزمان في جوف الليل البهيم حينما يجتاحني الشوق لابي ويزداد الحنين، احيانا كنت اراه في المنام واحايين اخرى يتصل بنا هاتفيا ولا انس ابدا اتصاله الاخير، بكيت عند سماع صوته، وكان صوت اطلاق النار يمنعني احيانا من سماعه جيدا ولكنه طمأنني انه في ساحة التدريب وليس في ساحة معركة، فاطمأن قلبي وطلبت منه ان يشتري لي حقيبة مدرسية وردية اللون لان حقيبتي تمزقت ووعدني بانه سيجلبها بعد ثلاثة ايام عند نزوله.
لم تمض سويعات حتى طُرق الباب وفتح اخي الباب ووجد رجلا لا نعرفه بيده حقيبة مدرسية وردية اللون ويسأل عن امي، لاحظت عيناه وقد اغرورقتا بالدموع وناداني ليحتضنني ، بكى وتلعثم قليلا ثم قال: هذه هدية ابيك يا فاطمة.
فقلت له: كيف وصلت الحقيبة من الموصل الى بابل بهذه السرعة؟ ثم اين ابي لقد اخبرني انه سيجلبها لي عندما يأتي بعد ثلاثة ايام؟!
اجابني وبالكاد اسمع صوته: انا لم ار اباك مطلقا، انه رفيق اخي في سوح الوغى، وقد اوصى ابوك اخي ان تصلك الحقيبة الوردية الليلة كي تذهبي بها الى المدرسة غدا، اتصل بي اخي لننفذ وصيته الاخيرة فقد اتصل بكم في ساحة المعركة حينما حمى الوطيس واشتدت المعركة وكأنه كان يعلم ما سيحصل.
من فرحتي بالحقيبة الوردية لم افقه كلمة (وصيته الاخيرة) كما يجب، فهمتها من صراخ امي واسترجاعها، فتمسكت بالحقيبة وعشت على امل تحقيق حلم ابي بتفوقي وتمهيدي لظهور امام الزمان بتلك الحقيبة الوردية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبير المنظور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/15



كتابة تعليق لموضوع : الحقيبة الوردية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net