صفحة الكاتب : عبد الامير آل حاوي

صراع الحق مع الباطل علي بن ابي طالب نموذجاً
عبد الامير آل حاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

علي أمام حق ولأنه مع الحق بنص الحديث المتفق عليه (علي مع الحق والحق مع علي ) لا يمكنه جمع النقيضين في آن واحد الحق والباطل لتمشية أمور الدولة وادارتها والتي يطلق عليها اليوم بالسياسة لا عجزاً منه بذلك ولكن ترفعاً من ممارسة كل ما يشوب نقاء روحه وقلبه المفعم بالطهارة والأيمان .

الأمام لا يمكنه بأي حال من الأحوال السكوت عن الباطل أذا ما تعرض لركن من أركان الأسلام والسنة النبوية بالوقت الذي يفعل ذلك غيره لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية وتسلق مناصب دنيوية …هذا هو جوهر الصراع بين علي عليه السلام ومن عاصروه .

سكوته عن حقه الشخصي ليس بمثلبة عليه بل عليهم لأن غايته الحفاظ على الأسلام وأستمراره ونموه وهو مازل غض العود لم يشتد بعد وبالرغم من صبره عليهم ومؤازرته لهم نقضوا بيعته بعد أن آلت اليه الأمور بعد خراب النفوس وشراء الذمم وعصف الفتن فخرج عليه طلحة والزبير في واقعة الجمل التي تعد واحدة من الصفحات المشينة في التاريخ لا سيما أنها تتمحور حول نيل أمتيازات ومكاسب شخصية دنيوية رخيصة رفض فيها الأمام التجاوز على بيت مال المسلمين وأعطائهما أمتيازاً خاصاً هذه الواقعة فتحت الباب لكل الموتورين من شخص الامام من البيتين العيصي والسفياني فتجسد ذلك جلياً في معركة صفين والصراع بينه وبين معاوية المتكالب على الدنيا وزهوتها يسانده جيش جرار باعوا ذممهم بالدرهم والدينار وعماهم بريق الذهب والفضة ، ورغم أن الأمام لم يخسر حرباً بحياته لمبدئيته وايمانه العميق والراسخ بعدالة الرسالة والقضية وأن الميتة في سبيلهما أعظم ميتة طالما أن الموت حق على الجميع ورغم كل ذلك طعنه أتباعه في ظهره ووضعوا الغصة في صدره بعد خذلانهم له وشق عصا الطاعة عليه فأعمى الله بصيرتهم وأبصارهم عن أتباع علياً الذي يدور الحق معه حيثما دار .

علي (ع) لا يداهن على الحق قيد أنملة فكان يردد على أسماعهم (والله أن معاوية ليس بأدهى مني ولكني لا أبيع ديني بدنياي) أو حينما طلبوا منه غض الطرف والسكوت عن معاوية وترك الشام له لحين أستتباب الأمور ثم يباغته ويميل عليه ويهزمه فقال قولته الشهيرة (والله لا أطلب النصر بالسكوت عن الجور) معادلة صعبة لا يفهما ألا من كانت خلقه كأخلاق الأنبياء .

حياة الكفاف والبساطة والخشونة والشدة في الحق ومنع التجاوز على بيت مال المسلمين وعدم منح الأمتيازات للمقربين دفعت الكثيرين للنفور والأنفضاض من حوله وتركوه وحيداً مع آل بيته والقلة القليلة من أصحابه النجباء يصارعون الباطل ودهاقنته الذين قويت شوكتهم بعد أن مارس غيره سياسة الأستقطاب والجذب حتى ولو على حساب الحق وتعاليم السماء وهذا هو ديدن السياسة في وقتنا الحاضر ومن يوم (تقمصها) سيدهم معاوية و(تلاقفها) أبنائه الى يومنا هذا .

فمن الظلم والأجحاف مقارنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع أي من هؤلاء الصعاليك طالبي لذة الدنيا ومتاعها الرخيص …فسلاماً عليك سيدي يوم ولدت في جوف الكعبة ويوم أستشهدت في محراب صلاتك ويوم تبعث حياً .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الامير آل حاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/17



كتابة تعليق لموضوع : صراع الحق مع الباطل علي بن ابي طالب نموذجاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net