صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

تعلم ام انت لا تعلم بأن جراح الضحايا فم قصة حياة شرارة
احمد سامي داخل

على قاعدة الشيئ بالشيئ يذكر وبما أن القرار الذي اتخذة الدكتور علي الاديب ولد تداعيات في غاية الاهمية وصلت الى حد المطالبة بالفدرالية في محافظة صلاح الدين والقرار لة علاقة بالجامعات واساتذتها ممن لهم ارتباط بالبعث الصدامي  جال في خاطري أن انقل للقراء الكرام صورة عن معانات استاذة جامعية  واديبة عراقية انتهت حياتها بعد ان جسدت  معاناتها نموذج حي لمعاناة الانسان والمثقف في ظل بلد جثمت علية قوى الدكتاتورية والطغيان وحكم وفق مبداء الشك وعقلية نظرية المؤامرة والرأي الواحد الذي لايقبل الاخر بل ينظر الية على انة عدوا يجب تمزيقة  واللغاءة والقضاء علية وسحقة بلد جسدت السياسة فية نظرية الانسان المقهور والانسان المغدور وتم سحق الفعل الثقافي فية وفق نظرية اما ان تتحول الى الة او بوق اعلامي او اداة تنظير لتمجد مظاهر السوء وسياسات الظلام واعمال القمع والوحشية لتبعث للحياة من جديد كافة سلوكيات غوبلز لابل اشد منها حيث ان سياسات غوبلز نبتت في الارض الالمانية وهي بالنهاية مجتمع حداثوي حتى في اطار دكتاتوريتة اما مجتمعنا فهو مجتمع يعيش مرحلة ماقبل الحداثة فهو بالتالي اقدر على تعضيد سلوكيات الطغيان والدكتاتورية فنحن عشنا مرحلة الاستبداد الشرقي بكل ماللكلمة من معنى .
أن من يعتقد أن الاستاذالجامعي في العهد السابق كان استاذ مهني يتمتع بحرية القول والكتابة ويتاح لة المجال للأبداع الفكري والانتاج المعرفي اقول ان من يعتقد ذالك واهم وهم مطلق وادعوة أن يراجع نفسة فعهود الاستبداد والطغيان قتلت الابداع في كل مناحي الحياة حتى لم يبقى فيها الاجوقة المطبلين وكنموذج لضحية من ضحايا الاستبداد في الحقل الجامعي العراقي اذكر لكم اليوم قصة الثائرة الصامتة قصة الاستاذة التي احترمت مكانتها رغم صنوف المعاناة وانواع الالم أنها الراحلة حياة شرارة .بنت مدينة النجف الاشرف مولدآ
عام 1935 وهي ابنة الشاعر محمد شرارة منذ نشأتها الاولى ولدت في بيئة ادبية حيث كان والدها صاحب ملتقى ادبي يجمع كبار الشعراء مثل محمد مهدي الجواهري وبدرشاكر السياب ونازك الملائكة ولميعة عباس عمارة وبلند الحيدري وحسين مروة فكانت تحفظ الاشعار وصار لها اهتمامات ادبية وانتمت الى الحزب الشيوعي حينها واصبحت في المرحلة الجامعية مسؤولة عن تنظيم المظاهرات اضافة الى مسؤوليات اخرى ولاكن هذة الاستاذة التي تبنت مبادئ مثالية سامية ادركت بحسها المرهف السليم عمق التناقض بين الواقع والطموح واخذت تنظر الى حقيقة كون الواقع بعد العهد الملكي لها هي الاخرى مساوء وحاولت ترك تنظيمات الحزب الشيوعي ولاكن بعد تفكير توصلت الى نتيجة استحالت بقائها في العراق بعد تركها التنظيم لأن اصدقاء ورفاق الامس سوف يتحولون الى اداة تسقيط وبث دعايات واثارة متاعب واعتقد ان هذا السلوك في العراق لازال مستمر حتى اليوم فما ان تختلف مع حزب او مؤسسة حتى تشتغل ماكنة اعلامية للنيل منك .قررت حياة شرارة عام 1961 السفر الى موسكو للدراسة وهناك قطعت عنها المنحة بسبب تركها التنظيم الشيوعي
عام 1968 عادت الى العراق وعينت في كلية الاداب ثم نقلت الى وزارة الصناعة لكونها غير بعثية وكانت تحت المراقبة ومتابعة اجهزة القمع ثم اعيدت الى كلية اللغات قسم الروسي حاولت زيارة عائلتها في لندن فمنعت بسبب كونها من المشكوك في ولائهم وغير بعثية استمرت معاناتها عدة سنوات بسبب منع السفر والحرب ثم هي تعرضت لشتى انواع الرقابة والتنكيل بسبب عدم انتماءها للحزب المقبور من الامور التي يشار لها انها عندما منعت من السفر قدمت طلب للطاغية تطلب منة السماح لها بالسفر باعتبار ذالك من حقوقها
وعندما اشير عليها بأعادة الطلب بصيغة رجاء والتماس رفضت ذالك بأعتبار ان السفر حق من حقوقها .وفي التسعينات تركت العمل الجامعي وسدت كافة مناحي الحياة في وجهها وجة كاتبة عراقية ومترجمة للأدب الروسي من الطراز الاول ولها تحقيق لعدة كتب منها كتب والدتها وفي النهاية اقدمت على فعل الانتحار الذي لاترتضية شرائع السماء وقيم الارض بعد ان اوصلها نظام القمع والكبت والتعذيب الى اليأس وسد جميع المنافذ .ومن يريد ان يقراء المزيد عن حياة هذة الاستاذة ادعوة الى قراءة رواية ((اذا الايام اغسقت ))
 للكاتبة حياة شرارة مع مقدمة بقلم شقيقتها وهي مقدمة رائعة بكل معنى الكلمة .
اننا نتسائل هل يولد الاستبداد والشمولية والطغيان غير  قتل الثقافة وانتاج الفكر المشوة وهل يستطيع بوق للطغيان مستلب وممسوخ من كل معاني الانسانية وشرطها الاهم الاختيار الحر أن يتعايش مع مرحلة الفكر الحر ام ان ايدلوجية الطغيان ستفعل فعلها في العقل الباطن 
والسلام .
واختم مقالي ببيت شعر للجواهري اجعلة عنوان لهذا المقال .
 ((اتعلم ام انت  لاتعلم بأن جراح الضحايا فم ))


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/31



كتابة تعليق لموضوع : تعلم ام انت لا تعلم بأن جراح الضحايا فم قصة حياة شرارة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net