صفحة الكاتب : د . ليث شبر

السنة بين نارين
د . ليث شبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل أكثر من تسع سنوات قال المرجع الأول للشيعة في العراق والعالم السيد السيستاني مقولة لم يفهمها الشيعة ولم يعملوا بها على الرغم من أنهم كانوا يكررونها في كل خطاب يدعو الى مصالحة أو مهادنة أو جدال ونقاش.. قال هذا الرجل بملء فيه.. 

" خطابنا هو الدعوة الى الوحدة، وكنت ولا أزال أقول لا تقولوا اخواننا السنة، بل قولوا ( أنفسنا أهل السنة ) . انا استمع الى خطب أئمة الجمعة من أهل السنة أكثر مما استمع لخطب الجمعة من أهل الشيعة " . 

مضت هذه المقولة على ألسنتنا جميعا وبالخصوص معشر السياسيين الذين ينتمون الى الطائفة الشيعية يقولونها فيفتخرون بأنهم يحملونها على ألسنتهم ولكنها لما تصل قلوبهم وعقولهم كالفرق بين الإسلام والإيمان وربما كانت نفاقا لعقا لا غير.. 

كان السيستاني واضحا عارفا بما يعنيه فأضاف تفسيره بنفسه حتى لايأول الكلام على غير مارسم له أو أن يكون قولا مجردا بلا فعل وتطبيق.. لذلك " قال السيد السيستاني: ( لابد للشيعة ان يدافعوا عن الحقوق الاجتماعية والسياسية للسنة قبل أبناء السنة انفسهم).

لم يفعل أحد ذلك من سياسيي الشيعة إلا في مواقع المجاملة وعلى استحياء.. وهو ماأوصل الأمور الى هذا التنابز والتباعد والقطيعة وعدم الثقة.. 

علينا أن ندافع عن سنة العراق أكثر مما ندافع عن أنفسنا فلا نفرح بتحالفنا فيما بيننا ونعطي رسائل سلبية مثل أغلبية القرار أو الحدود بالدم أو نتشفى بما أصابهم لأنه مصابنا ولا بذلهم لأنه ذلنا ولا بضعفهم لأنه ضعفنا.. 

علينا أن لانفرح بتحالفنا التاريخي مع الكورد لتشكيل حكومة توافق ليأتي السنة راضخين لأن رضوخهم هو في الحقيقة عيب علينا.. علينا أن لانفرح باستقدام قسم من أخوتنا على حساب الآخرين فتشتتهم هو في الحقيقة تشتتنا.. 

اليوم السنة بين نارين بين نار داعش ونار عصابات لبست ثوب الجهاد وهي منه براء.. بين نار التحالف الوطني الذي يريد أغلبية القرار ونار التحالف الكردي الذي يريد اقتطاع الأرض بسياسة الأمر الواقع.. بين نار الحكومة ونار الأتراك.. بين نار الحزن والموت والدمار والنزوح ونار البقاء مهجرين مسربلين بالذل والحاجة.. 

هذه النيران كلنا أوقدناها فلنطفؤها كلنا بأن ندافع عن الآخر لأننا بذلك ندافع عن أنفسنا.. 

 

والآن بعد هذا الحديث سؤالي للساسة من الشيعة هل طبقوا توجيهات السيد السيستاني؟ 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ليث شبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/29



كتابة تعليق لموضوع : السنة بين نارين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net