صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

الشرطة في خدمة الشعب!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ عشرات السنين، وشعار (الشرطة في خدمة الشعب) معلق على أبواب المراكز، والمؤسسات الشرطية العراقية كأنه قصيدة من قصائد أمرئ القيس، أو زهير بن أبي سلمى، أو طرفة بن العبد، أو عمرو بن كلثوم، أو لبيد بن ربيعة، أو عنترة بن شداد، التي كانت تعلق على أستار الكعبة أيام الجاهلية الأولى.. لكن الفرق بين الإثنين، ان الناس كانت تقبل على قراءة القصائد المعلقة بشغف، بينما تجد المواطن العراقي يمرُّ اليوم على مراكز الشرطة، ومؤسساتها، ولا يهتم لتلك اللافتة المعلقة على أبوابها، أو يتنبه الى ما كتب فيها، حتى لو كان قد قرأ كل محتواها. وأظن أن السبب في ذلك يعود، لحصيلة تراكمية طويلة، تجمعت لديه عبر عشرات السنين، وتكونت عبر تفاعلات وإرتدادات نفسية وشعورية تناسلت في أعماق المواطن. وهي نتيجة طبيعية لمجمل تلك المخالفات، والمظالم والتجاوزات، والإنتهاكات، التي عانى منها المواطن على يد هذه المؤسسة حتى بات لا يثق بالشرطة، ولا بما تعلنه، او تقوله!!
وقد تعمق هذا الإحساس الذي بدأ منذ العهد الملكي البائد، حين كان المواطن يطلق على الشرطي لقب (أبو الواشر)، وأشتد الإحساس بالكراهية، والإزدراء للمؤسسة الشرطية أبان العهد الصدامي الظالم بعد أن حوَّل وطبان وسبعاوي، ومحمد زمام هذه المؤسسة الى منظمة قمعية تمارس شتى أنواع الظلم ضد الآخر!!
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري، وما طرأ على بنية مؤسسة الشرطة من تغيير، بدأ التحسن يظهر على أدائها، لكنه تحسنٌ بطيء جداً، هو أبطأ من السلحفاة.
والمصيبة، أن الشرطة التي كانت في عهد صدام مؤسسة قمعية، باتت اليوم مؤسسة فاسدة، بمعنى إنها إستبدلت نهجاً سيئاً قبيحاً بنهج لايقل عنه قبحاً وسوءاً. وظل هذا المنهج سائداً في دوائر الشرطة العراقية طيلة السنوات الإثنتي عشرة الماضية، رغم المحاولات الحثيثة والجادة التي قام بها بعض المسؤولين النزهاء الذي تناوبوا على تسنم مسؤوليات وزارة الداخلية، وقيادات الشرطة، وهي كلمة حق يجب أن تقال. لكن اليد الواحدة لا تستطيع التصفيق وحدها مهما كانت قوية.. 
لكني أعترف لكم بإني وجدت بين هذا الخراب الهائل أكثر من موقع عامر، وفي هذا الظلام الداكن أكثر من نجمة ساصعة، ففرحت كثيراً لما وجدتها، وشعرت لأول مرة أن بلادنا بشكل عام (وشرطتنا) بشكل خاص تمضيان نحو التطهير، وتسعيان بقوة لكنس الفساد، الذي بات صفة ملازمة لإسم العراق في (كل دول الله)!!
إذن..! دعوني أصحبكم معي لموقعين شرطيين (نظيفين)، وهدفنا إشاعة العمل الصحيح في أداء الشرطة، بل وفي كل مؤسسات الدولة، وتشجيع الآخرين على الإقتداء بما هو نظيف، ونزيه، وخير، فقد سئمنا الحديث المُر عن الفساد والفاسدين. وأول المواقع الناصعة التي أود الإشارة لها، موقع اللواء السابع شرطة إتحادية، الذي يقوده العميد الركن البطل مالك المالكي. فهذا اللواء الباسل الذي يمسك أمن منطقتي الدورة (وأبو دشير) في بغداد، وهما طبعاً منطقتان مهمتان، لهما خصوصية مميزة، أقام مأدبة إفطار مشتركة، وصلاة موحدة قبل يومين في مقر اللواء لشيوخ عشائر، ووجهاء المنطقتين من سنة وشيعة، وقد كان لي شرف المشاركة في هذه الفعالية الوطنية التي كانت عفوية جداً، وصادقة جداً. وقد بهرني نظافة ودقة تنظيم وإنضباط هذا اللواء، بمرافقه وبناءاته ومنتسبيه جميعاً حتى أن أحد الشيوخ من أبناء الدورة، همس في أذني قائلاً: والله العظيم لو كان في العراق مثل هذا اللواء عشرة ألوية، ومثل هذا الآمر عشرة امراء، لما خرجت طلقة واحدة، ولا حدث أي خلاف، او مشكلة بين سني وشيعي.. فأجابه شخص شيعي (سيد)، قائلاً: ثق بأني أرى أول مرة في حياتي شرطة (يگضون أشغالنه وما ياخذون فلوس)، أو يطلبون منا رشوة.. وقد أيده أحد ( السادة) من أبو دشير، فقال: ألله يحفظ اللواء السابع، ويحمي آمره، بحق فاطمة الزهراء..
أما الموقع المضيء الناصع الآخر، فهو مقر قيادة شرطة بغداد، بشخص قائده اللواء الركن البطل علي الغريري.. فقد قصدت هذا الرجل أمس الأول لنبارك له أولاً، ونعرض إستعدادنا للتعاون بين شرطة بغداد ومؤسستنا "عين الحقيقة" بما يتوفر فيها من جريدة يومية ومجلة ووكالة أنباء، بشكل خاص، ومع هيئة الحشد الإعلامي بشكل عام.. فأستقبلنا الرجل إستقبالاً حافلاً بحضور الزميل العقيد مشتاق طالب مدير الإعلام في شرطة بغداد، وقد بدأ اللواء الغريري حديثه محيياً الدور الصحفي والإعلامي الوطني المساند للقوات المسلحة العراقية، وأبطال الحشد الشعبي، مؤكداً على دعم الصحفيين العراقيين دعماً كاملاً، موصياً بتسهيل عملهم وأداء رسالتهم، وحمايتهم أيضاً، من أجل إعلاء راية العراق، خفاقة عالية في قمم المواجهة المسلحة، وفي مواقع المسؤولية الأخرى، وقد إختتم الغريري حديثه بما كان مفاجئاً لنا، حين قال: يجب أن نعترف أمامكم أن هناك خللاً، وواقعاً مُراً، وإرثاً فاسداً، كنا قد ورثناه في جهاز الشرطة منذ عشرات السنين، وإذا لم نعترف بهذا الفساد فمن المستحيل علينا معالجته، والطبيب الذي لا يشخص المرض، ويطلع المريض عليه، ويطلب العون من العناصر الأخرى، لن يحقق النجاح في شفاء مريضه مطلقاً. ونحن نريد منكم، ومن منتسبينا، ومن المجتمع، التعاون معنا من أجل القضاء على ما تبقى من هذا الإرث الفاسد.. فنحن بعون الله، وبدعم من معالي وزير الداخلية، وبإسناد القيادات المعنية، سنسحق الفساد بإذن الله. وسنحقق النصر على الإرهاب حتماً، وقطعاً فإن الدماء الزكية التي سالت من أجساد منتسبينا في مواقع المواجهة مع داعش كفيلة بتطهير ما لحق بهذه المؤسسة الوطنية..!!
يا سلام عليك، وعلى شجاعتك وجرأتك أيها القائد البطل!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/16



كتابة تعليق لموضوع : الشرطة في خدمة الشعب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net