في البصرة .... الشاص شاص والحمل حمل
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ربما فات الأوان على هذه الكلمات وكما يقول المثل ( الشاص شاص والحمل حمل ) 

ولكن عسى أن تتغير الأحوال من حال الى حال ..

لم تكن المطالبة بحقوق المحافظة والسعي لإقامة إقليم البصرة جديدة بل هي مواكبة للعملية السياسية منذ بدايتها وتهدأ أحياناً وتستعر أحياناً أخرى لاسيما في الفترات التي تسبق الانتخابات والزيارات المكوكية لرؤساء الكتل السياسية ولم تجني البصرة وأهلها غير وعود كاذبة بمعنى الكذب مع سبق الإصرار من قبل هؤلاء والسبب في ذلك لا يعود لذات الشخوص أو كياناتهم بل السبب يكمن هنا داخل البصرة ، ولنضع الطيبة والنيات الحسنة والكرم على جانب ونخط بشجاعة وبصراحة الأمور التالية :

1_ الكيانات السياسية المشتركة في إدارة المحافظة جميع رؤسائها من خارج المحافظة وبالتالي تستقي تعليماتها وممارستها للمسؤولية بما ينسجم وتطلعات الكتل السياسية في الساحة العراقية ومصالحها ككل وليس البصرة بالتحديد .

2_ المحاصصة الحزبية التي ألقت بظلالها على مجمل الدوائر الخدمية الأساسية في المحافظة بدون النظر الى المواصفات التأهيلية لتحمل تلك المسؤولية ويبقى الأهم هذه لي وهذه لك .

3_ ثقافة الاقصاء لكل كتلة سياسية تأتي لتزيح ماقبلها بدون التوقف عند نجاح هذا أو إخفاق ذاك وتغيير الهيكلية الإدارية وابدأ من جديد .

2_ المجاملة الخارجة عن المألوف من قبل المسؤولين المحليين الى رؤساء الكتل السياسية وتصل في معظم الأحيان الى الخنوع والخضوع والتلبية بدون مقاطعة والأكبر من هذا إيجاد التبريرات والدفاع عن التصريحات التي لا تصب في خدمة البصرة وأهلها .

3_ أغلب المسؤولين المحليين حفاظاً على مناصبهم في المحافظة يعتبرون المسؤول في المركز هو الآمر الناهي وإطاعته واجبة ولازال البعض يتخوف من المسؤول القادم من المركز كما في العهد البائد .

4_ منذ انتخابات 2005 أغلب الذين إرتقوا الى مجلس النواب ممن يمثل البصرة كانوا مجرد أرقام لكتلهم السياسية أو مع من تحالفوا معها .

5_ رغم عدد ممثلي البصرة في مجلس النواب 25 نائباً وهذا الرقم قوي جداً ، إلا أنه لا توجد لدى الأغلبية منهم وحدة كلمة وموقف على الاطلاق ولم يمتلكوا  قوة المواجهة الحقيقية والتصدي للدفاع عن البصرة وحقوق أهلها . في حين نرى الآخرين رغم نزاعاتهم إلا أنهم متوحدين تجاه مطالب محافظاتهم بل ومستميتين في سبيل نيلها إن كانوا من كردستان أو المنطقة الغربية .

6_ بعض الذي تبوؤا مناصب في إدارة دوائر معينة في البصرة أو في مجلس المحافظة أو في مجلس النواب كان همهم الأكبر هو الغنى في فترات قياسية على المستويات المالية والتجارية وديمومة الوجاهات الاجتماعية أو حب السلطة على أقل تقدير ، وهذا لم يأتي من فراغ بل من أصابع الناخبين ومن مساحة الفساد المستشري وغياب تطبيق القانون .

7_ غياب الوعي الجماهيري وإبتعاد الطبقة المثقفة الوطنية عن الواجهة أو عشوائية تحركها متزامنة مع خلط الأوراق من قبل بعض الكتل السياسية أمام العوائل الفقيرة والمعدمة من أهالي البصرة حتى حينما نادت المرجعية الرشيدة الى ضرورة التغيير تاجرت بعض الكيانات السياسية بهذه الورقة وتبنتها لكسب الشارع البصري وأعطت الوعود بالتغيير والاستحقاقات وووو .... وبعد أن حصدت الثمار أدارت وجهها ورحلت .

8_ نزعة الأنانية وحب الأنا والذات وتسقيط الآخر المتفشية في الوسط المجتمعي وإستغلال هذه الصفة من قبل رؤساء الكيانات السياسية في التفريق بين أبناء البصرة وجعل التسقيط بينهم والمحصلة النهائية للكيان السياسي .

9_ إستمكان معظم الكتل السياسية في الوسط البصري ووضعت لها مواقع تراتبية في عموم المحافظة تصل الى القصبة النائية وهذا بطبيعة الحال يجعل أي مشروع يتنافى ومصالحها ومتبنياتها في حالة تقاطع مستمر وإذا ما شاء القدر أن ينهض المشروع بأيادي البصريين أياً كان فسوف يقفزون عليه ويركبون الموجة عندما تسنح لهم الفرصة ويتحولون من مناهضين الى مناصرين .  

10_ الآن الدعوة الى الإقليم نتمنى أن تستمر وأن تحسب خطواتها بتأني وهدوء ودراسة موضوعية وبمصداقية واضحة للجميع دونما ريب أو شك فيها .. على القائمين به أن يصدروا بيان بأنهم يطالبون بالإقليم كما نصت عليه القوانين والدستور ولامكان للأحزاب فيه ومن يريد المساندة والتأييد أن يوقع تعهد بأنه مستقل من أي حزب له مقر في البصرة وتعهد بأن لا مطامع له في الترشيح والتصدي لأي منصب ....... هكذا تكون البداية 

الموضوع السابق الانثروبولوجيا المدنية او الحضرية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat