الذكرى الثالثة لوفاة العالم الرباني حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الصافي (طاب ثراه)
فؤاد المازني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فؤاد المازني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سلام على روحك سيدي أبا حسنين
من أثير أنفاسك التي تملأ أجواء المكان أخط عباراتي فليس غريبآ أن يكون المكان الذي إحتضنك حيآ وجدت بعمرك بين أروقته في سبيل إعلاء كلمة الله وتثبيت عرى الإيمان والصمود أمام التحديات لهداية أجيال من الناس أن يحتضن حفل تأبينك ليستدعي الماضي ويكون حاضرآ في ذكراك لننهل من ينابيعك ونرتوي من معينك ماحيينا .
سلام عليك سيدي أبا حسنين في ذكراك
إن كانت ذاكرة العقل تستحضر مآثرك وسيرتك العطرة فإن ذاكرة القلب أقوى وأعمق كونها الوحيدة القادرة على إستحضار أدق التفاصيل الوجدانية ومكانتك في قلوب المؤمنين ماتفتأ أن تتوقد بعد سكون وتتوهج بعد خفوت ، وإستشعار الروح الإنسانية التي كانت تحلق بها أنفاسك المفعمة بالعطاء وتعيد طيفك الأليق لواجهة الذكرى وكأنك حاضر في مجلس تأبينك لتطمئن روحك أنك باق رغم قسوة الرحيل ، فترنيمة صلاتك ودعائك يتلاقف أصداؤها بصائر المريدين وتلامس شغاف قلوب المحبين وتبحر في أثير مسجدك المبارك وما ديوانك العامر عن أنفاسك ببعيد .
في هذا المحفل التأبيني ترفرف كلمات الحزن ومشاعر الأسى لفقدك وغيابك عن ناظرينا لكن يستعصي علينا النسيان وإن حضرنا اليوم وغدآ فلكي نواسي أنفسنا على رحيلك ونحن لازلنا بحاجة إلى وجودك بين أضلعنا في خضم هذه الأهواء والتقلبات والصراعات والمناكفات والفتن التي تفتك بأوصال الأمة لتسير معنا وتأخذ بأيادينا وقلوبنا وأنفسنا وعقولنا لتوصلنا سالمين مطمئنين مؤمنين مهتدين ومتقين إلى شاطئ الأمان . كان وجودك وحضورك معنا نعمة أسبغها الباري سبحانه وتعالى مع نعمه التي لا تعد ولا تحصى علينا وفقدك وغيابك عنا غصة لازالت وستبقى نداويها بتصفح مناقبك ومآثرك الطيبة بين الحين والآخر ونستشرف فيوضات عطاياك النقية التي كنت تبغي من ورائها رضا الله ورسوله والأئمة الطاهرين وتسير بذات الركب الذي سار عليه من سبقك من العلماء الأعلام العاملين الفاعلين المؤثرين في مجتمعاتهم وتركوا بصماتهم فنارات لعقود من الزمن ولا زالت تهتدي بها الأمم . وإن نستذكرك اليوم فلا من نسيان أو غفلة بل إحسانك علينا يستوجب علينا أن نرد جزء يسير من ذلك الإحسان الذي غمرته في نفوس جميع من تشرفوا بلقاءك ومعرفتك ومجالستك ليغرفوا من معين مناقبك الثاقبة في العطاء المفعمة بالسيرة العطرة والروح النقية والخزين المعرفي الموضوعي الذي أسبغه الباري سبحانه وتعالى عليك والخلق الرفيع الذي أحاط به شخصك الكريم وجبلت عليه نفسك الطيبة مما أفاض على ذكراك بخصالك بلسمآ تتطبب به النفوس
اليوم نستذكرك في محفلك التأبيني لنجدد العهد معك سيدي أبا حسنين وندعوا الله أن يثبتنا على الحق وعلى الصراط المستقيم كما عهدتنا لانحيد عنه إن شاء الله , ولا يسعنا إلا أن نرفع أيادينا إلى الباري سبحانه وتعالى متضرعين ومبتهلين أن يفيض على روحك بالمغفرة والرضوان ويتغمدها برحمته الواسعة وأن ينزلها المنزل المقرب في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع أجدادك الميامين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat