صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

مؤامرة التغريب . أعياد يحتفل بها المسلمون . الجزء الثاني.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بحث بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية .  أعياد وثنية. (من فرِح بنا فرِحنا به) . 
 
وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المجال ، فهو لا يختلف كثيرا عن معناه في اللغة ؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هو جمع الناس على الذكر ، والإنشاد في مدحه والثناء (ص) ، وإطعام الطعام صدقة لله ، إعلانا لمحبة رسول الله ، وإعلانا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم (ص) وبالتالي فهو شعيرة من شعائر الله التي أمرنا تعالى بتعظيمها فقال : (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) . 
فهل يُقاس ذلك باحتفالات اليهود والنصارى المستمدة من الوثنية والمليئة بالسكر والعربدة والفجور والتحلل الأخلاقي وما يصاحبها من كفر صريح بالسيد المسيح نفسه كما نشاهده من الأفلام تُعرض هنا في أوربا. أو كما صرح بذلك البابا نفسه اعترافا منه بوثنية هذه الأعياد ولكنه يعجز عن التغيير لأن تيار السنين الجارف الذي رسخ في قلوب الناس حب الشهوات ( زين للناس حب الشهوات ) وما يصاحب هذه الأعياد من إرضاء لهذا الشهوات يمنعه من منعه او اصلاحه، فقبل ثلاثة أيام من عيد الميلاد سنة 1993 ، اعترف البابا يوحنا بولس الثاني بأن الاحتفال بعيد الميلاد لا أساس له في الكتاب المقدس .
وفي ما يختص بتاريخ 25 كانون الأول أعترف البابا قائلا : (في الأزمنة القديمة الوثنية ، كان يُحتفل في ذلك اليوم بعيد مولد الشمس التي لا تٌقهر ليتزامن مع الانقلاب الشتوي وتابع البابا مبررا كيفية ابتداء الاحتفال بأعياد ميلاد السيد المسيح فقال : بدا من المنطقي والطبيعي أن يستبدل المسيحيون هذا العيد الديني باحتفال الشمس الحقيقية الوحيدة ، يسوع المسيح .!!؟) 
وبعبارة أخرى كما كتب الصحافي نِلو أجِلّو في صحيفة لا ربيكا الإيطالية : (جعل احدهم يسوع يولد في تاريخ خيالي ، مُختلق ، وخاطئ ). 
وجاء في البيان الفاتيكاني بأن الاحتفال بأعياد الميلاد بدأ لأول مرة سنة 354 ب م . 
وأما القول في 6 كانون الثاني ، عيد الظهور ، الذي يحيي ذكرى مجيء المجوس لزيارة يسوع المولود حديثا فتم الاحتفال به متأخرا جدا . وتابع البيان الصحفي الفاتيكاني قوله :تقودنا أدلة كثيرة إلى الاعتقاد أن اختيار 6 كانون الثاني تأثر أيضا بعيد وثني ، كما هي الحال مع اختيار 25 كانون الأول للعيد الروماني الذي يحتفل بولادة يسوع وفي الواقع كان الوثنيون في الإسكندرية يحتفلون بيوم ميلاد الإله أيون ( إله الزمن والأبدية ) في الليلة بين 5 و 6 كانون الثاني ..
ويبدو أن الكنيسة أرادت أن تجعل هذا الاحتفال احتفالا مسيحيا . فبرر البابا حديثا أعمال هذه الأعياد الوثنية بأن : (الاحتفال بصاحب المناسبة خير من المناسبة نفسها). وهو بذلك خالف صريحا قول السيد المسيح الذي قال مخاطبا فيه القادة الدينيون : (لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم). (4) كما ورد في إنجيل متى 15: 3 (لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم؟). او كما ذكر في إنجيل متى 15: 6 (أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم!) او كما في إنجيل مرقس 7: 9 (ثم قال لهم: «حسنا! رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم(!
فآثر البابا تقاليد الناس على ماورد من نهي السيد المسيح من إتباع التقاليد. 
فيجب أن يبقى معلوما لدى المسلمون من أن الأمم من حولنا يحاولون جاهدين أن يبعدوا المسلمين عن جادة دينهم وأن يقطعوا الصلة بينهم وبين عقيدتهم قال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق). 
ومن اجل ترسيخ العقائد الباطلة والعادات الغريبة في قلوب المسلمين يبتدع النصارى طرق شتى من اجل ترويج حب المسيح وديانتهم في قلوب الناس وخصوصا الصغار الأبرياء ، وغاية هذه الخطة هو التسلل إلى قلوب المسلمين عن طريق المغريات حتى تصبح من العادات والتقاليد التي يألفها المسلمون ويدرجون عليها صغارا ومن ذلك ما يحدث في المدارس كما جاء على لسان الكثير من الطلبة : (من العادات الغربية وقت الكريسماس أن يجتمع بعض غير المسلمين، صغارا وكبارا، ويكتبون أسماءهم، ويضعونها في قبعة ويخلطون تلك الأوراق، ثم يختار كل شخص اسم شخص آخر، لتقديم هدية له يوم الكريسماس. ويُطلق على هذه العادة ( chris kringle ) وقد أخذت بعض الأخوات بهذه الفكرة العام الماضي وعملنها، وهن يرغبن الآن أن يعملنها هذا العام أيضا في نهاية العيد. وكل ما في الأمر هو أن كل أخت تختار غيرها عشوائيا ويجب عليها أن تشتري لها هدية بقيمة 20 دولار أمريكي).
أو كما يقول البعض : (مدرستي فيها تقاليد في أعياد الميلاد فكل عام يقوم أحد الفصول بتولي أمر أسرة فقيرة يجمع لها التبرعات لشراء هدايا أعياد الميلاد) . 
فلماذا هذا اليوم بالذات ؟ وأيام الله كثيرة. 
فأعداء الإسلام لهم صبر عجيب ، ونفس طويل من اجل تغيير المسلمين حسدا من عند أنفسهم ، وهم يبدؤون دائما مع المسلم من جانب الشهوات لأن النفس أميل لها من غيرها وقد تعلموا ذلك من القرآن الذي رأوه يحذر المسلمين من أتباع الشهوات ويعدهم بالعذاب الشديد إن هم فعلوا ذلك كما في قوله تعالى : (الذي يتبعون الشهوات سوف يلاقون غيا) . وذلك لأنه تعالى علم بنقاط ضعف الإنسان فحذره منها وأبدله خير منها حال التزامه ، وهي الطيّبات في الدنيا، وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين في الآخرة .
ولا بأس بأن يقدم المسلمون شيئا بمناسبة أعيادهم إذا كانوا يسكنون معهم في أرضهم لا اعترافا منهم بصحة تلك الأعياد ، وإيمانا منهم بصدقها أو ترويجا لها كما سترى في فتاوى كبار الفقهاء وتصرفاتهم حيالها ، ولكن طمعا في الالفة والسلام فعندما كان الإمام الخميني يعيش في المنفى في نوفل لوشاتو من فرنسا ، اقترح بعض مرافقيه أن يقدم لأهالي الحي الذي يسكن فيه الإمام الراحل بعض الحلويات بمناسبة عيد رأس السنة ، ولكن الإمام الخميني ( قدس سره) سأل بعض المسلمين الساكنين هناك : ماذا يحب هؤلاء ان يُقدم لهم في الأعياد فقيل له الورود ، فأمر الإمام الخميني بتقديمها لجميع سكان الحي . 
إن الإمام رحمه الله يعلم علم اليقين أن هؤلاء الناس غافلون عن حقيقة هذه الأعياد وهم بحكم الجاهل بها وأراد ان يلفت نظرهم إلى طيبة المسلمين وعدم عدوانيتهم كما كان يُشاع عنهم في تلك الفترة . وقد ترك تصرف الإمام اثرا عميقا في قلوب الناس هناك حيث قرأت في لقاء صحفي مع أهالي الحي بعد انتصار الثورة الإسلامية بأنهم يتذكرون طيبة ذلك الشيخ واهتمامه بأهالي الحي الذي يحاول قدر الإمكان تجنيب الحي الضوضاء نظرا لكثرة الزائرين من أنصار الثورة الإسلامية .
وأما أهل السنة والجماعة فلم أجد شيئا ذو فائدة حول ميلاد السيد المسيح في كتبهم. والمتوفرعندهم إما أن يكون إسرائيليا أو وهابيا شديد التطرف فقد شددوا النكير على من يحتفل بهذه الأعياد من المسلمين وجعلوا من يفعل ذلك مشركا بالله وكافرا ، ولما لم نجد في التفاسير شيئا اتجهنا للحديث فوجدنا أحاديثا تذكر بأن الإسلام نسخ كل ذلك وانه يحرم الاحتفال بأعياد غير الأعياد الإسلامية نذكر منها على سبيل المثال : 
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر). 
وكذلك يعتمدن على ما كتبه عمر في شروطه مع أهل الذمة التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم: وكانت من شروط عمر بن الخطاب: ( أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام) . وقد قال عمر أيضا: (لا تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم). رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح.
وروى البيهقي أيضاً عن عمر أيضاً قوله: (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم). 
واما عن طريق الشيعة فقد جاء في البحار من أن المنصور العباسي طلب من الإمام موسى بن جعفر (ع) بالجلوس للتهنئة في يوم عيد النيروز ، فقال (ع) أني قد فتشت الأخبار عن جدي رسول الله (ص) فلم أجد لهذا العيد خبرا وأنه سنة للفرس ومحاها الإسلام ومعاذ الله أن نحيي ما محاهُ الإسلام . والمقصود بالسنة التي محاها الإسلام ، هي الممارسات الوثنية التي كانت ترافق ذلك العيد وليس النوروز كمناسبة عامة لأنه ورد في الأحاديث بأن النوروز فيه الكثير من الأحداث التي اقرها الإسلام وشجع على القيام بأعمال البر فيها ، والنوروز مناسبة ليست للإيرانيين وحدهم إنما التصقت بهم لأن إيران كانت تمتد على طول العالم العربي والغربي وغيره من بقاع الدنيا فأشتهر عنهم ، والصحيح أن النوروز قديم قدم الأمم على هذه الأرض وكل أمة تدعي أنه لها حتى المسيحية والاكراد منذ وثنيتهم وحتى الاسلام، وعلى اشهر الاخبار أنه عراقي كما دلت على ذلك الآثار.
انتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/05



كتابة تعليق لموضوع : مؤامرة التغريب . أعياد يحتفل بها المسلمون . الجزء الثاني.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net