صفحة الكاتب : علي العبادي

الباحث والناقد عمار الياسري:حياتنا المعاصرة تشاكلت بطريقة مخيفة مع ما بعد الحداثة
علي العبادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باحث وناقد وأكاديمي ويطلق عليه البعض موسوعي، حاصل على  شهادة  البكالوريوس في الإذاعة والتلفزيون جامعة بغداد - كلية الفنون الجميلة – قسم الفنون السمعية والمرئية 1995، وحاصل على شهادة الماجستير ماجستير تلفزيون جامعة بغداد - كلية الفنون الجميلة – قسم الفنون السمعية والمرئية 2011 ، تدريسي في الكلية التربوية المفتوحة- كربلاء.  أخرج فيلمين قصيرين هما (طائر أخر يتوارى و رغبات مؤجلة)  وكتب العديد من البحوث العلمية والعديد من الدراسات النقدية في شتى مجالات الادب والفن، كتب واعد العديد من النصوص المسرحية وقد عرضت منها كيمياء الألم وهوامش من مذكرات صعلوك وترانيم الحرية، صدر له (التفاعلية التلفزيونية .. من تمظهرات الشكل إلى البناء الدلالي والدرامي)، ولديه تحت الطبع(فضاءات الصورة المرئية) . كان لنا معه هذا الحوار.
س/كيف ترى المشهد النقدي العراقي ؟
ج/ قد لا أبالغ حينما أقول أن المشهد ملتبس جدا .. هناك تداخل كبير في التخصص الاجناسي .كثير من كتاب الشعر والمسرح والرواية يشتغلون بعد الفراغ كنقاد، كثير من المخرجين والرسامين ولجوا هذا المضمار، ونفس الحال ينطبق على أساتذة الجامعات الذين جعلوا من طروحاتهم المدرسية مدونات نقدية . إن كل هذه المتغيرات لم تستطع أن تؤسس لنا خطابا نقديا مكتفيا بذاته ، بل كانت طروحات ضبابية مردها عدم القدرة على التفكيك الاركولوجي لبنية النص المترسخ من خلال البنية المفاهيمية للوعي النقدي ، مما تركنا نتغنى بالمهادات النقدية الأولى لفاضل ثامر وياسين النصير وحاتم الصكر ومن بعدهم بشير حاجم .
س/ ما أهم مشكلات النقد العربي ؟
النقد العربي لازال يبحث عن تقعيده النصوصي وهذه إشكالية كبيرة ،  لا يختلف اثنان من النظريات الأولى للجرجاني والقرطاجني وأسماء أخرى وضعت لنا خارطة لتفكيك مرجعيات النص ودلالاته فضلا عن ما يكتنفه من موسيقى وإيقاع وصور .. الخ ، وبقيت هذه التقعيدات خالدة لقرون خلت ، ولكن المتغيرات الفكرية والفلسفية التي شهدها القرنين التاسع عشر والعشرين أرست لنا مفاهيم مغايرة لما تربينا عليه ودرسناه ، وكذلك المتغيرات التكنولوجية التي جعلت العالم قرية صغيرة جعلت من النص كونيا ورفضت عرقية و مناطقية النص وجعلت من آليات تفكيك وتشريح النص ذاتها في مختلف أصقاع المعمورة مما ولد فجوة كبيرة بين طروحات السالفين ومريدي الحداثة .
س / إلى أي مدرسة نقدية تنتمي ؟
إن حياتنا المعاصرة تشاكلت بطريقة مخيفة مع ما بعد الحداثة من خلال ثيمات المقدس والمدنس والمركز والهامش وكسر السرديات الكبرى بسرديات صغرى تلاشت بها كل الطروحات الارسطية وما بعدها ، فضلا عن تسيد المسكوت عنه ببنية النص ، كل ما أشرت إليه وغيره ساعد بنشوء مناهج وتيارات قرائية جديدة مثل النقود الثقافية والتاريخانية والنسوية والجنوسية والتفكيكية وما بعد الكولونيالية والتفاعلية وغيرها تتحرك مع التغيرات الفكرية والأيدلوجية للنص ، لذا تراني أحاول الوصول لركبها ولكن هذا لا يمنع من تبني نظرية حداثية مثل البنيوية و السيميائية مع نص أخر ، وكل هذه مناهج علمية تنطبق على النصوص وتشرحها .
س / أين تجد ذاتك الإبداعية بالبحوث الأكاديمية أم بالدراسات النقدية ؟
مثلما بينت لك سابقا أن المناهج النقدية الحديثة هي مناهج علمية بحته لا تعتمد على الانطباع والاستطراد ، لذا لا اعتقد أن هنالك قطيعة بين البحث الأكاديمي والدراسة النقدية المتبنية للمناهج الحديثة ، فالدراسات النقدية الحديثة تتبنى منهجا علميا بحثيا لا تحيد عنه وإلا أضحت انطباعات عابره ، ولكوني تدريسيا أحاول الموازنة بين البحث العلمي وما بين الدراسات النقدية التي تعني الديمومة والاستمرار في المشهد الثقافي .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/08



كتابة تعليق لموضوع : الباحث والناقد عمار الياسري:حياتنا المعاصرة تشاكلت بطريقة مخيفة مع ما بعد الحداثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net