صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

لعنة الكرسي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اللعنات في بلاد ما بين النهرين متعددة , بدءً من لعنة أكد , وللكرسي العراقي لعنته , وما أدراك ماهي , فهو يعاقب الجالس عليه ويرميه في مهاوي الهوان والذلة.

فجميع الذين جلسوا على كرسي الحكم العتيد , أصابتهم لعنته التي رسمت نهاياتهم , فلم يغادره أحد بسلام , فكلهم أصابهم ما أصابهم , والتأريخ واضح وصريح بأحداثه الجسام , منذ أول مَلك إلى آخر رئيس والحبل على الجرار.

ترى لماذا يلاقون ذات المصير؟!

ألا تساءل المتعاقبون على الكرسي , وهل تفكّروا وتأمّلوا واعتبروا؟

إن السبب الجوهري والأساسي القاتل والفاعل المشترك في السلوك , هو نسيان الوطن والمواطن , وذلك بسبب الإنغماس في الكرسي , والإنعزال التام عن هموم المواطن , والتقصير الكبير تجاهه وغمط حقوقه , والعمل على قهره وترويعه وتنمية عناءاته.

فبعد ما يقرب من مئة عام من تأسيس الدولة , يعيش المواطن في أرزء الأحوال , ولافتات الديمقراطية والدين مرفوعة في كل مكان , وهذا يعني أن الجالسين على الكراسي في غيبوبة وغفلة وهذيان , تسبب فيها في الخمسين سنة الماضية زقوم النفط , الذي تسمم به جميع الحكام وذوي السلطة في البلاد.

وبغياب الرقيب الدستوري والقانوني , إنطلقت غرائزهم ورغباتهم المنفلتة , فراحوا يستحوذون على ثروات النفط ويحرمون المواطن منها , بل أنهم إشتروا بها الأسلحة لقتله وتشريده وتعذيبه , وأكثرهم سخرها لأغراضه الشخصية والعائلية والحزبية , وما سخروها لبناء البلاد وإسعاد  العباد.

فلولا النفط لما قُتِل الملايين من أبناء العراق في الحروب والويلات , ولولاه لما عبث المتمكنون من السلطة بالناس , واستعبدوهم بالأموال وسخروهم لغاياتهم ودوافعهم.

وفي هذا الخضم التبذيري الإتلافي لثروات البلاد , يتحتم على المجتمع من خلال نوابه وممثليه , أن يبتكر صيغة للتحكم بثروات النفط وعائداته , وفقا لضوابط وأحكام تمنع  أي شخص في أي منصب أن يتصرف بها على هواه , ويتحتم على الحكومة القادمة لكي تنهض بالبلاد وترسم خارطة المستقبل الأفضل , أن تعمل بجد وإجتهاد على إصدار قوانين وأحكام وضوابط ومعايير صارمة  , للتحكم بواردات النفط وإستخدامها لما يخدم المواطن والوطن.

وبدون هذه الخطوة لا يمكن لأية حكومة أن تنجح وتقدم خيرا للناس والوطن , وستحل عليها لعنة مَن سبقها.
فهل سنعتبر بعد كل ما جرى وهل سنرى بعيون العقل ونتبصر؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/15



كتابة تعليق لموضوع : لعنة الكرسي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net