بطل الولاء حجر بن عدي ... 2
سيد جلال الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لاحظ في هذا النص مظلومية امير المومنين عليه السلام ؛ وكيف كان الجيش الذي في معسكره لا يعرف قدره ولا مقامه وكيف كان غريبا بين اوساطهم عليه صلوات الله وهل هذا الا بما مهدت له السقيفة فانهم سلبوا الحق من اهله فشوهوه كما راموا ثم ارجعوه مريضا لصاحبه فماذا يفعل بهم ؟
ولهم؟
وهم اصحاب قلوب مسمومة بسم السقيفة ؟!
نعم بقي حُجر على استقامته وهداه فانظر كلامه مع امير المومنين عليه السلام لتعرف قدره في اخلاصه ومعرفته
الأمالي (للطوسي) ؛ النص ؛ ص173
أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْمُعَدِّلِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، قَالَ:
لَمَّا وَجَّهَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، سُفْيَانَ بْنَ عَوْفٍ الْغَامِدِيَّ إِلَى الْأَنْبَارِ لِلْغَارَةِ، بَعَثَهُ فِي سِتَّةِ آلَافِ فَارِسٍ، فَأَغَارَ عَلَى هِيتَ وَ الْأَنْبَارِ، وَ قَتَلَ الْمُسْلِمِينَ، وَ سَبَى الْحَرِيمَ، وَ عَرَضَ النَّاسَ عَلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، اسْتَنْفَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) النَّاسَ، وَ قَدْ كَانُوا تَقَاعَدُوا عَنْهُ، وَ اجْتَمَعُوا عَلَى خِذْلَانِهِ، وَ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فِي النَّاسِ فَاجْتَمَعُوا، فَقَامَ خَطِيباً، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا النَّاسُ، فَوَ اللَّهِ لَأَهْلُ مِصْرِكُمْ فِي الْأَمْصَارِ أَكْثَرُ فِي الْعَرَبِ مِنْ الْأَنْصَارِ، وَ مَا كَانُوا يَوْمَ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يَمْنَعُوهُ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالاتِ اللَّهِ إِلَّا قَبِيلَتَيْنِ صَغِيرٍ مَوْلِدُهُمَا، مَا هُمَا بِأَقْدَمِ الْعَرَبِ مِيْلَاداً، وَ لَا بِأَكْثَرِهِ عَدَداً، فَلَمَّا آوَوْا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَصْحَابَهُ، وَ نَصَرُوا اللَّهَ وَ دِينَهُ، رَمَتْهُمُ الْعَرَبُ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، وَ تَحَالَفَتْ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ، وَ غَزَتْهُمُ القَبَائِلُ قَبِيلَةً بَعْدَ قَبِيلَةٍ، فَتَجَرَّدُوا لِلدِّينِ، وَ قَطَعُوا مَا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْعَرَبِ مِنَ الْحَبَائِلِ، وَ مَا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْيَهُودِ مِنَ الْعُهُودِ، وَ نَصَبُوا لِأَهْلِ نَجْدٍ وَ تِهَامَةَ وَ أَهْلِ مَكَّةَ وَ الْيَمَامَةِ وَ أَهْلِ الْحُزْنِ وَ أَهْلِ السَّهْلِ قَنَاةِ الدِّينِ وَ الصُّبَّرِ تَحْتَ حَمَاسِ الْجِلَادِ، حَتَّى دَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) الْعَرَبُ، فَرَأَى فِيهِمْ قُرَّةَ الْعَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، فَأَنْتُمْ فِي النَّاسِ أَكْثَرُ مِنْ أُولَئِكَ فِي أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانَ مِنَ الْعَرَبِ.
فَقَالَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آدَمُ طُوَالٌ فَقَالَ: مَا أَنْتَ كَمُحَمَّدٍ، وَ لَا نَحْنُ كَأُوَلئِكَ الَّذِينَ ذَكَرْتَ، فَلَا تُكَلِّفْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ.
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَحْسِنْ مَسْمَعاً تُحْسِنْ إِجَابَةً، ثَكِلَتْكُمُ الثَّوَاكِلُ مَا تَزِيدُونَنِي إِلَّا غَمّاً، هَلْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي مِثْلُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَنَّكُمْ مِثْلُ أَنْصَارِهِ، وَ إِنَّمَا ضَرَبْتُ لَكُمْ مَثَلًا، وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ تَأَسَّوْا بِهِمْ.
ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: مَا أَحْوَجَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ مَنْ مَعَهُ إِلَى أَصْحَابِ النَّهْرَوَانِ! ثُمَّ تَكَلَّمَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَ لَغَطُوا، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: اسْتَبَانَ فَقْدُ الْأَشْتَرِ عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ، لَوْ كَانَ حَيّاً لَقَلَّ اللَّغَطُ، وَ لَعَلِمَ كُلُّ امْرِئٍ مَا يَقُولُ.
فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ): هَبِلَتْكُمُ الْهَوَابِلُ، لَأَنَا أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ حَقّاً مِنَ الْأَشْتَرِ، وَ هَلْ لِلْأَشْتَرِ عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا حَقُ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ وَ غَضِبَ فَنَزَلَ.
فَقَامَ حُجْرُبْنُعَدِيٍ وَ سَعْدُ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالا: لَا يَسُوؤُكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مُرْنَا بِأَمْرِكَ نَتَّبِعْهُ، فَوَ اللَّهِ الْعَظِيمِ مَا يَعْظُمُ جَزَعُنَا عَلَى أَمْوَالِنَا أَنْ تُفَرَّقَ، وَ لَا عَلَى عَشَائِرِنَا أَنْ تُقْتَلَ فِي طَاعَتِكَ، فَقَالَ لَهُمْ: تَجَهَّزُوا لِلسَّيْرِ إِلَى عَدُوِّنَا.
لا يعرف ثمن موقفه هذا الا الغيور من المومنين
انها كلمة في اشد المواقف
انها تضحية من انسان عارف وحكيم
انها اشعاع من قلب يعرف من هو مولاه وكيف عليه ان يتولاه
ان حجر بن عدي كان في ولائه صادقا ولامر القرآن الكريم متبعا لاتباعه للصادقين :
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقينَ (119)(التوبه)
صدق الانسان برهانه في شدائد الزمان يبان ؛ وفي العظائم من المصائب تشع انوار صوابه ؛ فهذا حجر بن عدي البطل الصادق في بطولته الولائية قد اثبت صدقه لكل انسان في كل زمان حينما قال لقاتله اقتل ولدي قبل ان تقتلني لكي لا يرى هول السيف على عنقي حين يرى ذبحك لي فيرجع عن ولاية امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام ؛ فقدم ولده ذبيحا قربانا لامامه علي بن ابي طالب امير المومنين عليه السلام وهو يراه امامه يذبح ؛ منتظرا ليذبح بعده ليسقطا قتيلين في احضان امير المومنين عليه السلام ليقودهما لرسول الله صلى الله عليه واله ويقول هذان نصراني
وايُّ نصرة اغلى واحلى من سقي شجرة الاخلاص في الولاء بدم الوريد من نبع القلب النابض باسم
علي علي علي علي علي علي
عن كتاب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه ج1 329
618- عبد الرحمن بن حجر بن عدي الكوفي الشهيد 51 ه.
فارس. نفاه زياد مع أبيه إلى الشام، و قتل هناك. و دفن في مرج عذراء إلى جنب والده و أخيه عبد اللّه. و جاء أنّ حجرا قال لهدبة الخارجي الأعور:
إن كنت أمرت بقتل ولدي فقدّمه، فقدّمه فضربت عنقه،
فقيل له: تعجلت الثكل؟
فقال: خفت أن يرى هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية عليّ (عليه السلام)، فلا نجتمع في دار المقامة التي وعدها اللّه الصابرين.(انتهى)
اليس هذا هو الايمان بالغيب الذي هو علامة المفلحين
سورةُ البَقَرة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
الم (1)
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فيهِ هُدىً لِلْمُتَّقينَ (2)
الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
وَ الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
الإحتجاج، الطبرسي ،ج2،ص:297
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ مُعَاوِيَةُ حُجْرَ بْنَ عَدِيٍّ وَ أَصْحَابَهُ حَجَّ ذَلِكَ الْعَامَ فَلَقِيَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَلْ بَلَغَكَ مَا صَنَعْنَا بِحُجْرٍ وَ أَصْحَابِهِ وَ أَشْيَاعِهِ وَ شِيعَةِ أَبِيكَ؟-فَقَالَ عليه السلام وَ مَا صَنَعْتَ بِهِمْ-؟قَالَ قَتَلْنَاهُمْ وَ كَفَّنَّاهُمْ وَ صَلَّيْنَا عَلَيْهِمْ فَضَحِكَ الْحُسَيْنُ عليه السلام ثُمَّ قَالَ : خَصَمَكَ الْقَوْمُ يَا مُعَاوِيَةُ لَكِنَّنَّا لَوْ قَتَلْنَا شِيعَتَكَ مَا كَفَّنَّاهُمْ- وَ لَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِمْ وَ لَا قَبَرْنَاهُمْ
وقفة:
انما ضحك عليه السلام – الظاهر- لان معاوية بدفن حجر بن عدي – رضوان الله عليه – شهد على نفسه بانه قتل قوما مسلمين من دون ذنب بينما لو قتل الامام الحسين عليه السلام معاوية ومن على هواه وتبعه بهواه ماكان يدفنهم لانهم ببغيهم على المسلمين صاروا خارجين عن حدود المسلمين ويستحقوا القتل بحدود القرآن الكريم والسنة النبوية ولكن كما قال الامام عليه السلام الحمد لله الذي جعل اعداءنا حمقا ؛ قال معاوية قولا حكم بها على نفسه بالظلم القاسي الجائر الكافر لحجر ومن معه من الشهداء عليهم رضوان الله تعالى .
انقل لكم قسم من نص رسالة كانت للامام الحسين عليه الصلاة والسلام في جواب الغاوي بن الغاوية معاوية من سكان الهاوية وفيها المدح العظيم لحجر بن عدي رضوان الله عليه تبين مدى تالم امامنا وقائدنا الامام الحسين عليه السلام على شهادة بطل الولاء حجر بن عدي.
وَ قَالَ عليه السلام فِي جَوَابِ كِتَابٍ كَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ عَلَى طَرِيقِ الِاحْتِجَاجِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ أَنَّهُ بَلَغَكَ عَنِّي أُمُورٌ إِنَّ بِي عَنْهَا غِنًى وَ زَعَمْتَ أَنِّي رَاغِبٌ فِيهَا وَ أَنَا بِغَيْرِهَا عَنْكَ جَدِيرٌ أَمَّا مَا رُقِيَ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّهُ رَقَاهُ إِلَيْكَ الْمَلَّاقُونَ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمَائِمِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْجَمْعِ كَذَبَ السَّاعُونَ الْوَاشُونَ مَا أَرَدْتُ حَرْبَكَ وَ لَا خِلَافاً عَلَيْكَ وَ ايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَخَافُ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ فِي تَرْكِ ذَلِكَ وَ مَا أَظُنُّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِرَاضٍ عَنِّي بِتَرْكِهِ وَ لَا عَاذِرِي بِدُونِ الِاعْتِذَارِ إِلَيْهِ فِيكَ وَ فِي أُولَئِكَ الْقَاسِطِينَ الْمُلَبِّينَ حِزْبِ الظَّالِمِينَ بَلْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ أَلَسْتَ قَاتِلَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍ أَخِي كِنْدَةَ وَ أَصْحَابِهِ الصَّالِحِينَ الْمُطِيعِينَ الْعَابِدِينَ كَانُوا يُنْكِرُونَ الظُّلْمَ وَ يَسْتَعْظِمُونَ الْمُنْكَرَ وَ الْبِدَعَ- وَ يُؤْثِرُونَ حُكْمَ الْكِتَابِ وَ لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَقَتَلْتَهُمْ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً بَعْدَ مَا كُنْتَ أَعْطَيْتَهُمُ الْأَيْمَانَ الْمُغَلَّظَةَ وَ الْمَوَاثِيقَ الْمُؤَكَّدَةَ لَا تَأْخُذُهُمْ بِحَدَثٍ كَانَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ وَ لَا بِإِحْنَةٍ تَجِدُهَا فِي صَدْرِكَ عَلَيْهِمْ أَوَ لَسْتَ قَاتِلَ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ الَّذِي أَبْلَتْهُ الْعِبَادَةُ فَصَفَّرَتْ لَوْنَهُ وَ نَحَّلَتْ جِسْمَهُ بَعْدَ أَنْ آمَنْتَهُ وَ أَعْطَيْتَهُ مِنْ عُهُودِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِيثَاقِهِ مَا لَوْ أَعْطَيْتَهُ الْعُصْمَ فَفَهَّمْتَهُ لَنَزَلَتْ إِلَيْكَ مِنْ شَعَفِ الْجِبَالِ ثُمَّ قَتَلْتَهُ جُرْأَةً عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتِخْفَافاً بِذَلِكَ الْعَهْدِ أَ وَ لَسْتَ الْمُدَّعِيَ زِيَادَ بْنَ سُمَيَّةَ- الْمَوْلُودَ عَلَى فِرَاشِ عُبَيْدِ عَبْدِ ثَقِيفٍ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ ابْنُ أَبِيكَ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَ لِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ فَتَرَكْتَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ وَ اتَّبَعْتَ هَوَاكَ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ثُمَّ سَلَّطْتَهُ عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَطَعَ أَيْدِيَ الْمُسْلِمِينَ وَ أَرْجُلَهُمْ وَ سَمَلَ أَعْيُنَهُمْ وَ صَلَبَهُمْ عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ كَأَنَّكَ لَسْتَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَيْسُوا مِنْكَ أَوَ لَسْتَ صَاحِبَ الْحَضْرَمِيِّينَ الَّذِينَ كَتَبَ إِلَيْكَ فِيهِمُ ابْنُ سُمَيَّةَ أَنَّهُمْ عَلَى دِينِ عَلِيٍّ وَ رَأْيِهِ فَكَتَبْتَ إِلَيْهِ اقْتُلْ كُلَّ مَنْ كَانَ عَلَى دِينِ عَلِيٍّ عليه السلام وَ رَأْيِهِ فَقَتَلَهُمْ وَ مَثَلَ بِهِمْ بِأَمْرِكَ وَ دِينُ عَلِيٍّ وَ اللَّهِ وَ ابْنِ عَلِيٍّ الَّذِي كَانَ يَضْرِبُ عَلَيْهِ أَبَاكَ وَ هُوَ أَجْلَسَكَ بِمَجْلِسِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَكَانَ أَفْضَلَ شَرَفِكَ وَ شَرَفِ أَبِيكَ تَجَشُّمُ الرِّحْلَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بِنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَوَضَعَهُمَا عَنْكُمْ وَ قُلْتَ فِيمَا تَقُولُ انْظُرْ نَفْسَكَ وَ لِدِينِكَ وَ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله وَ اتَّقِ شَقَّ عَصَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَنْ تَرُدَّهُمْ فِي فِتْنَةٍ فَلَا أَعْرِفُ فِتْنَةً أَعْظَمَ مِنْ وَلَايَتِكَ عَلَيْهَا وَ لَا أَعْلَمُ نَظَراً لِنَفْسِي وَ وُلْدِي وَ أُمَّةِ جَدِّي أَفْضَلَ مِنْ جِهَادِكَ ....
يتبع