صفحة الكاتب : مام أراس

أحزان اخفيها وراء قلمي ولساني ..رفقا بها..!!
مام أراس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 التقي باستمرار بعموم الناس واتبادل الافكار والآراء حول عموم المواضيع التي تهم هذا الوطن المغلوب على امره القائم منذ تسعة سنوات ، اتحفظ تارة على الاجابة على بعض من التساؤلات لأسباب احتفظ بها لنفسي ، فيما لا أتردد ان اكون صريحا في توضيح البعض الاخر منها ، سألني سائل عن حالي. فقلت لسائلي ..هل تسألني عن يومي ..؟أم عن أمسي ..؟أم عن غدي..؟ أجابني وعلامات الدهشة ظاهرة على وجهه..قال عن حاضرك ..قلت حاضري مرارة  ، وأمسي مرارة اكبر  ..وأخاف  حاضري وغدي وأخافه ،فهما  حاضران  عندي بخوفهما  ،وما أعنيه ليس نفسي وأعني به وطني العراق،لأنه هو لساني أتحدث به ،وهو قلمي الذي أكتب به وأحزاني مخفية وراء هذا القلم  وهذا اللسان..!في بدايات القرن الماضي لم يكن لنا دولة ،ولا سيادة،ولا أمن ولا مخابرات ،ولا جيش بفرق وفيالق مزود بأجهزة الرصد والتنصت والمراقبة ..!بساطة العيش كان عنواننا ، هكذا تحدث به آباءنا وأجدادنا. لم يكن هنالك أحزاب وكيانات سياسية كبيرة،لتنضم لنا حلقات فكرية عن الوطنية والثقافة الفكرية،الناس ببساطتهم كانوا يديرون البلاد ،فكل مدينة كانت يحكمها (شيخ عشيرة)لم يكن يقرأ أو يكتب ،رغم ذلك لم يكن هنالك اضطرابات ،ومظاهرات،ومسيرات،البيوت كانت من الطين ولكن فيها سعادة على قدر بساطة أهلها،وهذه السعادة لم تكن نتيجة اقتصاد وثروات ..ولا نتيجة استثمار،بل كانت إيمان وقناعة بضرورة التواصل لبناء الحياة على أسس العدالة الاجتماعية  والتربوية الأصيلة،ثم التمسك بالمعايير الأخلاقية والإنسانية التي تحصن الفرد من المزالق فكانت الاستقامة  هي التي تلزم الفرد ان يكون صاحب الدار وحارسه من غضب الطبيعة والبشر،في عصرنا تغيرت تلك المفاهيم لتصبح بدلا منها (الوطنية) والوطنية تعني في عصرنا ان لانفرط ولو بحفنة صغيرة من تراب الوطن ،ولا نخون الأمانة إذا  اؤتمن فرد منا بها ، ولا نضعف أمام المغريات التي تعدت أشكالها في زمن السرعة،و لا نخاف المنية من اجل رفعة الوطن أسوة  بشعوب الأرض قاطبة  التي تبحث عنها إذا تطلب الأمر بذلك مثل(ذلك الفصيل الأمريكي الذي اقتحم لهيب نيران برج التجارة العالمي من اجل الإنقاذ وأداء الواجب دون الخوف من المصير أو حتى التفكير به..!) إذن الوطنية لم تعد لغزا لا ندركها  حين أصبحت المجتمعات برمتها إلا القليل منها ، تقرأ وتكتب وانعدمت الحاجة لتنظيم حلقات و دورات لمحو الأمية الإلزامي ،ولم تعد الحاجة ان يكون الفرد بإمرة (شيخ عشيرة)لينظم له أسس الضبط والالتزام أو يعلمه كيف يحمي بيته وماله ويحرص على  وطنه من خطر الاحتلال والغزوات ..في عصرنا تغيرت الأشياء التي نحبها أو لا نحبها  وتجاوزت الحدود المسموح بها .حيث أصبح لنا وطن ذات سيادة وعلم ونشيد نتغنى به في المحافل والمناسبات  ،  يبكينا مفرداته في أكثر الأحيان حين يشتد بنا الحنين عند الشدائد والمحن ، وصار لنا حكومة ذات وزارات تتجاوز اعدادها حد المعقول..!وكل وزارة لها وزير وحمايات ،والاهم في كل الوزارات  أصبح لنا وزارتين للدفاع والداخلية،لهما من السلاح كل شيء  ، ولا نريد ان نفتح أسوارهما  بوجه الفضوليين لنكشف سجلات المنتمين إليهما رقما وعددا ، ولكن يكفي ان نشير فقط (ان الوطن بعهدتكم يا ايها الرجال) والوفاء بالعهد شيء عظيم ،وما أحلاها حين يكون الفرد وفيا لعهده ، للتذكير اؤكده فقط انه كان فلسفة الأولين وحكمتهم..! لا استطيع ان اجزم بان الدفاع والداخلية ليسوا بوطنيين ولكن لا نبالغ إذا قلنا اننا نلتمس الضعف والشعور بالمسؤولية ، ولا نقبل العتاب  لان العتاب والملامة جزء من التهرب صوب اللف والدوران ..!واذا عدت يا سائلي تسألني عن الضعف في حاضري ،أقول لك بان بان هاتين الوزارتين هما من  أقوى الضعفاء التي عرفتهما تأريخ الوزارات العراقية منذ النشأة الاولى للدولة العراقية ، وإلا كيف يمكن لي ان أفسر حجم الدماء التي سالت منذ عملية التحرير والى الان ..؟وكيف لي ان أحصي عدد الأيتام والأرامل والمعوقين والمشوهين ..؟رغم وجود مؤسسات أمنية واستخبارية ومخابراتية التي تمتاز بقوة التسليح التقني والتكنولوجي  التي تؤهلها للتحرك السريع لاحتواء الأهداف وبفضل الاليات المتطورة والأجهزة التي تتكيف مع الزمان والمكان . وهذا يعني ان كل المبررات تسقط من جراء نفسها امام هذه الحقائق ، اذا ما نطق بها مسئولي تلك المؤسسات بضمير وطني صادق ومجرد من المراوغة والمجاملة..!ومن هنا وقبل ان نبدأ بالمحاكمة ان كانت هنالك نية بالمحاكمة على هذا الضعف وهذا التقصير وعدم الشعور بعظمة المهمة الوطنية التي تدخل بلا استئذان ضمن المعايير الوطنية ..ونسأل .من هم أولئك الذين يحرسون ..؟ ومن هم حين يختبئون بلا خجل أمام المسؤولية ..؟هل هم أفراد معينون أم بضعة أفراد..؟أم هم مجموعة من الحاكمين والمتزعمين ..؟أم هم المنتفذون الذين يراعون شعارات أحزابهم فقط ويتجاهلون مبادئها..؟اليوم ندفع الثمن الباهظ  لسنوات الهدر والفساد والضعف والاستغلال  والمحسوبية ،وربما ندفع غدا من سمعة الدولة وهيبتها إذا ما بقيت الحال على حالها ،لأنها  لا تشبه دولة بمعناها الدستوري والقانوني نتيجة تعدد السلطات والصلاحيات ، و لا شعبه مواطن كبقية مواطني الدول التي لا تضمن حق شعوبها إلا وفق الدستور والقانون  الذي لا يحق لأحد تجاوز خطوطه إلا وفق معاييره..ومن ثم ما هي هذه المواطنة  التي تنقلب  الى شبح يخافها  الحكومة مع كل رنة ناقوس او جرس ، وتتحول في اغلب الأحيان الى جثة هامدة ممزقة الإطراف بسلاح  كاتم الصوت  ،وتنسب الجريمة فورا الى (مجهول) عديم اللون والشكل والوصف..وحينها تتنصل الجميع عن المسؤولية ،والبعض يتصنع الجرأة ليقول بن السبب هو أزلام النظام السابق من البعثيين الذين عادوا الى الوظيفة (بقدرة قادر) أو تنظيم القاعدة التي ذاعت صيتها مع سقوط نظام طالبان في (أفغانستان) كل هذا حسب ما يقولوه المسؤولين  ..!ولكن ماذا يقول الآخرين ،ربما يقولون ان الخضوع للأمر الواقع سلامة ..! وفيما يقول المواطن نعم ويؤكدها بصمت وهدوء ، ما دام الضمائر لا تتحرك ،ألف لا للخضوع  نعم  لاستئصال عقلية الماضي السحيق الذي أوصلنا ما نحن عليه الان ليبدو غدنا جميلا كما تمنيناه يوم سقوط الصنم .. هكذا انتهى حاضري ومخافتي منه التي نطق بها قلمي ولساني  دون ان يعلق صاحبي  على ما دونته في ذاكرته وتركني  حتى دون استئذان ..!ربما في ذلك صدفة...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مام أراس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/10



كتابة تعليق لموضوع : أحزان اخفيها وراء قلمي ولساني ..رفقا بها..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net