صفحة الكاتب : عبد الناصر السهلاني

شهادةٌ.. ويُتمٌ.. وصَبر.. ظلامات متقارنة لآل النبي
عبد الناصر السهلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في مثل هذه الايام، وما سبقها قبل 1433 عاما حدثت ثلاث ظلامات متقارنة لآل النبي (صلوات الله وسلامه عليهم) كان اشدها إيلاما الاعتداء الآثم على الصديقة الزهراء (سلام الله عليها) بحادثة اجرامية بكل ما للكلمة من معنى، ثم شهادتها متأثرة بجراح جسدها الطاهر اثر هذا العدوان اللئيم.

هذه المظلمة الكبيرة التي تعرضت لها بضعة النبي، وآل النبي عموما، بل تعرض لها النبي في اهله (صلوات الله وسلامه عليهم)، كشفت رؤوس المنافقين باجلى صورة، فميزت بين طريق الله، وطريق الشيطان.

ففاطمة: يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، بتصريح النبي المعصوم (صلى الله عليه وآله)، والمذكور عند المخالف والموالف.

فطوبى لمن رضيت عنه فاطمة، وتعساً لمن غضبت عليه.

وحدث آخر فيه من اللوعة ما فيه الا وهو فاجعة اليتم التي اصيب بها ابناء الزهراء (سلام الله عليها وعليهم).

فما بين سبع سنين، وست، وخمس، كانت اعمار الحسن والحسين وزينب (عليهم السلام)، فقدوا حنان أُمٍ لا يوجد على وجه الارض مثيل لها من جنسها، فكان غيابها لا يسده شيء ابدا.

وما ورد في الأثر يخبرنا عن حال الحسن والحسين (عليهما السلام) بعد علمهما بوفاة امهما: “فوقع عليها الحسن يقبلها مرة ويقول: يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني… وأقبل الحسين يقبل رجلها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل ان ينصدع قلبي فأموت”

ولنا ان نتصور مأساة زينب (سلام الله عليها) في صغرها عندما نرى في حياتنا الآن طفلة يتيمة ذات خمس سنين تفقد امها فجأة، فتسأل عنها متى تعود؟

وتحتاج لشيء على صغرها فتصيح بعفوية: أُماه، ظانة اجابتها بـ : نعم يا نور عيني، ثم تذكر انها رحلت بلا عودة، كم سيتصدع قلبها الصغير، وكم ستحزن روحها الرقيقة، وكم ستذرف من دموعها بانكسار.

هذا كله وهم في اتم الرضا والتسليم لانهم يعلمون انه بعين الله تعالى كل ما يجري لهم وبتقدير منه جل شأنه.

صبر

وحدث ثالث اتسع مداه وطالت ايامه، نحتاج الى تذكره بكل اجلال واكبار الا وهو صبر الامام امير المؤمنين (عليه السلام) على سلبه حقه، وتقييده بالاغلال، وعلى خطب فظيع آخر من الصعب تصور من يتحمله:

انسان شجاع بأعلى مراتب الشجاعة، حر غيور على عرضه وأهله، تُنتَهك حرمة داره، وتُضرَب أمامه زوجته ظلما وعدوانا من قبل مجموعة من الأوباش، ويكسر ضلعها ويسقط جنينها، وهو قادر على الرد بأحسن ما يكون الرد!

ولكنه يصبر ويضحي ويتحمل وكل هذا امتثالا لأمر أخيه الرسول (صلى الله عليه وآله) بالسكوت على كل ما يراه من ظلم من اجل مصلحة عظمى وهي حفظ الدين، وحمايته، لكي يصل الاسلام الصحيح الى الاجيال سالما معافى، ونحن جيل من هذه الاجيال.

اذن كم هو عظيم هذا الاسلام الذي يضحي من اجله مثل علي (عليه السلام) الذي وضع آلامه جانبا، آلام وصفتها حليلته الشهيدة (سلام الله عليها) قبل وفاتها عندما قالت: “ونصبر منكم على مثل حز المدى، ووخز السنان في الحشا”.

كم هو عظيم صبركم سيدتي، تصبرون على مثل السكاكين تذبح بكم، وعلى مثل الرماح تغرز في احشائكم!! من اجل اداء التكليف وحفظ دين الله وتبليغه.

فهنيئا لمن تمسك بكم وسار على نهجكم، حتى يرث الله الارض ومن عليها، والعاقبة للمتقين.

وسلام عليكِ ايتها الممتحنة الصابرة فاطمة الزهراء وعلى ابيك وبعلك وبنيك، ورحمة الله وبركاته.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الناصر السهلاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/11



كتابة تعليق لموضوع : شهادةٌ.. ويُتمٌ.. وصَبر.. ظلامات متقارنة لآل النبي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net