صفحة الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني

(  قراءة انطباعية  في خطب الجمعة )   خطبة سماحة السيد أحمد الصافي في  8/ كانون  الاول  2006 م
اسعد عبد الرزاق هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

برزت خطب  الجمعة في العتبة الحسينية  المقدسة كظاهرة  نهوض انساني تجلت  ببعدها الفكري،   لذلك شكلت  قوة مؤثرة  لقيادة  الوعي الاصلاحي  في المجتمع  بمنهجية   قيم أهل البيت عليهم السلام  ، والمرتبطة  بمنهجية  القرآن والسنة  النبوية ، وفي نص  خطبة سماحة السيد أحمد  الصافي  ليوم 8 كانون  الاول سنة  2006 م ،  قرأ لنا  معنى التقوى  ، وعرفها   بانها  الزاد  المنجي  من أحوال  يوم القيامة،  وطرح محاورة  من المأثور القدسي  جرت بين  موسى كليم الله  وبين الله سبحانه تعالى  ،  لأنتقاء  الفكرة   ـــ المنبع   ـــ البصيرة   ، جزاء الصلاة  وجزاء  اطعام المساكين  وصلة الرحم  ، وقضية  كف الاذى  وذكر  الله سبحانه  ، والصبر على الأذى  وهذه هي اخلاقيات  الدين ، وابرز قيمه  الانسانية  ، فهذا الانتقاء  يركز على  ارشاد المجتمع  وتوجيهه ، وهناك  محورين  مهمين   في هذا  التوجيه  الاول  استثمار  الموروث   الفكري  لخدمة  الواقع  ، وهذا جزء من حداثة  الفكر الشمولي  ، ثانيا  هناك جرأة  في طرح  المدلولات   التي تظهر  بعض الشطحات  الاجتماعية  التي نعيشها  اليوم مثل  الاستهانة بالصلاة  وعدم الحث  على عمل   الخير ،   وانقطاع  صلة الرحم وأذى الناس  و الاستهانة  بذكر الله  سبحانه  تعالى ، والخوف من خشية  الله ،  هذه رؤية فكرية  مبنية على   تصور  لقضية الحماية  الالهية  للأنسان  ، ومثل هذه الرؤية  لابد من وعي  يدعمها  مبنيا على  منطق الايمان  ، والا  فان البعض  يراها  ظلما والعياذ  بالله ، وهذا جزء  وقاية من النار ، 
 الامام  السجاد  عليه السلام  ،  يطلب الحماية الالهية  وأن يستعملها في الطاعة ، أي وصولا  الى سعة  مفهوم  التجربة  الانسانية  داخل مفهوم  كل فرد ، مثل  ارشاد ـــ مساعدة  ـــ قضاء حاجة    وعنصرا للطاعة  ، القراءة التحليلية  لمفهوم الانابة ، الامام عليه السلام يقول  ، وارزقني  حسن الانابة ،  هذه  خصيصة أخرى   من خصائص  الاصلاح  الروحي   عند الانسان ،  تهيئة   العقل  لتقبل  افكار  التوكل ، يرى سماحة السيد   الصافي ــ عندما  يأتي  الانسان  الي  منيبا  اليه راجيا  ما عنده متعوذا  مما يغضبه  ، وهذه عوامل  من عوامل  الرضا الالهي  ، ويذهب  الى معنى مهم  من معاني  اصلاح النفس  وهو الوعي   ونجد ان   نص الخطبة  يحمل ميزات  كثيرة ومنها  ان  تلك التنظيرات  المعروضة  هي معالجات   حقيقية   قادرة على تغيير الحال ،  وبعدها  يرتكز  على تأويل   محتوى  ذلك  الموروث   المقدس  واعطاء  التصورات  الذهنية  ، مثلا الافكار  القصدية   المرجوة  للائمة عليهم  السلام  لاستخراج  قصص موسى عليه السلام  الغاية ليست ترفيهية  أو من أجل  سد الفراغ ، ولكن شفقة   منهم علينا  من تلك  الاهوال  باعمال  قد تبدو  بسيطة  ، ويتدرج  عبر  الاسئلة  الاستفهامية  لخلق  التصور الذهني  ،  نجده  يسأل  
 من منا  يستطيع  ان يمنع  نفسه   عن لفحات جهنم  ؟ 
 من منا   يتحمل  ان يعارض  الله تبارك   وتعالى  يوم  القيامة ، ؟  ليصل بنا الى نتيجة  مهمة   كل هذه الامور   تندفع  بصلة الرحم  ومساعدة  الناس  وبخشيتنا  من الله تعالى  ، البحث في هذه القراءة  عن البؤر  المعنوية الدالة  على وجود  الفكر المؤثر  في الخطاب  ، سماحة السيد الصافي   يستشهد  بقول الامام  عليه السلام  ( اللهم  صل على محمد  وآله   وقني من المعاصي  )   ومعنى  الحماية من المعاصي   الحجاب المانع    فالله سبحانه تعالى  يريد  للمؤمن  مصلحته  ، التي  يعجز  الانسان  عن ادامتها  وقد يقيه  الله باعطاب  بعض اعضائه  وان كان  مؤقتا  في سبيل  ان لا يجسر  على المعصية  ،تأخذ حيزا  لعرض تحليلي    لجملة قالها   الامام الحسين عليه السلام  في الدعاء  ( وطهرني بالتوبة ) منظور  المعنى  وليس  التقييم  ويعتبرها كلمات  رائعة تمتلك   العمق  التأملي  ، مثلا  وجود حالات   ضد الطهارة  ، نجاسة  أو قذارة  معنوية  ، العملية  اشبه  بموارد  ازالة  القذارة من الأرض ، ولابد  ان تزيلها  بشيء  له قابلية   على الازالة  ، كالماء   ، اما تلوث النفس   بقذارة المعصية ،  الامام  عليه السلام يحث على ازالتها  بالتوبة  ، يرى سماحة  السيد الصافي  ، ان الانسان  لابد ان  يتوب  وان  اغواه  الشيطان  للمعصية  مرة اخرى  ،  في لحظة  التوبة  يجب ان ينوي العزم   على ان  يقلع عنها وأن يتركها ، ويركز  على قضيتين مهمتين  ، اولهما   لا يوجد  عذر  يبعد  الانسان  عن التوبة ، نحن كما  نحتاج  الى الماء  والشرب  فاننا نحتاج  الى التوبة  ، نحتاج   دائما ان   تنكون   في رحاب الله  تبارك  وتعالى  ، وثانيهما  مفهوم ( وأيدني  بالعصمة ) أي اجعل  في داخلي  فاعلية   على ان  اكون معصوما   وامنحني اليقظة  من الغفلة ، يأخذ  النص أكثر  من منحى وعظي   مبثوثا  بين ثنايا  الخطاب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبد الرزاق هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/15



كتابة تعليق لموضوع : (  قراءة انطباعية  في خطب الجمعة )   خطبة سماحة السيد أحمد الصافي في  8/ كانون  الاول  2006 م
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net