صفحة الكاتب : احمد جابر محمد

أنخبر الله ماذا يفعل ؟
احمد جابر محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نداء استغاثة، صراخ من خلف أبواب، عيوناً ترتقب، وأخرى تتذوق مالح مائها، بقلب يلهج وايادي تتشابك تتقاسم رغيف القلق مع العقل، جميع الحواس تعمل، تتوجس في نفسها خيفة، داعية خالقها ان يمر الامر بسلام.

انتزاع روح من روح، أمرٌ عجيب، قُدّر بمقادير،  لاتحده فنون، ولاتصفه ألسن ولاعيون، شعور مبهم، مسيره تسعة شهور، تلي نهايته بداية، خلافاًلما هو دارج، امراً لاتعيه العقول، سرٌ كالسؤال، حدده الخالق، أجابته في يومٍ موعود. 

تقر العيون، بضحكات توسطت صراخ، يمحيها عناق واحتضان، جاءنا ضيفاً جديد، بشارى تزف، ودموع تخط شعورا فريد، يملأ فراغات تلك اللوحة، ملعناً نهاية الصبر والانتظار، مخرسةً القلق الذي حاربنا باسلحة محرمةً، كادت تؤدي بنا الى الهلاك.

لم تكتمل تلك الفرحة، فعادتنا انها تكون دوما منقوصة، تتراجع الشفتان لتسدل الستار عن الاسنان، أنتهى وقت العرض، وبدأ العد التنازلي، لتعيد كرتها العين دامعة يرأف بحالها القلب ويمسك بيدها، وكانه يتمتم بأذنها، أنخبر الله ماذا يفعل؟ لنحمد الله، ولنشكرهُ، فغير هذا لاسبيل .

يفاجئنا الرب بامراً خرج عن دائرة الاعتراض، فلا هي بضاعة ونردها اليه، ولا هو عقداً أو ميثاق، هو اختبار رافق الهبات، نسال الله الرفق بحالنا، وان يلهمنا الصبر على البلاء .

نجد ضيفنا في لحظات كنشاط فراشة عادت من سبات، وفي لحظات تزوره الحمى حملاً ثقيل، لتعاتبنا لؤلؤتين، مسيرها يمين ويسار، لاتعي ماهذا الغريب الذي حط رحله فيها دون سابق انذار، مخاطبةً وجوهنا عتاباً، وكأننا اشتركنا معها في هذا المرض اللعين.

اعتادت تلك الاجساد على ذلك القرين، وبات كل شيئا لديها عادة، واصبحت زيارته ليست بالشيء الغريب، من باب صلة الرحم بين الداء والجسد، هو يعمل من باب امر الله، والاخير يصرخ لاراد لقضاء الله وحكمه.

تتبارى ملائكة الرحمة مع الجزارين، لاصطياد العملات الحمراء والخضراء، بقلوب انتزعت منها الرحمة، وباتت دليل على اللادليل،  فلا شيء مهم بقدر ذهابهم وأيابهم كالمنشار على قطعة الخشب المسكين، فاصبحت السرقات هويتهم بالعلن والخفاء.

يوم بعد يوم، نضمد الجراح، محاولين النسيان، لكنها تأبى الا الرجوع، بحجم اكبر من ذي قبل، بطول يفوق الامازون، عميقة عمق البحار، لايمكن الاستدلال عليها بخارطة او مكان،نبقى اسارى لها ويبقى بيدها السوط والسكين.

نضيع وتضيع كل الاعمال والكلمات، التي من شأنها انزال الرحمة من رب العباد، ولازلنا نرددها ونكررها عليك ياخالقنا؛ لاتحملنا ما لاطاقة لنا به..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد جابر محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/22



كتابة تعليق لموضوع : أنخبر الله ماذا يفعل ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net