صفحة الكاتب : قيس النجم

الطغيان وثورة المساكين!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الطغاة حينما يصنعون سجناً كبيراً للشعب، بحيث يعتقدون أنه المكان المناسب الوحيد للشرفاء، ومن أفكار هؤلاء الأحرار المجاهدين القابعين خلف القضبان القمعية، يكمن سر خلودهم مع قضيتهم، ومن هنا تبرز الى السطح مسألة ضرورة تعميق الوعي العربي، وتوحيد الجهود بين كافة بلدان المنطقة العربية، لأن ما تشهده الساحة من قضايا ساخنة، تجعلنا على المحك، وتحديداً نحن العراقيون متفاعلون مع أبناء عروبتنا، حد الذوبان في عشقنا لأرض الأنبياء، والأوصياء، والأولياء.
 دون شك ولاؤنا للوطن الكبير، ولا تدخل الطائفية السياسية في حيثيات دفاعنا المقدس، لذلك هب أبناؤنا الغيارى للدفاع عن مرقد السيدة زينب (عليها السلام)، عندما حاول الإرهابيون هدم مرقدها الشريف في سوريا، لكن الداعش ذاقوا وبال أمرهم.
العراقيون يحملون نفس النهج والمنهج، وهم يسيرون بغيرة وحمية عربية أصيلة، تجاه قضايا أهل اليمن، والبحرين، والقطيف، والأحساء، ولبنان، فلا يستطيعون نسيان صور نمر الشيعة، الشيخ (قاسم النمر) عندما أعدم على يد الطواغيت، متوقعين أن ناره ستبرد، لكنهم لا يفقهون معنى إن للحسين حرارة لا تهدأ أبداً ما حيينا.
 كما أننا لن نتغاضى، على ما يتعرض له أهل البحرين من قمع للشيوخ، والمراجع الفضلاء أمثال الشيخ عيسى قاسم وغيره، وكذلك ما يلحق بأهل اليمن من دمار، وقتل، وخراب، ومجاعة، مضافاً عليها الأوضاع غير المستقرة في كل من ليبيا، والسودان، والصومال، وفلسطين، عليه فإن أغلب الأباريق العربية ساخنة، وتحتاج لجهود جبارة لإعادة الأمن العربي، وعودة الإستقرار السياسي، والإقتصادي لهذه البلدان، وقتل الطائفية المقيتة فيها، التي أنتجت بسبب حكامها.
المعركة شرسة، والقادم يحمل في طياته كثير من الأحداث، التي إن دلت على شيء، فإنها تشير الى المظلومين في السجون، الذين يحملون الوطن الكبير في قلوبهم، ومَنْ ينصر الله فلا غالب لكم. 
عندما يمسك الطفل الصغير إبريقاً ساخناً ويلسعه بقوة، تتولد عنده مخاوف كثيرة، متوهماً بأن جميع الأباريق في العالم ساخنة أيضاً، لذا لا يلمسها مجدداً، وهو أمر إفتراض ينم عن سذاجة عقله، فهو صغير لا يفقه من الأمور شيئاً، أما في السياسة فالأباريق الساخنة شيء آخر، حيث تظهر محاكم للطائفية، والمذهبية، والعرقية على شكل سلسلة من الوصايا الدموية، والتي لا تمت للإنسانية مطلقاً، فالمهم عندهم هو تسلط فئة على الأخرى، ولو كان على حساب الأرض والعرض.
ختاماً: مَنْ يطفئ النار عن تلك الأباريق؟ ومتى سينتهي عصر الطواغيت؟ ومَنْ سيبني سجناً كبيرا بحجم الوطن لهم؟ فأمام محكمة الضمير هناك أحكام لا تعرف المساومة، فمن الحكمة أن يقطع رأس المسيء، لأنه جعل الإنسان يتألم بلا سبب!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/18



كتابة تعليق لموضوع : الطغيان وثورة المساكين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net