صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أقتل العرب بما يريدون؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القانون الفاعل في الواقع العربي , ومنذ نهاية الإمبراطورية العثمانية وحتى اليوم , يتلخص في " أقتل العرب بما يريدون" , وقد تم تطبيقه بدقة وإنجازية عالية وفائقة النجاح , وبتكرار متواصل , والعرب يتدحرجون وينفذون ويقتتلون , والقانون جاري والدماء تنزف والثروات تبدد والطاقات تهدر.

أراد العرب دولتهم العربية , فتم تقسيمهم إلى أوطان متناحرة , وعندما أرادوا الإستقلال قتلوهم به , وحينما قرروا أن تكون لديهم أنظمة جمهورية ذبحوهم بها أفظع ذبح , وعندما نادوا بالوحدة مزقوهم بها إربا إربا.

وعندما شكل العرب الأحزاب الثورية والقومية والوطنية حوّلوهم إلى فئات تمحق بعضها البعض , وأسسوا لهم أحزابا إسلامية تتقاتل وتفتك بكل شيئ , وبعد إكتشاف النفط في ديارهم تسخّرت عائداته لشراء الأسلحة البائرة لقتلهم أجمعين , وتخريب مدنهم وما عمّرت الثروات النفطية بل خربت ودمّرت.

فكل أمرٍ أراده العرب وجدوا مقتلهم فيه , وفي هذا العصر الجهنمي , عندما إندفعوا نحو الديمقراطية قتلوهم فيها وبها قتلا مروعا , وعصفت بديارهم النكبات والويلات وأعاصير الملمات التي أتت على الأخضر واليابس. 

وهناك شعوب آسيوية تعرضت لأقسى مما تعرض له العرب , لكنها تمسكت بإرادتها ووحدتها الوطنية وإستجمعت قدراتها , وجابهت وعانت وانتصرت وحققت فوزا حضاريا متميزا.

والأدلة لا تنتهي أبدا , ولا يمكن إدانة القوى الفاعلة لأن الهيمنة شرعها والإفتراس عقيدتها , والإستحواذ على مصائر الشعوب ديدنها , لكن المُدان دائما هو البشر الذي لا يتعلم من التجارب , ولا يستخلص الدروس ويستوعبها , ولا يستجمع العقول والقدرات للتحدي والتبصر والتفاعل المتسم بالإعتصام بحبل الوطن والمجتمع , والذي يعلي قيمة الإنسان ويحترم حقوقه ويوضح له واجباته.

وبفقدان هذه القدرات التفاعلية الوطنية الحضارية الضرورية للقوة والنماء , مضى المجتمع العربي في طاحونة الإقتتال وعدم الخروج من وحل الخراب والضياع , بل تحوّل إلى مستنقعات للفساد والإفساد والخسران المهين.

فما يجري في الأرض العربية من أقصاها إلى أقصاها , يخضع لهذا القانون الإلتهامي الذي لا يمكن لرؤوس الكراسي أن تستوعبه وتدرك فحواه , وإنما تجد نفسها عجلة من عجلاته التي عليها أن تدور أو سيتم إستبدالها , وهكذا واقع دنيا العرب , وقد تكالبت عليها الوحوش , وإرتضت أن تقوم بدور الضحية , وتستلطف الإستحالة إلى أباديد.

ترى , هل سيعرف العرب مناهج وآليات تحقيق ما يريدون , لا أن يُقتلوا بما يريدون؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/12



كتابة تعليق لموضوع : أقتل العرب بما يريدون؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net