صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

معركة الطف تتصدر التاريخ عنوة !
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يذكر التاريخ حرب الوردتين، التي أكلت أوربا، وهي حرب أهلية دارت معاركها على مدار ثلاثة عقود (1455م-1485م)، حول الأحق بكرسي العرش في إنجلترا، بين أنصار كل من عائلة لانكاستر وعائلة يورك، والسبب نسبهما إلى الملك إدوراد الثالث! وقد كان شعارهما الوردتين المختلفتين في اللون (الأبيض والأحمر) فكان أول من أطلق على هذه الحرب مسمى "حرب الوردتين" ويليام شكسبير، حيث كانت الوردة الحمراء شعار أسرة لانكاستر، والوردة البيضاء شعار أسرة يورك، وكانت نتيجة هذه الحرب الأهلية بفوز هنري تيودور من أسرة لانكاستر، على آخر خصومه من أسرة يورك .
 
هذه الحرب يوصفها المؤرخين بأنها أطول حرب أهلية، التي إمتدت طول ثلاثين عاماً، وقد أكلت الأخضر واليابس،  ولم يُذْكَر العدد الحقيقي لعدد الضحايا! والتي لم تخلّف سوى الدمار، وجيش من الأرامل والأيتام، وهي بالطبع وصمة عار في جبين الملكية البريطانية، من أجل تاج للملك وليس للشعب المغلوب على أمره، ولم يذكرها التاريخ الحديث، لما لها من أثر مخجل أمام وضاعة التاج البريطاني، الذي من أجله تم إراقة كل هذه الدماء، لكن هنالك حرب لم تستمر سوى سويعات! والتاريخ يخلدها ويستذكر فيها معاني البطولة والفداء، من اجل كلمة حق بوجه ظالم جائر .
      
معركة الطف لم تستغرق أكثر من نهار، بجيش قوامه آلاف، مقابل سبعين نفراً أو أقل! وتجلت بها كل المعاني السامية، ومن بعض المواقف التي لم يغفلها التاريخ، المحاورة التي جرت بين سيّد شباب أهل الجنة، مع ولدهِ "علي الأكبر" صلوات ربي وسلامه عليهما، عندما سأل علي الأكبر أباه، قائلاً أولسنا على الحق؟ قال له "الحسين" بلى، قال إذا لا نبالي إن وقعنا على الموت، أو وقع الموت علينا، من تلك الكلمات يمكننا أن نستشف أن الحسين صلوات ربي وسلامه عليه، خرج بغرض إصلاح منهج أُمة جدهِ وأبيه، مجددا مقولة أُمِرْتُ "أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر" وبهذا فقد دخلت معركة الطف التاريخ من أوسع أبوابه، بل فاقت كل الثورات في العالم، وأصبحت هي مصنع الثورات.
 
 هذه المعركة أنقذت الإسلام  وأيقظتهُ من سباته وهوانه، وقبوله بشارب الخمر أن يكون أميراً عليهم وهو من الطلقاء! وبقيت معركة الطف تتناقلها الأجيال جيلاً من بعد جيل، مستذكرين كل الكلمات التي ذَكّرَ بها الحسين ومخاطبته جيش يزيد عليه لعائن الخالق والناس أجمعين، وبقرابتهِ من رسول الإنسانية، وصلته من أبيه وأمهِ، وكيف أن الرسالة المحمدية أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، وبما أن سيد شباب أهل الجنة، عارف أنه ملاقي ربهُ لا محالة، ألقى عليهم الحجة، بكلمات أني أكرهُ أن يدخل هؤلاء النار بسببي، فأي أخلاق يتمتع بها "الحسين" وهو في خضم المعركة.
 
نحتاج اليوم التطبيق الحقيقي لتلك الأهداف، التي ضحّى بها الحسين بروحه ودمه، وسبي عياله والمسير بهم إلى الشام سبايا، وبناء الدولة وفق الأسس الصحيحة، لابد لها من تحقق وفق الرؤية الصحيحة، والدولة العصرية العادلة، إنما هي تمهيد لدولة العدل الإلهي، ولابد لها من التحقق في القريب العاجل، وهيهات منّا الذلة، طبقها حشدنا الشعبي المقدس، عندما إستجاب لنداء المرجعية الرشيدة، والتصدي لزمر الإرهاب التكفيري الوهابي، والقضاء عليهم في كل القواطع، وما الإنتصارات المتحققة التي حققها الأبطال في جرف النصر، والفلوجة، وتكريت، وبيجي، والشرقاط، والقيارة، وباقي القواطع ليست سوى البداية 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/03



كتابة تعليق لموضوع : معركة الطف تتصدر التاريخ عنوة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net