صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

ما بين دموع ميسي وعواهر السياسة العراقية
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد أداء المميز للساحر ميسي, ووصل بالفريق الأرجنتيني لنهائي بطولة كوبا أمريكا, وتخطيه لكل الأرقام القياسية للتانغو, فإذا بالأرجنتين تخسر النهائي بشكل دراماتيكي إمام شيلي وبضربات الحظ,  حيث أضاع احدها النجم ميسي, فانفجر بالبكاء إمام شاشات الكاميرا, ثم ليفاجئ العالم بخبر اعتزاله, لأنه أحس بأنه خذل محبيه, ولم يحقق لهم أحلامهم, لتتزاحم ردود الأفعال الرافضة لاعتزال الأعجوبة ميسي, حتى إن الرئيس الأرجنتيني طالبه بالعدول عن قراره, لكنه  إلى وقت كتابة المقال بقي مصر على قرار الاعتزال.
إما الساحة العراقية فهي على النقيض تماما, حيث تمتاز بأكثر الناس عديمي الإحساس والفهم, ممن يرفضون ثقافة الاعتزال والاعتراف بالهزيمة.
مقابل النجم مسي نجد له ند عراقي, ذلك الرجل الذي حكم العراق سنوات طوال, وخلالها ضاعت أحلام الناس, وانتشر الفقر والجهل والإمراض, وتسبب بانهيار الدولة العراقية, وضياع الموصل والانبار وتكريت, وانتشار الفساد وإفلاس خزينة الدولة, لكنه والى ألان يعتبر نفسه فائزا, منتصر على الأشرار, هكذا حال العراق مع الأسف, فمن يمسك كرسي المسؤولية, يفقد معه كل إحساس راقي, وتضيع منه كل القيم الأخلاقية, ليتحول مع المنصب لمجرد عاهرة بثوب مسئول.
وزير سابق استورد لنا شاي مسرطن, وبالأطنان, وتم تخزينه في البصرة, كي يتم توزيعه على الشعب, عسى إن يموت الشعب بالسرطان, ويرتاح الساسة من هذا الشعب الفقير, ولكن شاء القدر إن تنكشف مؤامرة الشاي المسرطن, فتقرر النخبة الحاكمة, صرف مليارات الدنانير في سبيل أتلاف الشاي المسرطن, وانتهى الأمر بحسب عرف الساسة الجهابذة, فلا دموع على الفضيحة, ولا أرادة لمحاسبة الساعي لقتل الشعب العراقي, بل المميز بهم, هو أسلوب "العواهر" الذي يتقنوه, في عدم الحياء من أي فعل فاضح يقومون به.
وزير سابق أخر, اتفق على مشروع بناء مدارس بهياكل حديدية, مع تحذيرات سابقة عن فشل المشروع, وبالمقابل تم رفض مشروع ياباني ببناء ألفين مدرسة بست أشهر, وفق قياسات عالمية وبالدفع بالأجل, لكن النخبة الحاكمة لا تعجبها أساليب اليابان, فتم صرف المليارات على هياكل حديدية, ثم فاحت رائحة فشلهم الذريع , لكن لم يعتذر هذا الوزير الجهبذ للشعب العراقي, ولم يحاسبه احد, ولم يقرر الاعتزال لأنه فشل في تحقيق حلم العراقيين, فهؤلاء الساسة من النوع النادر, ( أنهم مخلوقات عجيبة), حيث لا يستحون, ولا يحسون, متخلقين بأخلاق العواهر, بالإصرار على الفعل الفاضح من دون أي خجل.
مئات من المدراء العامين يوميا يسرقون البلد , ويفتحون الباب على مصراعيه للفساد, ويقربون كل موظف فاسد, ويحاربون الموظف الشريف, ويعقدون الصفقات التي تدر المال عليهم على حساب الوطن, هؤلاء المدراء العامين عواهر العراق بامتياز, فكل أخلاق العواهر هم ما يتميزون به, يفعلون الفضائح من دون حياء, ولا يستحون أبدا من المنكر, بل يتفاخرون به باعتباره بطولة, والعجيب إن لا يتم إقصائهم, وهم ينتقلون من مكان إلى أخر, لينشروا عهرهم أين ما حلوا .
الرائع ميسي أضاع ضربة جزاء وأعلن اعتزاله, وساستنا الأشاوس أهدروا ألاف الفرص السهلة, وأضاعوا أحلام الملايين, مع هذا لا يعلنون اعتزالهم, وذلك فقط لأنهم لا يستحون. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/29



كتابة تعليق لموضوع : ما بين دموع ميسي وعواهر السياسة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net