صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

التحليل والتلقين في سياسة العراق
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 التحليل هو طبيعة بشرية ، تقوم على فهم ملابسات وابعاد اي موقف قبل القيام بأي رد تجاه هذه الموقف ، اما التلقين فهو حالة عقلية تعتمد الحصول على المعلومة وترديدها من دون سبر أغوارها ، بعيداًعن اي ممارسة عقلية تجاه هذه الفكرة او المعلومة ، ببساطة التلقين يجعل من الانسان ببغاء يردد ما يسمعه 
سرت هذه الافكار وتغلغلت في جميع حقول حياتنا ، وكان الجانب السياسي جزء من الحقول التي عانت من التلقين ، تكرار الشارع لما يقوله بعض المتصدين وكأنه منزل وغير قابل للنقاش ، لا يعكس ثقة الشارع بهذه الشخصيات بقدر ما يعكس تأثرهم بثقافة التلقين ، وباتت مواقفهم وتحركاتهم توحي لنا وكانهم روبوتات متحكم بها 
يعلو الصراخ ، وتكثر المطالبات ، حد الخلاف بين الإخوة ، للمطالبة لتمرير الكابينة الوزارية العبادية - المقتدائية ، ولو نظرنا الى هذه الكابينة سنرى ما لا يمكن السكوت عنه لأي انسان يملك فكرا ً حرا ً 
اذ لا يمكن اختزال الاصلاح بالتغيير الوزاري لانه سيكون استغلال للجماهير ، لان المشكلة أعمق من التغيير الوزاري ، وابعادها ممتدة لمجمل الواقع العراقي ، والإصلاح يجب ان يكون شاملاً وعلى جميع المستويات ، سواء مستوى التشريع او مستوى التنفيذ بأبعاده العليا والوسطى ( الوزراء والوكلاء والمدراء العامون والدرجات الخاصة والهيئات المستقلة ) ، وبغير ذلك لا يمكن الحديث عن اي اصلاح ، فالوزير الجديد يعمل بأدوات ، وهؤلاء هم أدواته ، التي تضمن فشله مقدماً اذا ما بقيت على حالها 
الاصلاح يجب ان يكون واقعي ، وفق معطيات واضحة ، ودراسة لأسباب الخلل ، لا ان يتم وضع العلاج حسب الأعراض ، لانها ستعود للظهور من جديد ، وستكون ردود الأفعال عنيفة جداً ، قد تصل الى تشبيه الخيمة الخضراء بخيمة صفوان ! ، وهذا ما لا نريد الوصول له ، فما أعطي للجماهير قبل ايام هو مخدر ، ولكنهم عاجلاً ام اجلاً سيفيقون منه ، ولات حين مندم !
الاستقلال المطروح هو كذبة ، فأن كان الاستقلال هو معيار النجاح ، فمن المكروه والممقوت عقلاً ان يقدم المفضول على الفاضل ، فالوزير المستقل لا يمكن ان يرأسه حزبي وفق هذا المعيار 
الاصلاح هو رؤية شاملة غير قابلة للتجزئة او التقسيم ، فلا يمكن تنفيذ جزء والغاء جزء اخر يتعارض مع المصالح الخاصة ، فأما ان يؤخذ به بشموليته وهو فرصة قد لا تتكرر ، او يستمر الحال على ماهو ، ولكن الحال لن يستمر طويلا كما هو 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/03



كتابة تعليق لموضوع : التحليل والتلقين في سياسة العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net