صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

المتدين السياسي !
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعتبر مصطلح المتدين السياسي من اكثر المصطلحات جدلاً، اذ لا يرتبط بظاهرة انية، بقدر ارتباطه بجدلية الدين والسياسة الأزلية، لكنه يعتبر تطور كبيراً ومهماً في هذه الجدلية، اذ بات يعاب تدين السياسي حتى وان كان في جانبه الروحي غير الظاهر للعيان، فبات المتدين ملاحقاً حتى في خصوصياته بتهمة الرجعية وعدم مواكبة العصر، دون الإشارة الى ماهية الربط بين التدين والتطور والرجعية !

الحديث عن المتدين السياسي في العراق بعد ٢٠٠٣، عبارة عن تهريج وتسطيح وتلفيق، كونه يكتفي بانتقادات سطحية لا تناقش النظريات، وتتعامل مع التيارات والأحزاب التي تملك بعداً دينية ككل شامل، دون ان تراعي الفروقات الواضحة والكبيرة بين نظرياتها، وهو الخطأ نفسه الذي كان يقع فيه بعض المتدينين حينما يتعاملون مع الماركسية والليبرالية ككل واحد يعبر عنه بالعلمانية !

محاولة تسقيط جميع الاحزاب والحركات ذات البعد الديني، يعتبر خطأ فادح، لان الخاسر في هذه المعركة التسقيطية هو المعتدل، اما الجهات المسلحة فستبقى لانها تستند على القوة والعنف والبطش وتجاوز القانون، وبالتالي سيتم افراغ الساحة من المعتدلين لصالح المتطرفين !

الحركات والتيارات والأحزاب ذات البعد الديني في العراق، بغض النظر عن بعض الملاحظات التي ترد على سلوكها كأداء سياسي، فانها تعتبر من انضج وأكثر الاحزاب تطوراً في العالم الاسلامي، كونها تتميز بالتسامح وعدم التشدد، اضافة الى الخطاب الوطني العابر للطائفية والدينية والعنصرية، وكذلك قبولها للآخر المختلف، واعتمادها للآليات الديمقراطية، وعدم التضييق على الحريات او الحقوق لاي أقلية، بل انها كانت المدافع الاول عن حقوق الأقليات الاثنية في العراق .

ان محاولة إسقاط كل ما يجري في العراق سياسياً وثقافياً واجتماعياً، وايصال المجتمع الى قناعة ان لا بديل الا إسقاط كل ما هو موجود دون إعطاء البديل، او على الأقل تحديد ملامح هذا البديل، فهو يعني ان على المجتمع ان يتقبل دكتاتوراً متسلطاً، يعتاش على دماء المجتمع وحرماته وحقوقه وحرياته، بشرط ان يخلصهم من المتدينين، كحال الشاب الألماني النازي حينما سؤل عن سبب تمسكه بهتلر، حيث كان جوابه ( لانه يخلصنا من عبء الحرية ) !.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/10



كتابة تعليق لموضوع : المتدين السياسي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net