صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الكراسي الغير مؤهلة؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شحص عراقي وحيد قال الحق المرّ منذ ستينيات القرن العشرين , وبقي مؤمنا بما يقول حتى قضيّ عليه ,"أن الحكم بحاجة لقادة مؤهلين , والأحزاب العراقية غير مؤهلة للحكم , مهما إدّعت وتوهمت".
فلا توجد أهلية عراقية للحكم!!
فالدولة العراقية أسسها رجال لديهم خبرة في الحكم وتجارب ومهارات قيادية وسياسية وفكرية ودبلوماسية ,  ومعظمهم قد تعرّك في مسارح التفاعلات السياسية الدولية حتى وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها.
رجال أسسوا دولة وكتبوا دستورها  , وما إتفق العراقيون على قائد منهم , فكان لابد من إستحضار أمير ليكون ملكا عليهم.
ومع ذلك فأن الحكم  كان مبنيا على أسس ذات قيمة وطنية , ويمتلك آليات الحكم المنضبط المستند على القوانين والمعايير والدستور.
وتواصل الأمر حتى يوم الرابع عشر من تموز عام ألف وتسعمئة وثمان وخمسين , هذا التأريخ الذي قطع حبل التواصل ما بين الأجيال , وأوجد أشخاصا لا خبرة عندهم بالحكم والسياسة والقيادة , ليكونوا هم أصحاب السلطة والقرار , وهم القانون والدستور.
فمرت البلاد بما أوجعها وتوالد فيها من النواكب والويلات لغياب الأهلية السياسية والقيادية , وبتوالي الإنقلابات تحققت المرارات , وما أنتجت المسيرات الإنقلابية أي صراط سياسي مستقيم تمضي عليه الأجيال.
حتى تم تتويحها في عام ألفين وثلاثة , بإنقلاب جديد وبقيادة جيوش جرارة وقوى عالمية , لتمحق وجود الدولة بكافة أركانها وأسسها ومؤسساتها وأمنها وجيشها , وما يمت بصلة إليها , وهو أقظع إنقلاب في تأريخ الدول والشعوب.
إذ تم محق دولة عن بكرة أبيها , وجيئ بمن لا ناقة لهم ولا جمل بالقيادة والحكم , ولا يملكون أبسط المؤهلات ليتصدروا المشهد , ويجتهدوا بالمصائب والويلات المروعة.
وبسبب إنعدام الأهلية , وصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن , وستتواصل في تداعيات النوازل العظام , ما دام الجميع تنقصه الأهلية , ويتصرف وفقا لإنفعالاته وما تمليه عليه تصوراته ورؤاه أيا كان نوعها.
فلا سياسة في بلادنا منذ عام 1958 وحتى اليوم , وماذا نتوقع من بلد يحكمه - في كل فترة إنقلابية- مَن هم بلا أهلية قيادية ولا حنكة سياسية , ولا غيرة وطنية وإنسانية وأمانة وعدل وإنصاف ومخافة من الإجرام.  فهل ستعترف الكراسي بعدم أهليتها وتتعلم , أم ستمضي في مشاوير الويلات والفساد والخسران؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/06



كتابة تعليق لموضوع : الكراسي الغير مؤهلة؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net