صفحة الكاتب : عقيل هاشم الزبيدي

غسيل المواقف--!!
عقيل هاشم الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بالرغم من إن حديث الإصلاح  الثقافي في عالمنا العربي  يحتاج إلى وقفة جادة ،تشكل  الآن ظاهرة تشهد زخما ملحوظا من التشكيك بمصداقية مايجري من إسفاف في الخطاب الذي يجريه المثقف مع المنظومة الفكرية المؤسساتية ،ومن كل الجهات المشاركة بالمنظومة الفكرية ،وبالرغم من إن هذا الحديث يرسله في معظم الأحيان مثقفون  إن كانوا مشاركين بالفعل أم واقفون على التل،فان صوت الثقافة وسط هذا الزحام الصحي في معظمه يبدو ضئيلا وتائها مما يدعو لمراجعة مفهوم الثقافة ومحاولة تحديد موقعها في حياة الناس بالرغم من الصخب الكثير الذي يحيط بمقومات الإصلاح في ماهية تلك المنظومة إن كانت ذاتية او على مستوى المؤسساتي  منها فان أحدا لايستطيع إنكار إن هذا الصخب له مايبرره ،فالزمن يتحرك إلى الأمام متوازيا وتطلعات الإصلاح التي يقودها الشباب ،ولأجل أن لايخترق ويضيع هذا المجهود فالواجب الجهر بكل مايفسد هذا التطلع !
مما سبق حتى  تكون الثقافة وعاء شاملا لأنماط الإنتاج الفكري والإبداعي للمجتمع في مختلف أشكاله المعنوية والمادية مما يجعلها تجسد الرؤية الحقيقية لما يجري من تطلعات واقعية وغير محتكرة من قبل فئة ترسم المشهد الثقافي بشكل مايتلائم ووضعها الوصولي ونلك تمثل خلاصة ذاكرة جماعية لمجتمع فاسد وفاقد للشرعية  تم بناء لبناته على أساس التفكير  بالراهنية الذاتية المحضة وبايجاد سلسلة من المتغيرات الإدراكية للمتراكمات المشوشة في إيجاد سبل البناء الهندسي الناجح لمنظومة كان الأجدر عزلها عن البناء المؤسساتي الممنهج على ايدولوجيا الحزب الواحد--!
لقد أتقنت الأنظمة العربية لعبة الالتفاف على طبيعتها الاستبدادية والقمعية التي انتهت بنهب ثروات الشعوب ثم تجويعها وحرمانها من كل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فدولة قطر  تنشئ الجزيرة كأهم قناة فضائية إخبارية ،ثم تنضم هي والقناة إلى مايسمى معسكر الممانعة الذي يفترض أن يناوئ الولايات المتحدة وحلفاؤها ،وهي تحتضن على مبعدة من تلك القناة قاعدتين عسكريتين أمريكيتين هما العديد والسيلية ،الهدف الاستراتيجي منها تدمير كل ما يتقاطع  مع سياسة العم سام؟ أما في الجماهيرية الليبية الشعبية العظمى فقد اختلف الأمر فقد ابتدعت ليبيا نظام الجوائز المالية السخية التي تمنح لشخصيات دولية تتمتع بالمصداقية كي تضفي مشروعية لكل الانتهاكات التي تجري داخل حدودها ،وقبل عشر سنوات انشات ليبيا جائزة ألقذافي العالمية لحقوق الإنسان ومنحتها للمناضل ا لافريقي نيلسون  مانديلا،وقبل ثلاث سنوات انشات جائزة ألقذافي للآداب ولان الرياح لاتسير وفقا لهوى الجماهير العظمى ،فقد رفض قبل أشهر الكاتب الاسباني خوان جويتسيلو الذي يقيم منذ عقدين في مراكش المغربية الجائزة الأخيرة التي تبلغ قيمتها 200الف دولار مقدما حيثيات سياسية وأخلاقية مهمة لهذا الرفض من بينها انه يحترم ثقافات الشعوب العربية ،فهو احد ابرز الروائيين الغربيين الذين يهتمون لبحث الثقافة العربية الإسلامية على الثقافة الاسبانية ،لكنه في الوقت نفسه لايتردد في انتقاد الأنظمة السلطوية سواء كانت دينية اوجمهوريات وراثية التي تحكم شعوبها وتبقيها في الفقر والجهل لذالك رفض جائزة ألقذافي لأنه مبدئيا فلم يتردد أبدا- بالصدفة وقع بيدي كتاب مكاشفات ذوقية تأليف الدكتور ياسين الأيوبي ،يعنى هذا المجلد الجميل في نقد الأدب العربي الحديث ،في البداية استعرض نصوص شعرية لشعراء من الوطن العربي ،فراح يكيل بمكيال صارم حتى اعتقدت إننا امة لاتجيد القراءة والكتابة- أما مؤلفاته في نهاية الكتاب قد تجاوزت (64)مؤلف من الوزن الثقيل ،واعتقد إن بعضها يدرس في الجامعات- الغريب في القصة إن المؤلف قد خصص فصل من كتابه إلى الأديب والشاعر ومؤلف الكتاب الأخضر المعجزة ليفكك منجزه المحترم فيقول في المقدمة:
(النص المفتوح وفضاء الحلم الثوري في نتاج معمر ألقذافي) يقول:قدر لي أن أكون واحدا من أوائل الذين شاركوا في ندوات الحوار حول مجموعة الرئيس معمر ألقذافي (القرية-القرية)الأرض الأرض –وانتحار رائد الفضاء ،ضمن وفد من كتاب لبنانيين استضافتهم الجماهيرية العربية الليبية في شهر أغسطس \\ أب عام 1995 حيث حرارة الصيف في أوجها ،لطف منها حسن الاستقبال والحفاوة ،وكانت دهشتي كبيرة ،وأنا أطالع المجموعة من عمق الطرح الفكري وتصوير المعاناة الخاصة والعامة ،وطول باع الرئيس في ميدان الكتابة والمعالجة السياسية والأدبية ،لأننا ماتعودنا أن ينبري زعيم عربي لتدوين خواطره ورؤاه في كتاب أدبي ،وهاهو القدر يضعني اليوم أمام نتاج قلمي ثر فيه كل الطعوم والنكهات – لكن يبدو أن الدكتور لم يقرا تلك التقارير الخاصة باستباحة ألقذافي المجنون إنسانية شعبه وحريتهم لمدة أربع عقود عجاف ،ولم يصل إلى سمعه ماورد من انتهاكات بحقوق الإنسانية قاطبة !!!!! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل هاشم الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/27



كتابة تعليق لموضوع : غسيل المواقف--!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net