صفحة الكاتب : باقر شاكر

بيان الانفصال الكوردي
باقر شاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يحاول الطاقم الحاكم في كردستان العراق استغلال أي مناسبة من اجل الانفراد بالاقليم والخروج بدولة ذات سيادة تحكمها العائلة البارزانية كما يريد البعض لذلك حيث انهم يجندون كل الطاقات والامكانات من اجل ذلك ابتداء من الاعلاميين الى ناشطي منظمات المجتمع المدني الى بعض السياسيين المبتورين المتلونين الى محاولة جذب اصوات المطبلين من دولنا العربية العرجاء المؤيدة لهم في كل شيء .
هذه المرة يحاول الحزب الذي يسيطر على الاقليم استغلال قضية المغدور الاعلامي محمد بديوي الذي قتله احد الضباط من فوج الرئاسة في بغداد وهو من القومية الكوردية ليتسللوا من هذا الباب ويصدروا بيانا في رد على ما قاله المالكي عندما القى القبض على الضابط من الحرس الرئاسي وقال حينها الدم بالدم .
بداية ان ما قاله المالكي امر غير مقبول وغير وارد في العمل السياسي من رئيس وزراء دولة يمثل الجميع دون استثناء حتى وان كان الموقف متشنجا ساعتها ولكنه ذلك كلام يحتاج الى أن نتوقف عنده لماذا قال تلك العبارة وكيف وعلى أي أساس؟ أما بيان رئاسة الاقليم ففيه الكثير من الالغام التي تهدد وحدة العراق ويريد من خلاله الاحزاب المتنفذة ان تستفرد بالاقليم بعيدا عن المركز وعن الدولة العراقية وهم على ما يبدو قد ادخلوا الموضوع في اطاره القومي بتلك الحملة الشرسة من قبلهم ومن قبل بعض الخصوم السياسيين في البرلمان على قاعدة عدو عدوي صديقي فبدأ الهرج والمرج من اعلى القيادات السياسية ليعملوا على دفع التأزيم الكوردي مع الحكومة الى اعلى مستوياته من متحدون الى المنافقون من الصدريين والمجلسيين واحمد الجلبي وعلاوي الى وسائل الاعلام الخبيثة التي ليس لها هَمّ عندما غيروا الضرب تحت الحزام  الى  وصلوا اليوم الى مرحلة ما فوق الحزام باعلان صوتهم واجهاره بالعداء للمالكي وبشكل واضح وهو ما يدمر العملية السياسية برمتها .
البيان الذي صدر عن رئاسة الاقليم في ردهم على رئيس الوزراء كان يحمل من المتناقضات الكثير ، فماذا يعني ان يقارن البيان بدماء شهداء حلبجة والانفال ليقول من يتحمل هذه الدماء ؟ وما علاقة حادث اليوم من قبل ضابط متهور احمق بتلك الجرائم الكبرى التي عانى منها كل العراق أعتقد انها مطالبات عقيمة لا تخضع للعقل والمنطق فهناك مئات الالاف من الوسط والجنوب ذهبوا ضحية المقابر الجماعية وحماقات النظام البعثي يقول البيان (إذا كان "المتحكمون بالسلطة" ينظرون إلى الأحداث بهذا المنطق، فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها من ذات الزاوية، متسائلا "من يتحمل دم 5000 شهيد في حلبجة و182000 من ضحايا الأنفال و8000 بارزاني 12000 كوردي فيلي؟) ارى ان تسألوا النظام السابق او بعض البعثيين الموجودين تحت قبة البرلمان اليوم عن هذه الارواح الزكية التي لا ذنب لها كما هو حال باقي العراقيين وربما هؤلاء يزورون مناطق كردستان ويتمتعون بحماية رئاسة الاقليم فهل صارحتم الشعب الكردي بهم وانتم توفرون لهم الحماية.
يختم البيان قضية مهمة لدى الاحزاب الحاكمة في كردستان وهو التهديد بالانفصال بقولهم تعالوا لنجلس ونفض العلاقة بيننا وكأننا في شركة مساهمة وليس حدود وطن ودولة ذات سيادة (واختتم البيان بالقول إن شعب كوردستان قرر أن يعيش بالتآخي والتآلف والتعايش في العراق، فإذا كان حكام بغداد لا يريدون هذا التآخي ويختلقون المشاكل بشتى الذرائع، داعيا اياهم للجلوس معا و"انهاء هذه العلاقة المليئة بالمشاكل".) واليكم الحكم !!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر شاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/26



كتابة تعليق لموضوع : بيان الانفصال الكوردي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عباس فاض ، في 2014/03/29 .

الله يبشرك بالخير والحمد لله من طلعت من عندهم-اخي دعهم ينفصلون فما جائنا من ساستهم الا الخراب والاستنزاف والمؤامرات والاعتياش على الخلاف بين الساسة العرب واللعب بالورقة الطائفية وتجييرها لمصلحة اقليمهم بشكل فج ووقح ولكن اطماع الساسة العرب جعلتهم لعبة ذليلة بيد مسعود وجلال الذي يبتزاهم كل عام بحوالي ربع الميزانية بدون مقابل بل وسلح بيشمركته بميزانيتنا ليهددنا بهم فاي ذل واي غباء بعد ذلك-لو ان ساقا او ذراعا التهبت وتعفنت واصبحت تسبب للجسم الحمى والاغماء وربما الموت فان الطبيب سيسارع الى بترها-وقديما قالوا لاتبيع كلك بجزئك




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net