صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

ماذا لو انسحب الجيش من الانبار؟
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بكل تأكيد إن لا احد يرغب بتواجد الجيش داخل المدن السكانية باعتبار أن المهام الرئيسة له هي ضبط حدود الوطن وصد أي اعتداء خارجي يصل الى البلد من أي دولة أخرى او من قبل تنظيمات مسلحة تحاول العبث بأمن المواطن والوطن على حد سواء وهو ما نسميه تعرض الامن القومي الى خطر داهم يستحق التدخل من قبل الجيش إضافة الى كل القوى الأمنية في البلد .

نسمع اليوم كثيرا من البرلمانيين ومنظمات المجتمع المدني وفعاليات سياسية ومجتمعية تدعوا الى سحب الجيش من مدينة الرمادي وفك الحصار عن مدينة الفلوجة التي يتمركز فيها وبحسب التقارير الصحفية والعسكرية جميع عناصر داعش والعناصر المسلحة من التنظيمات الأخرى كالقاعدة وحماس العراق وغيرهم وهذا وفقا للقواعد العسكرية يعتبر خطرا داهما على العراق ومواطنيه خصوصا اذا علمنا أن قسما من هؤلاء هم من جنسيات عربية وأجنبية قادمة عبر الحدود من سوريا وتركيا الى داخل الأراضي العراقية بعد ان ضاق بهم الخناق على الأراضي السورية وصبوا جام غضبهم على أهالي مدن الانبار وبالذات مدينة الفلوجة التي تشير الانباء الى أنهم (داعش) شرعوا بتطبيق ما يسمونه بأحكام الشريعة والتي هي ربما تكون غريبة على أبناء تلك المدينة من قبيل عدم استعمال الموبايل وعدم السماح لعمل الحلاقين والكوافير وما الى ذلك من تخلف جلبوه معهم من تورا بورا وبالتأكيد ان الشرفاء من عشائر الانبار ترفض مثل تلك التخاريف ولوثة الدين التي يدعونها ، لذلك يكون هنا من الواجب على الدولة العراقية حماية مواطنيها بعد ان تبين أن احد الشروط الدستورية أصبح واقعا مع دخول تلك المجاميع الإرهابية المنظمة المدعومة بالسلاح والمال من الخارج الإقليمي ولا يمكن لأي دولة في العالم تقبل بهكذا وضع أمني ممزق يعاني منه أبناء الوطن .

عندما يقول البعض على الجيش ان ينسحب من مناطق محافظة الانبار ربما تدفعهم دوافع الانتماء او تلبية صوت ناخبيهم باعتبار ان الفرد او المواطن في أي مدينة لا يستسيغ تواجد الجيش بينهم بسبب خلفية وثقافة وطبيعة الجيش بشكل عام التي لا تتلائم مع المواطنين العزل وهذا الأمر قد يكونون محقين فيه ولكن فيما لو ان الجيش ترك تلك المواقع واصبح هذا المواطن لقمة سائغة للإرهابيين وتصرفاتهم الشاذة عندها سيقول الذين يراقبون الحدث ان الدولة غير قادرة على حماية أبنائها من شرور الإرهاب وأول من سيتكلم بذلك هم من يطالبون باخراج القوات العسكرية من المدن .

وفي طبيعة الحال ان الذي يحدث في العراق يختلف تماما عن الواقع الطبيعي لتواجد الجيوش من عدمها داخل المدن باعتبار التركيبة المتنوعة من الارهابيين والتي تكالبت على العراق من كل حدب وصوب تستدعي ان نكون اليوم كدولة نعيش حالة الطوارئ والاستنفار من اجل القضاء على أولئك المجرمين الذين تسللوا الى مدن العراق من كل أقطار العالم ليعلنوا دولتهم اللاسلامية ويستبيحوا أعراض الناس وأملاكهم وحرياتهم ومعتقداتهم .

ما اعتقده ان الجيش العراقي اليوم يعمل على شد الخناق بشكل كامل على تلك الفلول الارهابية التي وضعت السيف على رقاب أهل الانبار وجعلتهم دروعا بشرية وحطبا لنيران جنونهم وأحلامهم المريضة من اجل مواجهة الدولة العراقية والاستيلاء على كل المقدرات وبتخطيط خارجي من عقول لمنظمات خليجية وغيرها تفتي وتُنظّر للقتل المجاني في أهل العراق سواء كانوا من أهل المناطق التي يحصلون فيها على موطئ قدم أم من مناطق الوسط والجنوب او كردستان العراق فالجميع هم هدف لديهم ، لذلك فإن أي انسحاب للجيش العراقي من تلك المناطق سيوفر جغرافية واسعة لأولئك الإرهابيين القتلة ليعودوا ويقتصوا من جميع من رفضهم من اهل الانبار وسيكون انتقامهم أعمى دون وازع انساني وعندها نسلم الشرفاء من أهالي الانبار لقمة سائغة لتلك الوحوش القذرة التي نفضتها جميع مجتمعاتهم سواء على المستوى العربي الاقليمي ام على ابعد من ذلك من شمال أفريقيا أو دول القوقاز الذين كشروا عن أنيابهم ليقدموا الى سوريا ويدمروا ثم بعد ذلك ينتقلوا الى المناطق الغربية من العراق وسيدمر الإنسان العراقي وتدمر بنيته التحتية.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/31



كتابة تعليق لموضوع : ماذا لو انسحب الجيش من الانبار؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net