صفحة الكاتب : الشيخ جهاد الاسدي

موقف المرجعية من الوضع السياسي والانتخابات (الحلقة الرابعة )
الشيخ جهاد الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الموقف اليوم ...
يمكن ان نلخص الموقف السياسي اليوم بمسالتين اساسيتين : 
الاولى : صلاحية البنية النظرية المتمثلة بالدستور والقوانين التي قامت على اساسه بشكل عام ، لبناء الدولة القوية الصحيحة . 
الثاني : وجود اشكاليات واخفاقات تحيط دون اتمام بناء تلك المؤسسات بالشكل  المناسب وهو ما عرضنا له في الحديث السابق ومن هنا ياتي السؤال : ماهو الموقف اليوم وما هي الطريقة التي ينبغي ان نكمل المسيرة بالشكل الذي يضمن اتمام بناء الدولة وتحقيق تطلعات الشعب المشروعة فيها . 
ان المرجعية نظرا الى الامور التالية  :
1. عدم قبولها للتدخل بالشان السياسي الا بالمقدار الذي يضمن البناء السليم دون ان يكون لها أي دور فعلي في مؤسسات الدولة. 
2. وبحكم قناعتها الراسخة بضرورة ان يكون بناء الدولة مستندا الى ارادة الشعب والى صندوق الانتخابات. 
تجد ان الوسيلة الوحيدة في احداث التقدم المطلوب تكمن في الاحتكام الى صندوق الانتخابات وان أي وسيلة اخرى لا تستند الى ارادة الشعب هي وسيلة مرفوضة .
من هنا نجد ان المرجعية حثت وبشكل اكيد - وبالرغم من تاشيرها لكثير من الاخفاقات- على التفاعل الايجابي التام مع صندوق الاقتراع ووجهت جمهورها وعامة الشعب نحو الصندوق باعتباره الوسيلة الوحيدة لصناعة التقدم وترميم الخلل . 
وسوف نعرض لقراءة بشان موقف المرجعية من الانتخابات واهم المضامين التي تستخلص من هذا الموقف :
• ماهو موقف المرجعية من المرشحين ؟
• ( ان المرجعية الدينية العليا ليس لها أيُّ رأي داعم او سلبي تجاه ايَّ مرشح من المرشحين او ايَّ قائمة من القوائم المرشحة او ايَّ كيان من الكيانات المرشحة للانتخابات بل الامرُ متروك بتمامه لاختيار المواطن وهو الذي يتحمّل المسؤولية كاملة ً عن ذلك.. ) فالمرجعية اذن تعي ضرورة ان  يتصدى الناس لمسئولياتهم وان لا يتكلوا على اي جهة في تحديد من هو الاحرى بالانتخاب ومن الواضح ما في هذه الثقافة من ضمانة مهمة لاختيار الاشخاص النابع من وحي قناعة الناخب ومن هنا لابد ان يهتم الناخب بصوته وان يعرف قيمته فهو السبيل لتحقيق الاصلاح المنشود .
• ماهي اهم مواصفات المرشح الذي ينبغي انتخابه ؟ • (وتوصي المرجعية الدينية العليا جميعَ المواطنين بحسن الاختيار للمرشح والقائمة معاً .. وذلك باعتماد المعايير السليمة والصحيحة من خلال اختيار الشخص الذي يؤتمن عليه والمتصف بالاخلاص وحب الخدمة والنزاهة والكفائة والذي يهمه مصالح اهالي المحافظة والبلد ولا يبحث عن مصالحه الشخصية او مصالح كتلته او حزبه او قائمته، وان يحاول المواطن الفحص عن هؤلاء المرشحين  المتصفين بمثل هذه المواصفات ويقوم بالتمحيص والسؤال من اهل المعرفة والتجربة ليعينوه في تشخيص من هو صالح لذلك.. ) وفي هذا النص توضح المرجعية ان ثمة معايير ومواصفات لابد من توفرها في المرشح كي يصلح للانتخاب وان من الضروري ان يلتفت اليها الناخب الذي يمارس عملية التغيير من خلال صوته وبيان هذه المعايير ياتي في سياق مساعدة الناخب وتنبيهه على المواصفات اللازمة للمرضح المنتخب . 
• هل للكيان الذي يرتبط به المرشح دخالة في عملية الاختيار ؟ • (وان يفحص ويتقصى عن القائمة والكيان الذي يكون المرشح تابعاً له فان كانت القائمة مرضية ايضاً ومقبولة وفق هذه المواصفات فقد فان احسن الاختيار  للمرشح والقائمة معاً فقد ادى ما عليه من المسؤولية والامانة وساهم في خدمة مدينته وبلده .. ) ( ان الانتخاب الصحيح يعتمد على ركنين اساسيين:ـ انتخاب الشخص المرضي والقائمة المرضية معاً اذ لا يكفي ان يكون المرشح مرضياً لدى المواطن ولكن قائمته غيرُ مرضية او انّ القائمة مرضيه لدى المواطن ولكن المرشح غير مرضي اذ لا تتوفر فيه المواصفات المطلوبة) 
 
ولو اردنا الوقوف عند هذه النقطة المهمة لنتسائل لماذا تؤكد المرجعية على اهمية القائمة ؟ الا يكفي ان المرشح يتوفر على المواصفات المطلوبة ؟ .
واظن ان هذا التساؤل تساؤل مهم .. ولو اردنا تحليل هذه المسئلة يمكن القول ان المرشح وان كان متوفرا على المواصفات المطلوبة ولكنه لا يمكن ان يقدم الاثر المطلوب منه لوحده اذ ان النمط الانتخابي القائم على ان يكون القرار والعمل قرارا جمعيا يجعل من اراء الاخرين مؤثرا مهما في صناعة القرار هذا من جهة ومن جهة اخرى فان واقع الحال يثبت ان القائمة او الجهة السياسية التي ينتمي لها المرشح لها تاثير واضح على سلوكه لاعتبارات غير خفية على احد ومن هنا يظهر ايضا اهمية ملاحظة القائمة والجهة التي يرشح من خلالها الشخص . 
ومن خلال النظر الى اهم المشكلات التي تعصف بالبلد اليوم والتي سبق ان ذكرناها نجد ان من الضروري ان يهتم الناخب بان يختار الجهات السياسية التي كانت تسهم في حل هذه المشكلات والتي لم تصطف مع استمرارها وتاجيجها لان ذلك ربما يساهم في حل مشاكل البلد و يجنبه منزلقات خطرة .
وفي الواقع ان التركيز على ان تكون القائمة مرضية يمثل تجاوبا واضحا مع متطلبات الواقع السياسي الجديد اذ لم يكن ثمة تركيز على القائمة في البيان السابق حول انتخابات الدورة الماضية من مجالس المحافظات وهذا يمثل تجاوبا واضحا وتركيزا من المرجعية على اهمية ودور القائمة في التاثير على القرار وطبيعة علاقة المرشح بها واهمية ان تحمل القائمة مواصفات النجاح فضلا عن المرشح نفسه .
 
كذلك تبين المرجعية هنا الطريق الذي يتم من خلاله التعرف على توفر ناخب ما على المواصفات الضروري وذلك من خلال الفحص والتقصي  لمعرفة مدى توفره على تلك المواصفات ومن الملفت للنظر انها اعبرت ان الانتخاب امانة في عنق المواطن وعليه ان يؤديها على الوجه المطلوب وان لا يخل بذلك . 
• مامدى اهمية التثبت في اختيار المرشح ؟
• (والمرجعية
 الدينية العليا بعد ان بيّنت هذه المعايير تدعو الله تعالى ان يوفق جميع المواطنين لحسن الاختيار ويجنبهم مزالق الشيطان والاهواء والشهوات والنزعات  الشخصية، ) هنا توضح المرجعية ضرورة الحذر من الانجرار وراء النزعات التي لا تمثل معايير صالحة في اختيار المرشح وتلفت الانتباه الى اهمية الاختيار باخلاص وامانة . 
(وان اساء المواطنون الاختيار – لا سمح الله  تعالى – فانهم وحدهم يتحملّون المسؤولية عن ذلك اذ ان المرجعية الدينية العليا قد اوضحت واكدّت في توصياتها على ضرورة اعتماد المعايير الصحيحة وبيّنت هذه المعايير بشكل تفصيلي وواضح وتدعو المرجعية الدينية العليا الله  تعالى ان يجنّب المواطنين سوء الاختيار والخضوع للاهواء والميول العاطفية غير السليمة. ( • ماهو موقف المرجعية من شراء الاصوات واستخدام النفوذ ؟ • (التأكيد على ان تكون الاجواء الانتخابية شفافة ونزيهة ولا يمكن للانتخابات ان تكون بوابة ومدخل للتغيير نحو الافضل الا من خلال هذه الاجواء واما بذل الاموال لشراء الاصوات واستخدام النفوذ واعطاء الوعود بالتعيينات او المقاولات او غير ذلك فانها امور غير جائزة وتفقد الانتخابات  نزاهتها وشفافيتها) 
 
• ما قيمة الصوت الواحد في الانتخابات ؟
• (عدم الاستهانة بالصوت الواحد للمواطن اذ قد يساهم هذا الصوت في ايصال العناصر الجيدة ومنع وصول العناصر السيئة لو أحْسَن الاختيار.. واما لو اهمل الصوت الواحد بدعوى عدم تأثيره فانه يمكن ان يحصل العكس) .
 
• لماذا نشارك في الانتخابات بعد خيبة املنا في الانتخابات السابقة ؟ •  (  لمن يعتقد ان العزوف عن المشاركة في الانتخابات يمثل حلاً للمشكلة نقول له كلا فهذا العزوف وعدم المشاركة في الانتخابات لايحل المشكلة ، فعندما نتساءل لماذا ايها المواطن لاتود المشاركة في الانتخابات فانه يقول أملي وطموحي الذي كنت آمله من مجالس المحافظات لم يتحقق بالنسبة المطلوبة وبالتالي أصبت بالاحباط وخيبة الامل فسأعزف عن المشاركة ، فنقول هنا أيها المواطن ان لم تشارك فسيشارك غيرك وربما هذا الغير سينتخب مرشحاً سيئاً او غير كفوء وبالتالي فان هذا المرشح سيصل الى مواقع السلطة ومواقع حساسة في مجالس المحافظات وربما في المستقبل في مجلس النواب وبالتالي سيصبح هذا الانسان متسلطاً على مقدرات الناس وربما يكون أداءه سيئاً ومضراً وبالتالي فإنَّ عدم مشاركتك ستكون سبباً غير مباشر في وصول مثل هؤلاء المرشحين الى مواقع حساسة ومهمة في ادارة شؤون البلد وبالتالي لاتُحل المشكلة) 
 
• ماهي معايير الانتخاب غير الصحيحة ؟
• (يجب علينا الاستفادة من التجارب الماضية وعدم تكرار الاخطاء التي حصلت والتي ادت الى تدني النسبة المطلوبة في الاداء ،وذلك لاعتماد الناخب معايير  غير صحيحة في الإنتخاب بحيث انه أعتمد على الانتماء العشائري والطائفي او المناطقي أو ان هذا الشخص المرشح شخص من أرحام الناخب او قد حقق له مكاسب شخصية وهكذا .. وبالتالي يصل اشخاص غي كفوئين وغير مؤهلين وانصاف متعلمين لادارة مجالس المحافظات . ( ( كما تؤكد على عدم التأثر بالولاءات العشائرية او المناطقية او الحزبية او العاطفية لتكون معياراً للاختيار فان  الانتخابات مسؤولية وامانة في عنق المواطنين) .
(واضافة الى كون هذه
الامور غير جائزة فان المال المأخوذ سحت وحرام.. وكيف يؤتمن شخص يَشتَري مقعده بمال يكون دفعهُ حراماً وهو يراد منه ان يؤتمن على مصالح الناس فمثل هذا الانسان يمكن ان يبيع ضميره ومهنيته بمال حرام مستقبلا، كما انه لا قيمة شرعاً لأيِّ حِلف ٍ او يمين يؤديه المواطن حينما يَطلُبُ مرشح او قائمة ذلك وهو غَيْر مُلزم شرعاً ويمكن مخالفته وعدم الالتزام به بان لا ينتخب الشخص او القائمة التي حلف او أعطى وعداً بانتخابها او انتخابه الاّ اذا وجد ان هذا الشخص او القائمة تتوفر فيهما معايير الانتخاب الصحيحة والمبيّنة سابقاً ) . 
• هل هناك نافذة للتفاؤل بمستقبل الوضع السياسي في العراق ؟ • (ليس من الصحيح من الآن ان نحكم على التجربة الديمقراطية في العراق او تجارب مجالس المحافظات بانها فشلت هذا أبداً غير منطقي وغير منصف بل يجب علينا أن نتعلم من الشعوب الاخرى التي خاضت تجارب ديمقراطية وانتخابية والتي قضت سنوات عديدة حتى إستقرت لديها التجربة الديمقراطية ، كما نبين أنه في الظروف التي يعيشها العراق الان وحسب الظروف الاجتماعية للشعب العراقي ليس هناك من نظام سياسي يستطيع ان يقود البلد نحو الافضل غير نظام الإنتخابات والإحتكام الى صندوق الإقتراع . ( 
 
• كيف تقيمون تجربة مجالس المحافظات السابقة ؟ • (إنَّ معظم مجالس المحافظات قد حقّقت نسب نجاح مُعتدٍ بها وبعض مجالس المحافظات لم تحقق نسبة النجاح المطلوبة وبعضها كان أداءها متواضعاً فعليه حتى نكون منصفين ومنطقيين في الحكم على مدى نجاح التجربة يجب ان ننظر نظرة كلية لانظرة جزئية الى تجارب مجالس المحافظات . 
موضحاً سماحته " 
لانقول ان مجالس المحافظات قد فشلت فيوجد فرق كبير بين الفشل وعدم تحقيق النتائج بالصورة المطلوبة ، مشدداً ( يجب ان نختار الشخص المناسب والقائمة المناسبة أيضاً ونختار الشخص الذي يحمل المؤهلات التي تمكّنه من إدارة المحافظات وشؤون المواطنين بنزاهة وأمانة وإخلاص (

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جهاد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/16



كتابة تعليق لموضوع : موقف المرجعية من الوضع السياسي والانتخابات (الحلقة الرابعة )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net