صفحة الكاتب : كاظم العبودي

ازمة المراجيح والبصل
كاظم العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كل شيء شحيح في هذا البلد ، سوى الازمات التي تعصف فيه باستمرار دون هوادة، حتى اصبح مصدراً لها والمتصدر لقوائم الدول التي تعج بالأزمات وبات لا يخلوا من اي نوع من انواعها (ازمة مالية وازمة سياسية و ازمة مياه وازمة علاقات خارجية ثم ازمة ثقة وغيرها الكثير) واضحى "العراق" يفرخ ازمات في احضانه ازمة كهرباء وازمة غاز وازمة طحين وتستمر عملية الافراخ بأزمات العصر العراقي الجديد وبالأحرى ازمات 2012وهي ازمة البصل وازمة المراجيح.
ازمات تثير الاستغراب والحيرة وربما تثير عدم الطمأنينة والارتياح وتشيع حالة من التذمر وتبعث برسالة عدم الاستقرار والعشوائية في عمل الدولة العراقية الفتية لان كل الدول وضعت خططاً وابحاثاً لمعالجة اعتى الازمات العالمية وخير دليل الازمة المالية التي وضعت لمعالجتها خططاً و برامج من ضمنها التقشف  بينما لم توضع اي خطة او دراسة في هذا البلد لمعالجة ازمة واحدة بدءًً من الازمات السياسية مروراً بأزمة المياه و انتهاءً بأزمة المراجيح والبصل ما عدى خطة التقشف بالمراجيح وجعل كل منتزه يحتوي على مرجوحة واحدة فقط ان وجد المتنزه طبعاً ومتنزه شمالة مدينة الناصرية يحكي لنا ازمة المرجوحة بوضوح وخطة التقشف.
فما ان طل علينا شهر رمضان حتى شح البصل من الاسواق في حالة فريدة من نوعها اذ غداً بائع البصل في مدن العراق كبائع بصل عكة لكثر الازدحام فصار البصل من انفس واجود واندر الخضروات واغلاها ثمناً (يقسم براس البصل) .
وما ان هل هلا شوال علينا معلناً "عيد الفطر" حتى اصبحت ازمة المراجيح من اشد الازمات العراقية .
 اذ اتجه جميع ابناء العراق كلا حسب مدينته صوب مدين الالعاب مصطحبين ابنائهم سعياً للترفيه والترويح عن النفس لكن النزهة تحولت الى عذاب من عذابات الدنيا التي لا تنسا فوقوف 40 طفلا بانتظار ادوارهم للعب هو اشد عذاب شاهدوه في عيدهم الذي كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر بالإضافة الى امتلاء مدينة الالعاب بأبناء المواطنين الذين لم يجدوا مكاناً للجلوس ولو على الارض لهو اشد اهانه توجه لهم واوضح استخفاف بحقوقهم .
فتحويل مدن العراق الى صبات" كونكريتية" وابنية حكومية جعل المدن جرداء (مدينة اشباح )وصخور صدا ابناءها يدوي عندما يتكلمون .
وهذا نابع من عدم التخطيط او الدراسة وعدم الاختصاص في العمل وتقاسم كل شيء حزبياً وطائفياً وقبلياً وكأن الحكم والمسؤولية فرصة العمر التي لا تعوض وينبغي استثمارها من اوسع ابوابها .
من هذا يتبين ان كل الامور تسير بعشوائية وفوضوية في هذا البلد والدليل ازمة المراجيح والبصل التي هي من توافه الامور فكيف بأعظمها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/13



كتابة تعليق لموضوع : ازمة المراجيح والبصل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net