صفحة الكاتب : د . حازم عبودي

دلالة التنظيم الجمالي في فن الخط العربي
د . حازم عبودي

السيرة الذاتية للخطاط 

الخطاط محمد عباس سلمان الجبوري تولد الهندية 1966م حاصل على شهادة الاعدادية 1987م 
عضو جمعية الخطاطين /كربلاء 2011
عضو جمعية التشكيليين /كربلاء 2005
عضو المركز الثقافي العراقي للخط والزخرفة /بغداد 2011
عضو اتحاد الفنانين /كربلاء2011-12-19 تعلم الخط في حوالي 1985م وتمكن من النضوج في تجربته 1993م ومارس الخط ومنه التجاري والفني ,له مشاركات في المعارض المدرسية ومعارض القوات المسلحة ,تأثر الخطاط بالعديد من أعلام الخط العربي ومنهم (الخطاط هاشم البغدادي)و(سيد نبيل الشريفي)و(عباس البغدادي) والمصري (عبد القادر عبد الله) وبعد تمكنه غدت ميوله الفنية للمدرسة التركية أكثر من المدرسة الإيرانية لاعتقاده بنضوج الحرف العربي وتكامله لدى المدرسة الأولى , نقل العديد من لوحات أعلام الخطاطين وتمرن واستشار عددا ًمن الخطاطين على مستوى محافظة كربلاء المقدسة و عبرتماساته واحتكاكاته بهم ومنهم الكربلائي الخطاط وائل والخطاط أياد زيني والخطاط عبد الكريم الشمري والخطاط فراس النصراوي والخطاط حازم عبودي إلا انه تمكن من شق الطريق الحرفي والتقني الى مايستلهمه الحرف بجرأة واقتدار . 
 
 
تعد عناصر عناصر التصميم : design elements التوازن والتكرار والاستمرارية في فن الخط العربي من الوسائل التنظيمية , فقد يفهم الخط بناءً على ذلك وانه ترتيب لاشكال من المفردات والكلمات ثم العبارات والجمل ,وإنها أشكال تحتوي سطوحها المستوية (الورق والاخشاب)والمجسمة (الاحجار ) ثلاثية الابعاد three dimensional  كما ينظر اليها أحيانا ً بوسائل إيهامية ,لذا ان وسائل التنظيم الجمالي إمكانية لآليات وتقنيات تحقيق لأهداف تنظيمية موحدة . ومن هنا تجىء الدلالة في الخط بأنها الإلزام بالعلم من الشىء علم شيء أخر,فأن كان دالا ً لفظيا ًفإن الدلالة لفظية وان كانت شكلا ً فإن الدلالة شكلية وان كانت خطا ً فأن الدلالة خطية ,وهكذا وجد العقل ان الدلالة العقلية علاقة ذاتية بين الدال ومدلوله تنقله من أحدهما الى الآخر كما الدلالة الطبيعية في أن يجد العقل علاقة طبيعية بين الدال ومدلوله . واذا ما تأملنا المجموعة الخطية للخطاط (محمد الجبوري) وفق مضامينه الحقيقية لنجد أن حدود تلكم الحقيقة تتعدى أطر الأبعاد الموضوعية عن تكويناته الخطية ,في ان المستوى الممثل لأبعاد تشكيلته المقطعية من التكوين أولت الخطاط تنظيم (سطح التشكيل) اهتماما ً منه , فهو ينشىء تراكيبه بعد التخطيط اليها وبعد التفكير المسبق لإرهاصات القبول والرفض لخطى التنفيذ ,ولأجل ان يضع التركيبة في مسارها فهو ينظم ويشكل باهتمام ووضوح في الحجم والنسق واللون , وهذا يجعله محاكيا ً لأثر الدلالة الناشىء عن إمكانية التطبيق , ولعلنا نوثق ما نريد الوصول اليه عبر تحليل مجموعته الخطية التي حصلنا عليها ومنها لوحة (كلمة الله هي العليا) والتي مشقها بخط التعليق كأحد أروع الخطوط في فن الخط العربي ,ومن خلال تراكب الكلمات كإنشاء بصري نجد الكلمات الأربع مثلتها مجموعة من المثلثات الهندسية ومستطيل , بمعنى ان البنائي لتركيبة التشكيل أكدتها القدرة على التنظيم في إحاطة المثلثات للمستطيل ,حيث ان مفردة (كلمة) كانت داخل مثلث الى يسار التشكيل ,ولفظ الجلالة( الله) مثلثا ً علوي يستقر على أعلى ضلع المستطيل العلوي ,في حين استقرت مفردة (هي ) داخل مثلث الى يمين التشكيل أسفل المستطيل, وهكذا استقر مثلثان إلى الأسفل وواحدا ً إلى الأعلى بإحاطة فنية واضحة,أكدت علاقاتها الهندسية في بنائية المفردات ,مما أتاح للغة البصر ان تجد جماليتها , فالعمل الفني ترابط عل مستوى الصورة والتنفيذ. ويحظى بما هو باطني /مخفي :anagogic
بذلك ينصرف الخطاط الجبوري إلى تمثيل المعالم الرمزية المقصودة بتمثيل شفراتها المغيبة وفق إيجاد الصورة التشبيهية لمتخيلاته من التشكيل الخطي والزخرفي من اجل ان لايواجه المشكلة في التعبير عن التشكيل وهو من مقومات كل الخطاطين , وبذلك فإنه يبني نظاما ً للشكل واللون والمادة والخط الممتثل ليمكننا من إدراك شفراته الموحية بالكتلية او الكتل :masses والفضاء والسطح والنسج , فأنه بالتالي يقوم مقام التشكيليين من الرسامين والنحاتين  في الإيحاء على إنتاج نسخة شديدة الحساسية بالتركيبات التكوينية .
   إن إمكانية انتقاء الخطوط العربية كالديواني والنسخ والثلث والرقعة وغيرهم لهو انسجام مع نوايا الوعي ,فهي غالبا ً ما تحدث الاختيار عبر التخطيط اليه فالمهارة من متطلبات الحرفة وهي ما تكفي للقيام بعمل اللوحة الخطية وفق مقياس لاستعمال العبارة والمفردة كالآيات القرآنية أو الأحاديث القدسية والنبوية في مساحات العمل : areas العمل وتتوقف على الغرض منها في المناسبة , فحينما تكون المهارة لإنتاج النص البصري لابد هنالك من فهم للخاصية البنيوية والبصرية تشهدها تقنيات الإنشاء والتراكب ,ويمثلها حجم اللوحة ونوع الخط العربي وهو ماعناه (زكريا إبراهيم في مشكلة البنية  )"ذلك ان حجم المنحوتة قد يكون ذا تأثير مهم في المشاهد ,كما ان ردة الفعل بالنسبة إلى الصورة الفنية قد يؤثر بحجم اللوحة نفسها , والمرء في الغالب لا يستشعر الشىء نفسه تجاه زخرفة ناعمة في مخطوطة ما " .
 
لقد نقل العديد من لوحات أعلام الخطاطين بغية معرفة الإيقاع فيها الايقاع : rhythm وتمرن واستشار عددا ًمن الخطاطين على مستوى محافظة كربلاء المقدسة و عبر تماساته واحتكاكاته بهم ليؤكد الاتصال المعرفي Communication processes بعمليات معرفية اتصالاتية ومنهم الكر بلائي الخطاط وائل والخطاط أياد زيني والخطاط عبد الكريم الشمري والخطاط فراس النصراوي والخطاط حازم عبودي إلا انه تمكن من شق الطريق الحرفي والتقني إلى ما يستلهمه الحرف بجرأة واقتدار عارفا ً بحق ما يمكن إن يفعله دونما الرجوع لأحد معين في مجال الاختصاص ومن ثم الاعتماد على مؤهلاته الشخصية وفق رؤيته القائلة "بأن العمل الفني نتاج أنساني يمتلك الشكل والنظام ويقوم بإيصال التجربة الإنسانية " بمعنى تأثر العمل بالتالي بالمواد الداخلة في التركيب والتكوين ومن ثم بنائيته المستخدمة من أجل إبراز الأفكار الشكلية والبصرية مؤكدة معنى الجمال والجمالية في انفعالاته الجمالية : aesthetic emotions. 
ومن خلال فن الخط الذي أنجزه الجبوري بطقوسه ورموزه مكننا من الولوج في فضاءات شفرية تجهلنا في اتصال دائم بعال الغيب عالم الحقيقة المطلقة عالم سيستمر اتصالنا به بقوة فنية تغمرنا بضرب من الصوفية وتجعلنا نسبح بعالم من التخيل الفسيفسائي لما جسده تعبيرات التكوين الخطي وفق حركة من التنوير الفلسفي :enlightenment حيث أشكال الحرف وهيئاته انما تختزن التقليد والموروث لاتنفك ان تنقل جماليتها في الحداثة المتكررة لما يوصف بالقدسي ,والقدسي عبر فن الخط العربي ليس طقوسي وحسب بل وعقائدي شأنه التطور والانفتاح لا الانغلاق على الطوباوية الصوفية وانه بذلك ينتقل الجبوري من عالم الوظيفة والاستخدام الى الإقرار بالمدلول الفني الجمالي لصورة الخط ونوعه وهيأته ,وبذلك هو يبتكر ويجدد رؤياه في مساحات متباينة من التشكيل العددي لأبعاد المخطوطة باحثا ً عن الفرادة في الأعمال ومدلولاتها والخوض في رمزية تكويناتها بدلالة الحصول على الجمالي ,فهو لايتبنى الخيال أو التفكير إعتباطا ً , إلا لأنه يدرس فكرة المخطوطة بمنظار منطقي داعيا ً إيانا الى متابعة الدلالة عارفا ً إن محركات الرموز هي المسئولة عن تنظيم الفكرة بسلاسل واستبطان تتابعية استطاع من خلالها ان يمكننا من الغوص والإبحار كما أسلفنا في البعد التخيلي الصوفي لحركة الحرف العربي وفرادته unique.
عليه أن الوضعية في الخط العربي كما عرفت منطقا ً لعلم الخط  وان البحث عن المدلول الجمالي الوضعي في أعمال الجبوري يفيد بالتركيز على مبدأ القدرة الذي يعتبر لدى بعض علماء النفس انه المحرك في قطاع الرمزي وهو يتشكل بفضل آلية تعويضية ,فكل فكرة رمزية وجمالية هي لحظة إدراك الى المدخل الشكلي في المخطوطة , كما أسماها الدكتور حامد عباس مخيف "بدراسة الوحدة العضوية للعمل الفني من الناحية الشكلية والجمالية ,وان المدخل إليها يتكون عبر التحليل للمنتج وما اهتمامنا كمتذوقين لا يكون الا من خلال الكل الشامل المتناغم لجميع أجزاء العمل الفني ,إذ يهتم الانصباب على بنية العمل وعلاقاته بعناصره وما ينتج من تلك العلاقات من مفاهيم تؤكد مضمون العمل الفني " .
وبالتالي فأننا نؤمن بما قاله (جورج زمل ـ عالم اجتماع ألماني ): ان كل شىء يعتمد على التبادل بحيث إننا لا نستطيع ان نصل الى الطرف الآخر بسبب تأثيره , بل بسبب حاجتنا اليه وحاجته الينا ,فلا يوجد تأثيرا جانبيا بل تأثير الجانبين معا ان الفن نتاج اجتماعي لم يتبلور من الفراغ بل من وسط الأحداث الاجتماعية المتغيرة والمتبدلة.
.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حازم عبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/02



كتابة تعليق لموضوع : دلالة التنظيم الجمالي في فن الخط العربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي الاسدي ، في 2012/09/18 .

مع كل تحياتي واحترامي اقول .... ان الخط العربي عالم لايدخله الامن استكمل الثقافة الخطيية والالمام والاجادة بكل الخطوط كذلك القدرة على الابتكار والابداع ...اما مانراه اليوم فهو عبارة عن لعب وتطبيش وتقليد خطوط الاخرين دون مقدرة ........

• (2) - كتب : خالد حمزه ، في 2012/07/26 .

السلام عليكم
تحية عطرة و رمضان كريم
الموضوع مفيد جدا واتمنى ان تكون هنالك مواضيع بصورة ادقة واوضح وبالشرح المفصل عن التوازن و التناغم و السياده و التكرار ف الخط العربى عامة وليس الثلث فقط.

كنت ارغب ان تكون هنالك مواضيع عن استخدام الخطوط العربية الكلاسيكية فى تصميم الشعا ات ( العلامات المميزة ) اعتقد ان مثل هذه المواضيع مواضيع حوجة عصرية بالتوازى مع ماطرحتموة




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net