نتحدث كثيرا عن الوجودية ورموزها المعروفة مثل سارتر وسيمون دي بوفوار والبيير كامو الذي جسد العبث والوجودية معا في روايته المعروفة الغريب ونتحدث ايضا عن صموئيل بيكيت في مسرحيته في انتظار غودو الذي لن يأتي ولعل للمتمردين والعابثين اسبابا موضوعية وعامة واخرى اسباب خاصة وهي اقرب الى التشاؤم باستثناء الكاتب الاشتراكي برنارد شو الذي اضفى روحا مرحة في الكتابة والسلوك الطريف ناقدا نفسه و المجتمع والمعتقدات والافكار وتحدث كثيرا عن المعاني الاشتراكية في مسرحياته ساخرا من المفاهيم التقليدية ومازالت في ذهني مسرحية تابع الشيطان التي قرأتها في المكتبة الوطنية المركزية في بغداد
وهناك مثال اخر مسرحية الذباب لسارتر الوجودي الذي اكد جملته الشهيرة الجحيم هم الاخرون وتحدث عن فلسفة الوجود والعدم ولا نريد ان نطيل الوصف والتحليل للشخصيات وكان التمرد والعبث بدأ بهذه الاسماء في العصر الحديث لاسباب تتعلق بالحروب العابثة التي دمرت وشوهت قيمة الانسان ....ولكننا ننسى ان هناك طرازا فريدا من العبث والتمرد والوجودية في سلوك شاعر هجا كل شيء حتى نفسه منذ سالف الازمان وقد استوقفتني لحظات احتضار الحطيئة حيث قيل له اوص فقال بمن اوصي مالي للذكور دون الاناث فقالوا ان الله لم يأمر بهذا قال ولكني أمر به !!ثم قالوا له اوص يا ابا مليكة للمساكين بشيء فقال اوصيكم بالمسألة اي -التسول- ما عاشوا فانها تجارة لن تبور ثم قالوا اعتق عبدك يسارا فاجاب اشهدوا انه عبد مابقي ثم قيل له فلان اليتيم ما توصي به قال اوصي ان تأكلوا ماله و....... امه قالوا ليس الا هذا ? قال احملوني على حمار فانه لم يمت عليه كريم لعلي انجو ثم مات مكانه .
اي تصور وجودي واي سلوك عبثي عند هذا الشاعر الذي هجا نفسه? عندما لم يجد احدا يهجوه وقد رأى صورة وجهه في صفحة ماء البئر !.
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
