صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

هَلْ هُزِمَتْ أمريكا في أفغانستان!
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثير يعرف كيف مهدت أمريكا الأرضية، لإخراج السوفييت من أفغانستان، وكيف ساعدت المجاهدين الأفغان في حينها، وكيف أوصلت صواريخ مقاومة طائرات، فوجد السوفييت أنفسهم أمام إرادة صلبة، أجبرتهم على الخروج، وترك الساحة فارغة، وكيف بنت أمريكا جناحا مسلحا من طلبة الجامعات، سُمْيَّ حركة "طالبان".

أسامة بن لادن الملياردير ليس رجل دين، لكن المخابرات الامريكية جندته بطريقة "إبن آوى" حيث تم التحايل عليه، وجعله يترك عالم النفط والمال والتجارة والتصدير، وتحويله لرجل دين يقود تلك المجاميع المسلحة، لتشكل تنظيم "القاعدة" وليتم تغطيتها دينياً، البسوها لباس الإسلام، ويستمد الفتاوي من شيوخ مملكة بني سعود، بالفتاوي التكفيرية لدين عبد الوهاب .

إحتلال افغانستان لم يكن جراء تفجيرات الأبراج في أمريكا، بل كان الذريعة التي يتحجج بها ويتعكز عليها بوش، ولو كانوا فعلا جادين بالمعاقبة، لكانت السعودية أولا بالعقاب، وإن كان ترامب لم يعني ذلك، وقد فصل عليهم قانون جاستا ذائع الصيت، وسحب كل الأموال المودعة بالبنوك الأمريكية ثمن لذلك، وهنا نقف على مفترق طرق، من هو المدان بتلك التفجيرات ؟.

نفس تلك التفجيرات وحسب محللين، يبحثون في الكواليس والأخطاء التي تقع بها الأجهزة المشرفة، فقد طفت على السطح كثير من الشطحات، كان أبرزها خلو الأبراج من اليهود كما قيل! مع العلم معظم الذين يديرون تلك الأبراج هم منهم ، وهنا يأخذنا العقل والمنطق، أن اسرائيل ضالعة بتلك التفجيرات للنخاع، والا ما سبب تغيّب هؤلاء ؟

الخروج الأمريكي من أفغانستان يحتمل إحتمالين لا ثالث لهما الأول: هو التصريح المبكر لبايدن وهو في طريقه للبيت الأبيض، بعد فوزه برئاسة البيت الابيض، بأن التواجد في أفغانستان ليس منه طائل مع الخسارات في الأرواح والمعدات، جراء الهجومات المتكررة، مع تواجد أكثر من دولة مساندة للقوات الأمريكية، لكنها إنسَحَبَتْ لدرجة تركت عُملائها في مهبّ الريح .

أدانتْ أكثر من دولة ذلكَ الإنسحاب المهين، وهي أمريكا التي تعد نفسها الدولة المهيمنة التي لا تُقهَر، مع ما تملكه من تكنولوجيا وجيش جرار تعداده كبير، وباستطاعتها محو دول من الخارطة، لكن ترك المعدات والأسلحة وكثير من الأمور يترك تساؤلات عدة.. فكيف تركت ذلك لعدوهم اللدود؟ وباتت أرض افغانستان عصية عليهم، بعدما كان كل شيء بيدهم .

الإحتمال الثاني هو: مواجهة المد الصيني، وقطع طريق الحرير الذي ينهي إسطورة أمريكا وسيطرتها، مما يجعلها دولة مفلسة، وفي طريقها للتفكك والحرب بين الولايات، وهذا جعلها تتدخل في كل المفاصل التي تعتمدها الصين باستثماراتها، في دول الطوق والطريق ما يسمى "طريق الحرير"، فتراها تتدخل بميناء الفاو الذي يربط أوربا بالشرق، مما حدا برئيس الوزراء العراق لقتل مشروع ميناء الفاو بأمرهم، وبذلك أضاع العراق فرصة البناء والتطور .

حتى لو تم إحتساب الإنسحاب من أفغانستان لغرض الوقوف بوجه التنين الصيني، فان عار الخسارة لن يفارقهم، ولو أنهم عمدوا لتخريب كثير من الطائرات المهمة لسلاح الجو الأفغاني، وكثير من الأجهزة المهمة واللوجستية، التي من شأنها تخدم مواطني أفغانستان، وهي بالأصل من أموال ذلك الشعب المغلوب على أمره .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/10/28



كتابة تعليق لموضوع : هَلْ هُزِمَتْ أمريكا في أفغانستان!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net