في رحاب الفكر الحسيني ( 10 )
رضا الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رضا الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الأخطاء الشائعة، الجملة المشهورة: (كلُّ أرض كربلاء.. وكلُّ يوم عاشوراء)
إذا صحّت هذه العبارة أو هذه الجملة.. فإن كربلاء المقدسة، سوف تفقد ميزتها وخصوصيتها، وكذلك يوم العاشر من محرم الخالد عام 61هـ.. ورغم كثرة تداول هذه العبارة وإنتشارها في شوارع مدينتنا – مع الأسف الشديد - إلا أنه لا يوجد دليل واقعي أو عقلي يؤكد على صحتها.. وأن جميع علمائنا الاعلام إذا سألتهم عنها سوف يؤيدون ما نذهب إليه.. فالعكس تماما هو الصحيح، استشهاداً بمقولة الإمام الحسن المجتبى (ع) الذي خاطب الحسين (ع) قائلاً: (لايوم كيومك يا أبا عبد الله).
وهذه الجملة الخالدة للحسن المجتبى (ع) تؤكد أهمية يوم عاشوراء كحدث استثنائي خالد في تأريخ البشرية؛ لأن العطاء الحسيني كان فيه عطاءً استثنائياً فاق جميع التصورات والتوقعات.. لذلك ثبتت في ديباجة سفر الخلود.
ولكن عاشوراء كان وسيبقى يوما استثنائيا، فان كربلاء كانت وستبقى مدينة استثنائية.. واذا اردنا ان نتطرق الى مزايا كربلاء، فان كلامنا سوف يطول.. ولكن بودي هنا أن اذكر بأنه يكفيها انها كانت منذ البدء (أرض مقدسة)، فهي بقعة من أرض الجنة لما تذكر المصادر التأريخية الرصينة؛ وقد كانت محجاً ومكاناً مقدساً يتوجه اليه الزائرون في الزمن البابلي، عندما كانت تسمى (كربائيلو) وتعني: بيت الرب أو حرم الإله.
أما الآشوريون فقد بنوا مدينتهم التأريخية (نينوى) تيمنا بأحد أسماء كربلاء وهو اسم (نينوى)، وقد أكد ذلك شيخ المؤرخين الخالد الذكر الدكتور حسين علي محفوظ.
إذن، علينا الانتباه الى ما يبثه ويدسه التحريفيون للتقليل من عظمة نهضة الإمام الحسين (ع)، ومميزاتها الإنسانية، ومنظومتها الفكرية والأخلاقية، وثرائها الزاخر بكنوز لن تنضب ابدا، وفي مكانة كربلاء المقدسة عند المسلمين، وقد توجت هذه القدسية دماء الامام الحسين الزكية.
إن الإيمان بعظمة الرسالة الحسينية المحمدية الاصيلة يقودنا الى المزيد من الوعي والاصرار والثبات على المبادئ الاصيلة التي نادى بها سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة؛ والتي حققت لنا كرامة الدنيا وسعادة الآخرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat