صفحة الكاتب : عبد الناصر السهلاني

القرآن الكريم، وسيرة العقلاء  في التخصص، والرجوع الى المختص
عبد الناصر السهلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" (التوبة: 122)

قبل الكلام المفصل بما يمكن استفادته من الآية الشريفة نقول:

متوهم من يظن ان عمدة الاستدلال على مسألتي الاجتهاد والتقليد هو بالادلة اللفظية (الايات والروايات)، بل العمدة هو بالسيرة العقلائية المقرّة من قبل الثقلين (الكتاب العزيز والعترة المطهرة)، وانما نذكر الايات والروايات من باب الارشاد والتنبيه وتاكيداً لما أُقِر من تلك السيرة، فلو فرضنا انه لم تأت أي آية ولم يأت اي حديث عنهم (عليهم السلام) بخصوص رجوع الناس الى الفقهاء في عصرهم او من بعدهم فلا يؤثر على حقانية الاجتهاد والتقليد، غاية الامر ان الاجتهاد والتقليد تكون مساحته محدودة وضيقة في عصر حضورهم عليهم السلام، وتتسع دائرته في عصر غيابهم عليهم السلام. لان الحجية في السيرة العقلائية قائمة مالم تخالف حكماً شرعياً ثابتا او يردع عنها المعصوم . فكيف اذا دُعِمَ (عدم الردع) بالتأييد وبعدة حوادث من القرآن ومنهم (عليهم السلام)، فهل يبقى هناك شك بعد ذلك؟!!

 

🔹نعم يشك من في عقله ضعف بحيث ان بديهة كبديهة رجوع غير العالم للعالم او غير المتخصص للمتخصص عنده من الامور النظرية التي يجب الاستدلال عليها !!!!!

واما بعضهم فليس في عقله ضعف بل فيه لوثة مصدرها حقد على العلماء وانفلات يبغيه في الدين كي لا يلزمه احد بشيء، وبالتالي يعمل على هواه بحجة فهمه الخاص من الدين.

فإفهم يا صاحب اللوثة: لا تظنن نفسك قد فعلت شيئا عندما تحسبها انها نقضت آية هنا او رواية هناك، مع العلم ان كل نقوضاتكم عبارة عن جهالات من فوقها ومن تحتها جهالات تضحك الثكلى.

ومن هذه التي تضحك قولهم ان روايات الائمة في ارجاع الناس الى اصحابهم في بلدانهم انما هو من باب التنصيب الخاص !!!!

وهذا من جهلهم وعدم اطلاعهم على الروايات التي تؤكد بعضها الرجوع الى من تتوفر فيه صفات الفقاهة بدون ذكر اسماء، فأين التنصيب الخاص في هذه ؟!!

  • الواضح حتى في الروايات التي يتم الارجاع فيها الى الاصحاب باسمائهم، يكون ارجاعا لعنوان الفقاهة.

فالامام عندما ارشد الى هذا الصاحب لم يرشد الى شكله وطوله وعرضه، او لانه صاحب له، بل لانه فقيه مأمون، لديه معرفة بالاحكام الشرعية وكيفية استخراجها من القران واستفادتها من احاديث اهل البيت (عليهم السلام). هذا الامر اسأل عنه كل عاقل في هذا الكوكب سيقول لك ان ارجاع الجاهل للعالم واضح لكل من لديه مسحة عقل.

 

🔹والآن نعود الى الآية المباركة فنقول:

ان هذه الآية الصريحة في عملية تخريج الفقهاء في الدين، فهي بمثابة المؤيد الناصع للسيرة العقلائية لا المؤسس لها كما اسلفنا سابقاً، لنتابع مقاطعها بالتفصيل مستوضحين لها بعبارة سهلة :

قوله تعالى: "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً"

بوضوح تام تشير الآية بانه لا يسع كل المؤمنين يأتوا الى المصدر وهو النبي وان يتعلموا منه مباشرة تفاصيل الدين متفرغين لذلك، فهذا معناه ان يتركوا اعمالهم ليأتوا فيتعلموا الدين باحاطة تامة في وقت واحد فهذا تعطيل للحياة ومتطلبات الانسان فيها، فانه يمثل عسرا وحرجاً لعيش الناس.

ثم قوله تعالى: "فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ"

اذن المطلوب هو ان يذهب من كل فرقة (بلد او مدينة او قرية او قبيلة) طائفة اي مجموعة اشخاص ليتعلموا الدين ويحيطوا باحكامه ويتخصصوا في معرفة مسائله. اذن هناك سبب قد ذُكِرَ للنفرة في هذا المقطع وهو (ليتفقهوا...) وهو معنى واضح اي يتعلموا احكام الدين ولكن هل هو السبب الوحيد ام معه سبب آخر يتمم الهدف الكامل للنفرة سنرى ذلك في المقطع التالي:

 

ثم قوله تعالى: "وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" اذاً هناك سبب آخر ذُكِرَ في بداية هذا المقطع (لينذروا...) اذاً لا يكتمل الهدف الا بالانذار، واذا استعرنا اصطلاح المعقول هنا نقول بان (العلة التامة) للنفرة هي مركبة من جزئين (التفقه والانذار) فكل منهما يمثل (جزء علة) باجتماعهما تكون (العلة تامة).

🔹فالانذار بعد ان كان علة من علتي النفرة، نسأل: لمن سيكون؟

🔹والجواب: سيكون لقوم هؤلاء الجماعة المتفقهين عند عودتهم اليهم، عودتهم الى بلدانهم ومدنهم وقراهم، بمعنى ان مهتهم هي تبليغ الدين وما تعلموه من احكامه بحيث يكونوا جاهزين عند رجوع الناس اليهم وسؤالهم عن احكام الدين حتى يتم الحذر من المخالفة لتلك الاحكام، وهنا اشارة مهمة للمكلفين ايضاً الذين لم ينفروا، بان لابد لهم (وخصوصا بعد تيسر وجود المختص) ان يحذروا من مخالفة احكام الدين، والحذر ليس له طريق (في حال عدم نفرتهم) الا الرجوع الى الفقهاء الذين نفروا كي يعلموهم ما جهلوه.

الآن بعد وضوح معنى الآية الذي جاء بلسان عربي فصيح وأقرَّ القضية العقلائية الحاكمة برجوع غير العالم للعالم نرى بعض المعاندين خفيفي العقول الذين عرفناهم بالتجربة بل التجارب الكثيرة في نقاشهم، نراهم لا يذعنون، ويعترضون على دلالة هذه الاية باعتراض من هذا النوع :

🔹يقولون: [ان الاية كانت في زمن النبي(صلى الله عليه وآله) حيث وردت رواية بذلك توضح الامر وهي: "عن عبد المؤمن الأنصاري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:

إن قوما رووا أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: إن اختلاف أمتي رحمة فقال: صدقوا،

قلت: فإن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب، قال: ليس حيث ذهبت وذهبوا، إنما

أراد قول الله عز وجل: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا

رجعوا إليهم لعلهم يحذرون، فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - ويختلفوا

إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم، إنما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في

دين الله إنما الدين واحد." (معاني الأخبار: باب 108)

فهؤلاء النافرين نفروا الى النبي المعصوم(صلى الله عليه وآله)، فهل مراجعكم نفروا الى المعصوم الآن ؟!! ]

🔹والجواب الذي لا اشك بان كل عاقل يستطيع الاجابة عليه اجمالا، وهو تفصيلا هكذا(بغض النظر عن التاصيل للتقليد الذي عرفناه من ان سيرة العقلاء تحكم به، وقد اقرها المعصومون):

١- ان وقت وزمان وسبب نزول الآية لا يعني اختصاصها بالحادثة الا ان يقوم دليل قطعي على ذلك الاختصاص، ومثل هكذا دليل لم يقم. اذ لا يوجد في الكلام اي حصر واختصاص

فهل تلتزمون يا (اعداء التقليد) بان آية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) لا يعمل بها الآن لانها نزلت في (الوليد بن عقبة) وبالتالي اذا جاءنا فاسق بخبر الآن لا نتبين ونصدقه مباشرة بما يقول ولا باس ان نصيب قوما بجهالة، هل تلتزمون بذلك ؟!!!!

٢- ان استشهادكم بالرواية على انها دليل على النفرة للمعصوم مطلقا فهذا اجتهاد منكم، وهذا من الطرائف، فعقلكم الحرفي كيف نقل الكلام الى باقي المعصومين؟!!! فالراوية تذكر النبي فقط ولم تذكر الرجوع والنفرة الى اي المعصوم، الا ان تشغلوا عقولكم بادنى تشغيل فتعرفوا بان النبي هو مصداق لعصره حيث ان النفرة لابد ان تكون له في عصره لا لاحد آخر لانه هو امام الدين وهو من يمثله.

٣- بعد ان عرفنا بان الهدف من الاية هو التفقه في الدين لا خصوص النفرة الى النبي، فالدين يتمثل في كل عصر بقَيّم عليه هو الذي يرشد الى احكامه.

٤- فاذا كانت النفرة قائمة الى الائمة واحداً واحداً كلٌ في عصره للتفقه في الدين، هنا نسأل: النفرة لهم يعني مشاهدة شخوصهم المقدسة فقط ام السماع منهم ؟

قطعاً للسماع منهم والتعلم من احاديثهم، فعندما يرجع النافر الى قومه سيحمل معه احاديث واقوال الائمة في احكام الدين فهو في بلده يقرأ تلك الاحاديث وما تعلمه من القرآن ويحذر الناس.

٥- والآن نأتي الى عصرنا الحاضر الذي فيه امامنا غائب (عجل الله فرجه) بغيبته الكبرى التي لا يمكننا فيها الاتصال المباشر به (بمعنى اخذ الدين منه عياناً) فباب ادعاء اخذ الاحكام منه مباشرة مغلق تماماً حتى ظهوره (ارواحنا لتراب مقدمه الفداء)، فالى من تكون النفرة ؟!

#والجواب اصبح بديهي من النقطة الرابعة وهو: ان الدين موجود بوجود القران واحاديثهم (عليهم السلام) فالتراث الموجود يمثلهم في الجملة، فالنفرة تكون الى الكتاب والسنة متمثلة بقول المعصومين وفعلهم وتقريرهم. والامام الحجة ليس ناقضا لاحكام الدين التي جاءت عن طريق ابائه (عليهم السلام)، فالشيعة يتعاملون مع ائمتهم كمشرع واحد لا يمكن ان يتناقضوا فيما بينهم لعلمهم المباشر بواقع الاحكام الشرعية من مصدرها وهو الله تعالى بواسطة النبي (صلى الله عليه واله)، فاذا اقتضت حكمة الله تعالى ان يغيب الامام المعصوم فان تراثه موجود، وتراث الامام الحجة هو تراث آبائه (عليهم السلام)، فالدين الذي ينفر اليه للتعلم قائم الى يوم الظهور المقدس ببقاء القرآن واحاديث النبي والعترة (صلوات الله تعالى عليهم اجمعين).

٦- وبعد ان عرفنا بان الدين قائم بالقران وحديث العترة، فالنفرة قائمة ايضا للتفقه من هذين المنبعين، وما المجتهدون وأئمة الدين في عصرنا الحاضر الا طائفة من كل فرقة نفرت للتفقه في الدين لتنذر المؤمنين وتبلغهم حتى يحذروا ويعرفوا احكام الدين .

🔹ثم ان هؤلاء المشاغبين عندهم صورة(اعتراض) اخرى مفادها:

[ان الذين كانوا ينفرون الى المعصوم يعلمهم احكاما قطعية وليست ظنية تحتمل الخطأ فعندما يبلغون اقوامهم يبلغونهم احكاما صحيحة يقينية، والمجتهدون الآن احكامهم ظنية لعدم وجود الامام الذي يصحح لهم فتراهم مختلفين.]

#والجواب:

ان الحجة الشرعية قامت على الاخذ بالظن المعتبر الذي يورث الوثوق بصدور الحديث عنهم، وذلك استنادا الى احاديث متواترة عنهم (عليهم السلام) تؤكد الاخذ بخبر الثقة وبالتالي فهو حجة شرعية مُعذِّرَة، في هذا الوضع الاستثنائي وهو عدم حظور المعصوم . ولولا هذا السلوك لانسد باب العلم باحكام الدين، بعد غيبة شخص المعصوم. فأين هؤلاء من هذه الاحاديث، واين تخرصهم بالتمسك باحاديث اهل البيت(عليهم السلام).

🔹والآن نسأل المعترضين: ان هؤلاء النافرين الذين تفقهوا وعادوا الى بلدانهم في عصر النبي(ص) ويومئذ كانت المسافة بعيدة قياساً بوسائل نقلهم فالطريق قد يطول شهر او شهرين او ثلاثة بين مدينة النبي وغيرها من الاماكن البعيدة، فلو كان احد المتفقهين في بلدة بعيدة وعرضت له مسالة مستحدثة من سائل فماذا يفعل هذا الفقيه ؟ هل يذهب او يرسل شخصاً للنبي وياتيه بالخبر بعد ثلاثة اشهر مثلا ؟!!! فاذا كان في كل اسبوع مثلا او كل شهر تعرض له مسالة مستحدثة فهل يرسل كل اسبوع رسولا الى النبي ليسأله وينتظر الجواب لثلاثة اشهر ؟!! ام ان عنده قواعد عامة قد تعلمها من النبي يرجع اليها كل مستحدث، ايهما السلوك العملي والذي يميل اليه الوجدان والعقل السليم؟

ثم هل سمعتم بحبس الامام الكاظم (عليه السلام) الذي تقول اقل الروايات انه دام خمس اعوام وبعضها خمسة عشر عاماً، فلنقل خمس اعوام فماذا كان يفعل الشيعة في المناطق البعيدة عن بغداد مثلا بل القريبة ايضاً مع عدم استطاعتهم اللقاء بالامام ؟!!!

وهكذا الحال مع العسكريين (عليهما السلام) الذين منعا من مقابلة الناس وكانا في اقامة جبرية، ماذا يفعل الشيعة في مستحدثاتهم ؟!!!

قطعاً كانوا يرجعون الى اصحابهم الفقهاء للسؤال واصحابهم يرجعون الى القواعد العامة للدين في القرآن او التي تعلموها من الائمة وما لديهم من اقوالهم بعد تعذر الوصول الى الامام .

والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على محمد وآله ابدا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الناصر السهلاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/01



كتابة تعليق لموضوع : القرآن الكريم، وسيرة العقلاء  في التخصص، والرجوع الى المختص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net