صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

الكاهن ح 2
حيدر الحد راوي
عاد الكاهن شاتي برفقة خريبط  و مهاوش وعيدان الى العراق , بعد كل تلك السنين , القى نظرة من نافذة الطائرة , فرأى صحراء قاحلة , على مدّ البصر , فسأل خريبط مندهشا : 
- اين الخضرة ؟ لقد تركت العراق زاهيا بالمروج الخضراء ! . 
- لقد داهم التصحر اراضينا ... عندما داهمنا اعداء ماضينا .
ارتسمت عليه علامات الحزن والاكتئاب , ولم يقوى على النطق باي كلمة اخرى , حتى هبطت الطائرة في المطار , ونزل المسافرون , انسل بينهم مندفعا , متشوقا ليشم نسيم عبق اريج هواء الوطن , فلاحت له شمس الغروب بجمالها , واطل على ذلك المنظر الخلاب , فنزل السلالم مسرعا , وهوى على الارض ساجدا , بل معانقا , وتمدد كأنه يريد احتضانها , فامتزجت دموعه بسبخ تربتها , وصدرت منه اهات محب عاشق , مصحوبة بنشيج بكاء واله غارق في الوجد . 
حاول عيدان ومهاوش رفعه من على الارض , فسار متكئا عليهما , بمجرد ان وصلا ردهة المطار , حتى انطفأت الانوار , فنظر الكاهن شاتي الى عيدان وساله : 
- ماذا حدث ؟ . 
- لا شيء ... جدول انقطاع الكهرباء .
- ولماذا تنقطع الكهرباء ؟ .  
- امانينا خابت امانينا ... نور الكهرباء كاد يبعد لا يدانينا ! . 
اقترح الرفاق ان يقصدوا فندقا يمضوا ليلتهم فيه , لكن الكاهن شاتي أصر على ان يتجول قليلا في الشوارع , فأستقلوا سيارة اجرة كي تقلهم الى المدينة , في اثناء سيرها كانت تترنح , فيما يبدو ان هناك حفرا في الشارع , فنظر الكاهن شاتي الى مهاوش , وسأله مستغربا : 
- ما هذا ؟ ! . 
- ليت شعري ! تعبد شوارعنا ... فتزول حفر وتهفو رجا وينا    
وصلت سيارة الاجرة الى المدينة , حيث كان يخيم عليها الظلام , الا من مصابيح السيارات , وبعضا من مصابيح البيوت المتفرقة , فنظر الكاهن شاتي هنا وهناك مستغربا , وتوجه الى مكان قد ظن انه يعرفه , فتوجه الى رفاقه سائلا : 
- لقد كان هنا ...... 
قاطعوه جميعهم , فقد سئموا كثرة أسئلته , واقترحوا ان يقصدوا مطعما , بعد ان نال منهم الجوع , فأختاروا مطعما كبيرا , جلسوا حول المائدة , بدا العرق ينساب من اعلى وجوههم , فقد كان الجو حارا , ونسبة الرطوبة مرتفعة , فتقدم النادل نحوهم , سائلا إياهم ( ماذا تاكلون ؟ ) , فطلب كل منهم ما يرغب , عدا الكاهن شاتي , فأقترب النادل منه واعاد عليه السؤال , فنهض من كرسيه واقفا , وصرخ بوجه النادل قائلا (( اريد ماعون فلفل حـــــــــــــــار ! )) . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/04



كتابة تعليق لموضوع : الكاهن ح 2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net