صفحة الكاتب : عقيل العبود

العمل كقيمة اخلاقية بين المُنتِج والمنتَج
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الإشكاليات التي ينبغي التصدي اليها في عصرنا الحالي هو قضية العمل كوسيلة للإنتاج، وذلك مقابل الربح أوما يسمى المنفعة المادية كوسيلة للعيش والرفاه، وهذا متعارف عليه بحسب الاتفاق اوالقوانين التي يتم الإمضاء عليها عادة كشروط للتوظيف اوالتعيين بين الطرفين.

 

وفي هذا الباب، تعد المعادلة المحسوبة بين الإنتاج والكسب، من اصعب المعادلات الاقتصادية وأعقدها، والسبب يعود الى انه من الصعوبة إيجاد المقياس الحقيقي للموازنة بين الطرفين، أي مقدار القيمة الحقيقية للطاقة المنتجة، والإستحقاق الفعلي لهذه الطاقة، وهذا يشكل خطرا إقتصاديا بإعتباره أشبه بكفتي ميزان محكومتين بين حقوق العامل من جانب وواجباته من جانب آخر، فمثلا لا يوجد قانون يفرض على هذا العامل اوالموظف ان ينتج هكذا عدد من صفائح الالمنيوم مثلاً في اليوم الواحد، وبالمقابل لا يوجد جهاز حاسوب يقيس لنا الطاقة الإنتاجية لهذا العامل اوذاك، وهذا ينطبق على الموظف بحسب ميزان التدرج الإداري.

فمثلا تجد ان موظفا في شعبة الإستقطاع الشهري للمصرف العقاري يعمل على اوراق الحاسوب بطريقة متقنة ومثابرة بغية انجاز عمله المطلوب، واخر يمضي الوقت دون ان يكترث لعدد المعاملات المطلوبة، بل يحسب الساعات التي يجب ان يقضيها في الدائرة بغية إنهاء عمله اليومي، وللمقارنة بين الإثنين، تجد ان الأول يسعى للإيفاء بالتزاماته الوظيفية ، بينما يفكر الثاني لقضاء الوقت بأي شكل كان. ولهذا يعد الإلتزام الوظيفي صورة معكوسة للحقيقة الاخلاقية الباطنة اوالكامنة وليس الظاهرة، وعليه فإن موضوعة العمل هي القيمة الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها في ميزان الاخلاق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/23



كتابة تعليق لموضوع : العمل كقيمة اخلاقية بين المُنتِج والمنتَج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net