صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

أحلام المفلسين في تأجيل الانتخابات العراقية
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     في وطني؛ هنالك من لا ينام ليله، وسهر الليالي كاد يقرح جفونه، والتفكير في حاله أتعبه، والبحث عن حلول لما هو فيه يكاد يذهب عقله، هو ليس عاشقا فارق حبيبه، وليس جائعا ممدد على قارعة الرصيف، وليس مقاتلا صنديدا احتضن السواتر مدافعا عن الوطن، ولا محسنا يفكر بحال اليتامى والأرامل، أنه السياسي العراقي والتفكير في الانتخابات القادمة.
     فكم من كيانات سياسية كبيرة على الساحة العراقية، لها تمثيلها القوي في البرلمان العراقي، ووزارات وامتيازات كبيرة في الحكومة، ربما ستصبح صغيرة بعد الانتخابات القادمة وتضيع امتيازاتها ومكاسبها وتأثيرها، وربما سيتلاشى ثأثيرها في الساحة السياسية العراقية، وكم من أحزاب صغيرة خدمها قانون الانتخابات السابق، وجعل لها وجودا في البرلمان والحكومة العراقية، ستصحو يوم الخامس من أيار عام 2018 لتجد نفسها أصبحت أثرا بعد عين، وسيضيع منها سلطان النمرود وكنز قارون، وستتغير خارطة الكتل السياسية، ولن تعود الأوضاع مثلما هي عليه الآن.
     أما المتربعون على عرش الحكم، فحكايتهم حكاية وصدى أنينهم بدأ يطرق أذان الصم، وأحلامهم أصبحت كوابيس تؤرقهم، وعيونهم تنظر الى كراسيهم الفارهة، مخاطبة إياها : "ليتني لن أفارقك يوما"، فكم من وزير سيودع وزارته، بعد إن كان وزيرا لها بالاسم فقط، ولم يقدم شيئا يذكر فيه منذ دخوله والى لحظة خروجه، إلا إيفادات الى الخارج له ولحاشيته، وكم من عضو في البرلمان كان بعيدا عن ناخبيه خلف بروج مشيدة، لم يسأل عن أحوالهم وما جرى بهم طوال أربع سنين، سيعود لاستجداء الأصوات والتوسل بالناخبين، ويبح صوته في دعايته الانتخابية، لكنه لن يحصل إلا على أصوات عائلته، فيعود متوسلا متذللا لحزبه أن يمنحه منصبا تنفيذيا، حتى وان كان تشريفيا.
    كوابيس جعلت السياسيين يفقدون صوابهم، ويحاولون بكل جهد الخروج من المأزق الذي ينتظرهم، والبقاء في مناصبهم بأي وسيلة كانت، حتى لو كان على حساب القوانين والدستور الذي اقسموا بالحفاظ عليه، ومحاولة إيجاد الحجج والمبررات التي تعطيهم الحق بتأجيل الانتخابات، فكان أملهم ببقاء داعش لأطول فترة ممكنة، لتكون الحجة جاهزة والأعذار مقبولة، ولن يلومهم أحد على فعلتهم ويبقون متنعمين يدورون على البلدان، وشعبهم يعاني القتل والتشريد والحرمان، ولكن خاب فألهم وتحرر العراق من دنس الإرهاب، وانجلت الغيمة التي كانوا يمنون النفس بها.
     لكنهم لم يدخروا جهدا، في إيجاد العراقيل التي من شأنها تعطيل الانتخابات، وتجاوز الدستور والقفز على القوانين، فما زالت مشكلة مفوضية الانتخابات لم تحل الى الآن، القصد منها تعطيل عملها وعدم قدرتها على إجراء الانتخابات في موعدها، ثم جاءت مشكلة الاستفتاء على انفصال الإقليم، لتكون حجرا كبيرا في طريق إجراءها في وقتها المحدد، وهذا احد الأسباب التي جعلت نواب الرئيس ورئيس البرلمان، يهرعون الى مسعود الفاقد للشرعية بحجة حل أزمة الإقليم مع الحكومة الاتحادية، والتي ربما لن تحل إلا بعد تأجيل الانتخابات وتحقيق الأمنيات.
    وبعد إن كان الأمر يجري سرا في الغرف المغلقة، بدأنا نسمع من الفاشلين هذه الأيام، بوجود نوايا لتأجيل الانتخابات البرلمانية لمدة عامين !، بحجة عدم عودة النازحين في المناطق الساخنة الى مدنهم، ولا ندري هل بقيت هناك مناطق ساخنة في العراق، بعد إن تحرر كل شبر منه، أم هو المراهنة بمستقبل العراق والتلاعب بمصيره، واستغلال تضحيات أبنائه المخلصين، الذين نزفوا دماءَ زكية من اجل استقرار العراق ووحدته، التي يحاول الفاشلون التفريط بها، والتمسك بالسلطة خلافا للقانون والدستور؟.
   ذلك ما ستجيب عنه المحكمة الاتحادية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/15



كتابة تعليق لموضوع : أحلام المفلسين في تأجيل الانتخابات العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net