صفحة الكاتب : قيس النجم

هل نحن شعب يستلذ بغضب الخالق؟!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

باتت أرواح العراقيين حائرة، تبحث عن ضوء يلملم شملها، بعد أن نال الإرهاب والفساد منهم، وهاهم بعض ساستنا، مازالوا يتنقلون بين جيوب العمالة، مثل قطعة النقود بوجهين، ويشعر بالسعادة حين يقضي عمره متنقلاً دون حياء، وأما الوطن والمواطنة، ليس أكثر من كلمات نقرأها في كتاب الإجتماعيات، والتربية الوطنية فقط.

تهميش الحريات، وإحباط القيم العليا، وإشاعة الابتذال، ونشر سياسات مناهضة للعدالة، والمطالبة الدائمة بالكرامة المسلوبة، والسير بطريق التطرف والعصبية، أنها إرهاصات تساعد على فشل معنوياتنا، رغم إنتصاراتنا الكبيرة، وتقلل من تحملنا للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا، ما بعد الإنتصار، لذا من الضروري وضع الأسس الصحيحة، في صناعة القرار، بمستقبل البلد دون تعصب أو طائفية.

إن أزمة الوعي وعدم الإخلاص، والهروب من المسؤولية، أصبحت قيماً شائعة بين أفراد بعض مجتمعنا، فنجد أن الأفعال لا تطابق الأقوال، وهذه من أشد الأزمات التي تعصف بأحوالنا، فالحضارة، والحرية، والديمقراطية، والانسياق وراء التطور الزائف، والغطاء المتشدق بحقوق الإنسان، أمور كلها جعلت العراق يعيش حالة من الخوف والإرتباك، وإن الخطر الأكبر الذي يهدد بلدنا الآن، هو محاولات محو ثقافتنا الدينية والوطنية تحت ذرائع شتى.

الإهمال واللامبالاة هما من مخلفات الجهل والإستبداد، وكان لهما تأثيرٌ عميق في مجتمعنا، وبين أزمنة نتقلب فيها ذات اليمين وذات الشمال، تستيقظ حكايات الإنتقام حين تروي صراعا داميا، لا هوادة ولا استكانة فيها، متناسين بأن بضع كلمات قد تكون بلسما للجراح، لتختصر الكثير من المواقف، وتعطي دروسا عظيمة بكلمات قليلة، وحينها نضع الساعد فوق الساعد، وننفض غبار الطائفية والعداوة، إمتثالاً لتعاليم ديننا الحنيف.

إننا جميعاً سنبقى مشاريع ناقصة لا تكتمل، ما لم نتحد ونتوحد من أجل العراق، فهو كبير بما يكفي، ليكون لنا جميعاً بتنوعاتنا وتقاطعاتنا المقبولة، وغير المقبولة، وإن كان العراق قد أستبيح ثلثه في ليلة ظلماء، بسبب دهاليز السياسة؛ فلابد من إعادة جسور البناء والثقة، بعنوان أكبر وأعمق وأصدق، كما أن مشكلتنا اليوم باتت أزمة هوية، لذا لا يوجد عنوان اكبر من مستقبل العراق، ليحتوينا بكل المكونات، والقوميات، والأديان، والمذاهب، والطوائف.

ختاماً: يوجد أناس لهم مواقف أصيلة، سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، وأيضاً هناك أناس لا يملكون إي موقف، وتجدهم لا يسمعون ولا يقرؤون، والكثير لا يريد أن يتحمل المسؤولية، متناسين أن مقومات النجاح، تبدأ بتحرير العقل من كل أنواع الجهل بمسمياته الزائفة، فنحن شعب لا يستلذ بغضب الخالق.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/18



كتابة تعليق لموضوع : هل نحن شعب يستلذ بغضب الخالق؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net