صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

أردوغان سقط وإن لم يسقط !
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النظام الديمقراطي يختلف إختلافاً كلياً عن نظام الحزب الواحد، المهيمن والمتسلط، وبمعنى أخر الديمقراطية تعطي السلطة بيد الشعب، وهو الذي يختار ممثلين عنه يمثله بالبرلمان، ومن خلاله يتم تمرير القرارات وفق التصويت بالإجماع على القرارات، وما على الحكومة إلا التنفيذ وما يجري في تركيا أمر فيه الكثير من الأسرار والخفايا، ولم تتضح الصورة النهائية، لان الإتهامات متضاربة، ويذهب أغلبية المحللين أن هذه العملية تمثيلية عملها أردوغان، للقضاء على خصومه العسكريين، الذين ملوا من قراراته الديكتاتورية، وضرب الديمقراطية في الصميم، بل أنشأ ديكتاتورية تسير بركب داعش، والتزامه المجاميع الإرهابية التي تقاتل في سوريا والعراق خير دليل .
 
الجيش التركي كان بإمكانه إنهاء الإنقلاب خلال ساعة واحدة، من خلال رصد التحركات لأردوغان، وتعيين مكانه وقتله أو أسرهِ، مع كل الضباط المؤيدين له، والسيطرة على الشارع التركي بسهولة، وتكون بذلك عملية خاطفة، سيما أن كل المؤهلات موجودة، وكان أيضاً من الممكن إستعمال إطلاق النار في قتل أي معارض لهم، لكنهم أبوا أن يستعملوا السلاح ضد شعبهم، وأرادوها سلمية بدرجة عالية، حسب ما تناقلتهُ الأخبار والمعطيات الممكنة، وان كان يشوب بعضها الشك! أو تكون مركبة بهذا الشكل لتعطي أردوغان حق الرد، من خلال الشخوص التي نزلت للشارع بلحى وسكاكين لنحر الجنود، ومنهم من القي بجثمانه من على جسر البسفور !.
 
التدخل الأمريكي واضح في العملية، والرافض لذلك الإنقلاب، كان بإمكان الجيش التركي الدخول بقتال ضد المعترضين، ويبقي الحال في تمرد يطول أمده، وأن يكسبوا شيئا معنوياً، أو يفرضوا أمراً على الحكومة، وان كان أفراد قوات الجيش اليوم نادمون على تسليم أنفسهم، بعد أن ذاقوا الإهانة والتنكيل، من قبل أشخاص ليسوا في المؤسسة العسكرية، بل هم أشبه برجال مرسي في مصر، الذين نزلوا للشوارع بأنواع الأسلحة، وعملوا كما تعمل المجاميع الإرهابية، اليوم في سوريا والعراق في الشارع، وعلى مسمع ومرأى، قاموا بإهانة القوات العسكرية، وهذا تطابق كبير ومنتج، أن أردوغان لديه عصابات من هذا النوع، وهو الذي يُسَوِقَهُمْ للعراق وسوريا، ويمدهم بالسلاح والعتاد وكل الأمور اللوجستية.
 
بعد هذه الحادثة التي أخذت صداها في العالم، أن أقوى مؤسسة في الدولة رافضة لتصرفات أردوغان، الذي أوغل بدماء الدول المجاورة، وكان الانقلاب وإن شابته كثير من الشبهات، فهو ارتداد داخلي لتكوين أعداء له من داخل الدولة التركية، ناهيك عن الخارجية، وهو اليوم يعيد حساباته، وهمه الأول هو كيفية القضاء على خصوم الداخل، كما لا ننسى الموقف لدول أوربا، الرافضة لتصرفات رئيس الوزراء التركي، وخطوته في إقصاء كثير من القضاة، والعمداء للكليات والمعلمين والمدرسين، وباقي الاختصاصات الأخرى، لمجرد أنهم معارضين للنهج الذي يسير به، وإدخال الدولة التركية بعداء من الدول المجاورة، وإلقاء نفسه بحضن إسرائيل الراعية الأولى للإرهاب في العالم . 
 
من المرجح أن تكون هذه الولاية الأخيرة التي يجلس بها على كرسي رئاسة الوزراء، وسقوطه بات وشيكا، وليس من المعقول انه قد قضى على كل المعارضين له، وخاصة من ليس له وظيفة في الدولة، وليس من المعقول أن لا تطاله المحاكمة مستقبلاً، لأنه أهان أكبر مؤسسة في الدولة، ومن المرجح أن ليس كل العسكريين معارضين له، بل كانوا ينفذون واجبا مناط بهم، وفق أوامر عسكرية، ولهذا معظم الجنود غير متورطين، ولم يطلقوا النار، وسلموا أسلحتهم بسرعة للقوات النازلة لقمع الإنقلاب، ومن الممكن أن الهاربين سيكونون معارضين أكثر، من خلال عرض الأفلام التي تثبت إهانة المؤسسة العسكرية، ومنهم تم ذبحه بطريقة داعش . 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/21



كتابة تعليق لموضوع : أردوغان سقط وإن لم يسقط !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net