صفحة الكاتب : قيس النجم

علي في وادٍ والشيعة في وادٍ آخر!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سأل فقير أحد الحكماء، في زمن مروان بن الحكم: أين ذهبت العدالة؟ قال: لقد رحلت مع علي، وعن أي دهر تتحدث؟! نعم لقد عاش الناس أيام الإمام (عليه السلام) حقبة من العدالة، والمساواة، والكرامة، فقد أحدث ثورة إصلاحية كبيرة بكل التفاصيل، سياسياً وأمنياً، وإقتصادياً وفكرياً، ونهل جميع الناس منه علوماً، ودروساً لا تعد ولا تحصى، فأنتج أمة من الحكماء، والفصحاء، والعلماء، يشار لهم بالسمو والرفعة، فذالك هو زمن علي أمير المؤمنين(عليه السلام).

إستطاع الإمام (عليه السلام) بناء دولة إسلامية، بعد أن زهد في الدنيا وترك زخرفها لمن يهواها، وإنتهز الفرصة لتصحيح الأوضاع، وغيّر الوجوه الكالحة التي كانت تغترف من بيت المال، فأشاع النزاهة وإرجاع الحقوق، وعين الولاة وفقاً لمعايير الإيمان الحقيقي، من أجل نشر العدالة بين الناس دون تمييز.

 إعراض عن الدنيا، وخدمة المجتمع إبتغاء وجه ربه ومرضاته، فعقد أصحاب الإمام علي، كقنبر، وكميل، وأبي ذر، ومالك الأشتر موعداً مع المجد والشرف، فكانوا بحق نعِم التلاميذ، الذين تقبلوا وصايا مرجعيتهم العلوية بكل فخر وإعتزاز، متقنيين أنها إمتداد طبيعي، لخط الرسالة النبوية المحمدية السمحاء، لذا فدولة علي (عليه السلام)، لم يرهبها التشويش والتضليل، وتحملوا رجال الحكمة من أتباعه أعباء مسؤولياتهم، بكل أمانة وشجاعة. 

التراخي والمحسوبية ليست جديدة علينا، إذ أنها منذ ذاك الزمن حتى يومنا هذا موجودة، حيث ورث الإمام علي (عليه السلام)، تركة ثقيلة من التراكمات في كافة مفاصل الدولة، في أداء الأعمال المناطة بموظفيها، لكنه ما لبث أن غير كل هذه الأوضاع، فالعالم كان يعيش قبله في وادٍ، وعلي في واد آخر، أما عندما حكم الأمة بعدله ونزاهته، وورعه وزهده، أصبح الحاكم والمحكوم في وادٍ واحد، يشد بعضهم أزر بعض، وأسدل الستار عن معاناة المجتمع، وبات الجميع سواسية كأسنان المشط.

البناء صعب وطريقه شائك ومعقد، وهذا ما تكفل به إمام الأنس والجان، وقسيم الجنة والنار، علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فكانت الزعامة والسيادة مقبلة عليه، لأنه أهل لها لتتسيد بشخصه، وتتجمل بجمال أفعاله وأقواله، فلله درُّكَ يا أبا الحسنين، فقد شقت الأمة طريقها على يديك بثقة وعمق، لكن قصة الصمود والإباء، لا تكتمل إلا بدمائكم الطاهرة، فالقتل لكم عادة، وكرامتكم من الله الشهادة.

ختاماً: في يومنا هذا، نرى مع كل الأسف أن علياً في وادٍ، والشيعة في وادٍ آخر، لأن أغلبهم يقولون ما لا يفعلون، وهم أشد خطراً على نهجه وعدالته. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/28



كتابة تعليق لموضوع : علي في وادٍ والشيعة في وادٍ آخر!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net