صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

حقائق عن التوراة والإنجيل ( 1 )
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الكلام الممجوج والتمجيد الممجوج في قاموس المعاني هو مج الشيء ثم رميه خارج الفم من دون أن يصل إلى الجوف والممجوج هو كلامٌ تمجُّه الأسماعُ : تستكرهه وترفضه ، تأباه .
وكلامٌ ممجوج : مستقبحٌ مستهجن.وهذا ما نراه من عشرات لا بل مئآت الفضائيات التي يُنفق عليها اموال طائلة لكي تضع أمام الناس كتابا لا قيمة له عند أتباعه ولا وزن له في ميزان الكتب في عالم الأديان ذلك هو الكتاب المقدس وما يقوم به بعض القساوسة والدعاة من الترويج له عبر فضائيات خاصة ومواقع افردت له ولكن في متابعة صغيرة يعرف القارئ ان هذا الكتاب تتكشف عنه يوما بعد يوم حقائق تدفع المؤمنين به إلى النفور منه ولعل احد اهم هذه الاسباب هو هؤلاء الذين يتكلمون بلسان الكتاب المقدس عبر هذه الفضائيات فيُدلسون ويكذبون ويخفون الحقائق لكي يتم التغطية على النصوص الدموية المرعبة التي تحث على الارهاب وتؤسس له ولذلك نرى الإرهاب عبر التاريخ ولد من رحم هذا الكتاب.
ولكن مما يؤسف له أن آلة الإعلام المسيحية قوية جدا بحيث عكست الحقائق وصوّرت للمستمع أن كتاب الهداية والرحمة (القرآن) هو مصدر الإرهاب ولم يقدموا الدليل على ذلك سوى افعال بعض المجرمين من شذاذ الآفاق امثال داعش وغيرهم وهم صنيعتهم.
وقد نشرت غسيل (الكتاب المقدس) أو ما يُعرف بـ التوراة والإنجيل في عدة مقالات وبحوث آذيت فيها فئة المروجين والمطبلين لهذا الكتاب ، ولكنهم لم يستطيعوا ان يردوا على أي بحث نظرا لإعتمادي على نفس الكتاب في بيان عوراته وهفواته وسقطاته.
واليوم سوف اتناول جانبا مهما من جوانب كذب هؤلاء المطبلين وافضح زيفهم ومن كلامهم وكتبهم ومصادرهم. سوف استعرض فيه حقيقة هذين الكتابين ومن قام بكتابتهما وهل نزل هذان الكتابان دفعة واحدة أم على مراحل وهل هناك اتفاقا على عدد اسفاره واصحاحاته. ولكن أولا علينا بيان حال هذين الكتابين وصحتهما.
أول القول حول التوراة : أن عالم اليهودية والمسيحية يخلوان من كتاب مقدس حقيقي نزل به الوحي على صدر موسى وعيسى ، فقد ضاعت هذه الكتب وباعتراف الكتب الحالية نفسها في نصوص واضحة لا غبار عليها ومنها أن نبي الله موسى عليه السلام استلم من الله على جبل الطور ثلاث أشياء وضعها في التابوت واغلق عليها بإحكام ولكن بعد وفاة موسى فتح اليهود التابوت فصعقوا لأنهم وجدوا فقدان اهم شيئين من تراث موسى.
فلم يجدوا سوى الألواح وهذا ما نراه واضحا في سفر الخروج 24: 12 (( وقال الرب لموسى اصعد الى الجبل فاعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية )). إذن فقد استلم موسى لوحي الحجارة والشريعة والوصية. ولكن ضاع من التابوت الوصية والشريعة كما نقرأ في سفر الملوك الأول 8: 9 (( وفتحوا التابوت فلم يكن في التابوت إلا لوحا الحجر)). فقد اختفت الشريعة والوصية. وهذا ما أكده نص آخر من التوراة كما نقرأ في سفر أخبار الأيام الثاني 5: 10 (( لم يكن في التابوت إلا اللوحان)).
فأين اختفت الشريعة والوصية ؟؟ اللذان يُمثلان التوراة ؟.فكما هو معروف أن كلمة (شريعة) تعني التوراة. 
وهناك اعتراف خطير آخر تذكره التوراة يؤكد ما نذهب إليه وهو بقاء اليهود سنوات طويلة بلا شريعة .كما نقرأ ذلك واضحا في سفر أخبار الأيام الثاني 15: 3 (ولإسرائيل أيام كثيرة بلا إله حق وبلا كاهن معلم وبلا شريعة ).أي بلا توراة.
وثاني القول حول الإنجيل : فقد اعترف من قام بكتابة هذه الأناجيل الحالية بأنه لم يكتب كلاما مقدسا ولا إنجيلا ، بل قام بكتابة قصص كما فعل الكثيرون حيث كتبوا لأصدقائهم بعض ما شاهدوه من أعمال السيد المسيح ــ سيرته ـــ كما نقرأ ذلك واضحا في مقدمة إنجيل لوقا 1 : 1 : (لما رأيت الكثيرين قد قاموا بتأليف قصة رأيت انا ايضا ان اكتب إليك أيها العزيز ثاوفيلوس). وكلمة (كثيرين) تترك ألف علامة استفهام أمام مصداقية الاناجيل المتوفرة بين أيدينا اضافة إلى اعتراف هذا التلميذ الأمين بأنه قام بكتابة قصة لصديقه حاله حال الكثيرين ممن كتب. 
اضافة إلى أن من قام بكتابة الأناجيل لم يكتب كل ما قاله السيد المسيح او فعله بل قام بعملية انتقائية كتب فيها ما يعجبه وترك الكثير مما لم يعجبه تحت ذريعة أنه لا يستطيع كتابة كل اعمال السيد المسيح لأن كل كتب (الأرض) لا تسع ذلك ؟! وهذا ما نراه واضحا في إنجيل يوحنا 21: 25 (هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة آمين ؟!!) وهنا تقع الكارثة على رؤوس المسيحين فما يُدرينا من أن الذي تركه التلاميذ ولم يكتبوه كان هو الأهم والاصح مما مُدوّن حاليا؟ ونتيجة لذلك أحصى بعض مؤرخي المسيحية أكثر من (70) إنجيلا كتبها المعاصرون للسيد المسيح وغيرهم على شكل مذكرات او قصص بعضهم لبعض كلها تختلف فيما بينها. ((1)
انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وفيه : من صمم التوراة والإنجيل بشكلهما الحالي ، فصول اصحاحات و أسفار. 
المصادر: 
1- من هؤلاء القسيس الماروني أبو كرم الذي ألّف كتابا اعترف فيه بـ (35) إنجيلا وهو طبع بيروت المطبعة العمومية الكاثوليكية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/04



كتابة تعليق لموضوع : حقائق عن التوراة والإنجيل ( 1 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net