صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

رغيف انطباعي ..(الشاعرة بان ضياء حبيب الخيالي/ شرفة انتظارك )
علي حسين الخباز

 

يأخذ الأنتظار حيزا ابداعيا كبيرا وله عوالم  مثيرة  مؤثرة تمنح الرؤى الشعورية شفافية تنسرب عبر تقنيات الآداء الفني ومكونات جملية  تحمل قيمها المبدعة منارا في اغلب الفنون التدوينية ..وفي قصيدة شرفة انتظارك ...  للشاعرة بان ضياء حبيب الخيالي ..  سيرت المدخل  الاستهلالي بفعل استمراري تخاطبي 

( وانت  تمضي  ...
 تسرج الوحدة خيولها  ..
تغزو  قبائل اخضراري ) 
 لتضع مرادفات شعورية تعمق  مكونات الغياب .. البكاء ، السبات ،  اليتم الجمعي ، و مثل هذه البنى التراتبية السببية تكشف عن ملامح البعد النفسي عبر مساعي  مفتوحة  وغير محددة  ..قنوات  الرؤية  وهيمنة الانتظار لتسمو القصيدة بايجاز وتكثيف وتعدد المنظورات التأويلية  مع رسم مسحتها الجمالية  بتعميق بؤرة القصد النصي المرموز  بانزياحات فنية منحتنا الكثير من الدلائل التي  تقدم هذا الغياب حضورا كونيا  مع انفتاحات زمانية غير معنونة  .. لا اسعى لقسر تأويلي لكني لااريد ان اكبح رؤى فهمي للنص  .. وقد أتخذت  الشاعرة منحى فلسفي عميق مما جعل البنية  النصية  مكثفة مليئة بالانزياحات  المتميزة ، لتتحول  الموجهات  النصية  من البوح  الفردي الى البوح العام الشمولي / الشعب  والذي يمشي نائما ـ/ ويبكي  .. ليصبح  الصراع  نفسي ـ جمعي وليأخذ الانتظار  تشكيلات رمزية تارة يصير طوفانا وتارة اخرى بالدثار .. ( بانتظار طوفانك ... ....
(  وشوارع  المدينة  يتامى 
 تلحفت دثارات انتظاراتها ) 
امام عوالم السبات هناك الاطياف الفواقة كتضاد وهذا الحراك له بنية تعميم شمولي  ليصبح كل شيء ينتظر  الغائب  الشعب  ،المساءات  ، الشوارع ، الفضاوات ، المترجلين القدامى  ليصبح الانتظار  طقسي  ومن المراسيم المقدسة ، تداخلات مضمرة  تظهر المحسوسات المقدسنة  المتخطية للحاجز  الزمكاني 
( بعد كل عصور  
هاجرت فيها اسراب  حنينك )  
تدفع الشاعرة بان ضياء حبيب الخيالي نصها باتجاه  المرموز  المتخفي  بجمل تشفيرية  ذكية  تعلن  قبل    فصلها الختامي باستفهام تنويري  
( اين انت .. ؟
وانت الباقي الوحيد  هنا وهناااااك
أين انت ... وهويتي المنفى  حتى تفي  ) والكثير من الدلائل  التي تعرف الغياب حضورا كونيا  مع انفتاحات زمانية  فالانتظار  والغياب  وسيلتي تجسيد  المرموز المستوعب لجميع الطاقات  الدلالية  هو رصيد  الصبر  .. والغياب هنا غير  الموت فهو  يشكل فضاءا رمزيا  تحسسنا الشاعرة من خلاله  بوجود حضور في عملية التخاطب لغائب تجاوز محنة الغياب  ،
وترتبط بيديه كل المصائر 
( مزروعة بيديك انتظارا ) 
 ثم  تنهي الشاعرة وقفتها بعهد لصاحب كل الازمنة  الرمز المقدس بالنوروالسلام 
( لن تنفض اشجاري اوراق عشقك يوما  
ولن ترتدي  بعدك الا  اخضرار حكاياك ... 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/16



كتابة تعليق لموضوع : رغيف انطباعي ..(الشاعرة بان ضياء حبيب الخيالي/ شرفة انتظارك )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 13)


• (1) - كتب : ميثم العتابي من : كربلاء ، بعنوان : لكم المحبة في 2011/07/20 .

ليس غريبا عليك أن تلج النص بكل هذا العمق وهذا الترف الفكري البهيج، وأن تصنع لنا سلة مليئة بما أقتطفت بعناية فائقة .. وليس غريبا عليك أبداً أن تصنع دهشة توائم العمل الإبداعي نصا ومضمونا ..
أما شرفة إنتظار الصديقة الرائعة والشاعر بان ضياء الخيالي، فهي شرفة مليئة بفوانيس الخيال، يعرج إليها البوح كريما، وتنداح في صوت حروفها اللغة.. خالص المحبة والتقدير للشاعرة الرائعة
ولك يا صديقي الخباز .. خبز روحي المحترق بك دوماً



• (2) - كتب : علي حسين الخباز من : شس ، بعنوان : فرحت لفرحك في 2011/07/17 .

الابنة والاخت والعزيزة الرائعة بان ضياء الخيالي المحترمة اكتشفت يوما اني اضعف من ان اخوض في عوالم شعرك المضيء .. هذه حقيقة .. انت مبدعة كبيرة والقصيدة رائعة
وحين تأملت في عوالمها ادركت الخيط الخفي .. اعتقد ان هذه الطريقة المشفرة كانت كل ما نملك في زمن النظام المنهار فاذا كانت تورياتنا تقية من خوف فانتي تورياتك اكيد بحثا عن جمالية تزهين بها ايتها الرائعة تقبلي مودتي ودعائي


• (3) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : مفاجئة في 2011/07/17 .

العزيز سامر خليل البهي ولدي الرائع تفاجئت بوجودك على متصفحي فلك شكري وتقديري ومودتي ودعائي



• (4) - كتب : علي حسين الخباز من : شس ، بعنوان : بقية حديث في 2011/07/17 .

العزيز الاستاذ الرائع صباح محسن كاظم البهي
.. ابعث لك التهئنة بولادة الحجة المنتظر وانا اكتب التعقيب فجر الزيارة ومن اسمى مكان تتجلى به القداسة من مرقد ابي الفضل العباس عليه السلام فارفع يد الدعاء لك بالموفقية والخير .. اخي العزيز واستاذي الرائع طالما تحدثنا بشأن الكتابة النسوية التي استطاعت كسر حاجز البوح الذاتي والتشكي والانكسار والسمو نحو الموضوعية وخاصة الموضوعية السامية القدر ، كم تحدثنا انا وانت عن الثيمات المؤمنة داخل القصائد النسوية والحمد لله فكان هذا الرغيف هو بقية حديث وتأكيد على ما كنا نتحدث به من تشخيصات ولك مني جزيل الشكر والتقدير


• (5) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : ابنة بارة في 2011/07/17 .

الشاعرة الكبيرة زينب محمد رضا المحترمة تحيتي لك ام الزهراء ايتها الابنة البارة لهذا المرور السخي لقد اسعدني فعلا هذا الاطراء كونه يصدر اولا من ابنة وثانيا من شاعرة بارزة فابعث لك شكري وتقدير ومودتي ودعائي



• (6) - كتب : علي حسين الخباز من : شس ، بعنوان : شكرا في 2011/07/17 .

الاستاذ الكاتب الرائع مهند البراك الف شكر لهذا المرور السخي وتقبل مودتي ودعائي


• (7) - كتب : علي حسين الخباز من : ضص ، بعنوان : ليس غريبا في 2011/07/17 .

سيدي الرائع واستاذي الكبير حمودي الكناني المحترم
ليس غريبا عليك ايها الرائع هذا التواصل وهذه المتابعة الكبيرة الرائعة تقبل مودتي وتقبل دعائي

• (8) - كتب : بان ضياء حبيب الخيالي من : العراق ، بعنوان : سعادة غامرة في 2011/07/17 .

وانا اخوض في روعة ماسطرته اناملك الساحرة سيدي الخباز وما تلى من وجود متلئلئ لاختي الحبيبة زينب وللمبجل مهند البراك ولاخي الغالي حمودي الكناني
اقول انني كنت احمد الله مرات لروعة ان تلفت اوراقي الباهتة ثلة متالقة من اقمار وشموس الادب والابداع فالف شكر لكل من وضع باقة ورد فوق تل زهور سيدي الخباز
سيدي المبجل يا خباز الروعة
ما اروع هذه المفاجأة وما اسعدني بنصي المتواضع الذي وجد طريقه لذائقتكم الحصيفة الشفافة وهو بيني وبينك جل ما كنت اتمنى كلما قرأت لكم دراسة مضيئة اسعدك الله ومنحك ما تتمنى
لن اصف لك مقدار فرحي باطلالتك الكريمة على نصي فهو لا يوصف ساخبرك فقط عن مقدار سعادتي بانكم انتم بذاتكم ، بشخصكم المبجل من استطاع ان يصل وبالدقة المعجزة لما اردت من معنى لكم ولأخوتي الافاضل سيدي المبجل كل اعتزازي وامتناني وتقديري
والف عذر لقصور ابجديتي في حضرة بهائك وكرمك


• (9) - كتب : سامر خليل ابراهيم العذاري من : العراق\كربلاء ، بعنوان : تهانينا في 2011/07/16 .

الشاعرة بان الخيالي
الف تهنئة لهذا الرغيف المداف في عجين شعرك المبدع
والف شكر لعمنا الخباز لكونه يعرفنا على مثل هذة الابداعات الجميلة



• (10) - كتب : صباح محسن كاظم من : العراق ، بعنوان : شكرا لصانع الارغفة في 2011/07/16 .

منذ نشر بان لكتاباتها القصصية ونحن-أنا والخباز- مشدودين لإبداعها؛لقد سبقتني بتناول ماتكتبه هذه المبدعة؛بان-زينب- ثمرة طفولة وصداقة انتجتا ابداعا عراقيا مميزاً؛مادونته اخي الخباز مفخرة عن مبدعة أصيلة لها لغتها الساحرة بالرمز والانزياح فهذه اللغة الطرية العذبة تعكس روحها السامية..سلمتما ياخباز ويابان..

• (11) - كتب : زينب محمد رضا الخفاجي من : العراق ، بعنوان : راحة والد في 2011/07/16 .

ها هو والدي الخباز تمنحنا راحة يده ابتسامة وسع كون..ومن غيرك سيرى ما بين اسطرنا وما نخفي...نعم الاب والاستاذ المعلم
بان تستحق الدراسة لما تمتلكه من امكانية وتمكن في عالم المفردة
دمت وسلمت ايها الخباز الطاهر



• (12) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : من المنتظرين في 2011/07/16 .

يبدو ان الاستاذ الخباز عرف خبايا الشاعرة وفهم المغزى من قصيدتها فكان رغيفه رائعا كعادته

موفق استاذي

ونحن من المنتظرين معكم ومع الشاعرة 



• (13) - كتب : حمودي الكناني من : العراق ، بعنوان : رغيف طازج في 2011/07/16 .

ليس غريبا على صانع الارغفة الاختيار فهو العارف بتفكيك النصوص وتركيبها على وفق ما يرى وعلى وفق ما تستهوي ذائقته الادبية وما يلامس قلبه من ربتات شعرية أخاذه...فاختياره لنص الشاعرة بان الخيالي لم يأت من فراغ ولا للمجاملة وانما لسيطرة النص على ذائقته القرائية والادبية .... فهو من باب رد الجميل جلس متأملا كل الابعاد التي احتوتها الصور الشعرية وحاكاها بلغة لا تقل عن النص ذاته... وهنا تكمن دقة الاختيار الصائب لأي دارس يريد ان يعطي ما للنص وما عليه ... تحياتي للخباز وتهانيي للشاعرة بان الخيالي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net