صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

يُحكى عن صويلح !
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

صويلح رجلٌ لا يُعرف له اب ولا أم ، وَجَدهُ بعضُ المارة مرميا على المزابل خارج المدينة ، فرحمه وآواه واطعمهُ وكساه ، حتى شب صويلح واصبح شابا قويا ، ولكن تبين ان صويلح مجنون كان يُفضل الهيمان في الشوارع والحنين إلى المزابل ، وهكذا استمرت حياة صويلح على هذا النمط سنين طويلة ، لا يكاد يمر في شارع إلا وركض خلفهُ الصبيان وكان نصيبه دائما منهم الحجارة ، وحدث ذات يوم أن المدينة أرجفت وسرت فيها اشاعة بأن الإنكليز سوف يدخلونها محتلين فتجمع الأهالي على امامهم و رجل دينهم ومرجعهم  وكان رجلا حكيما مثقفا واسع الاطلاع تحبه الأمة وتُطيعه ويحترمه الملايين . 

جلس الناس حول (المرجع) واطرق برأسه إلى الأرض وفكر مليا ثم أمر بالتصدي للمحتل الغاشم ومنعه من دخول مدينتهم الطيبة الوادعة الهادئة لأن المرجع افهمهم بأن هذا المحتل إذا دخل المدينة سوف يُفسد اهلها ويوقع بينهم ويبث بينهم الفرقة والتناحر لكي يُضعفهم حتى يسهل السيطرة عليهم وسرقة ثرواتهم.

 

وفعلا قام الاهالي بطاعة مولاهم المرجع لا بل قاد التصدي للعدوان بنفسه . وشعر المحتل الإنكليزي بالخطر وعرف أن وراء الناس يكمن عقلٌ مدبر واع حكيم يحترمه  الناس ويُطيعونه ، ففكر مليا من اجل القضاء على هذا العالم والتخلص من ثورته وقيادته للناس ، فلم يجد بين الناس من يبيع ضميره ودينه واخلاقه وشرفه مع ان الذهب المتدفق من بين يدي المحتل الانكليزي كان بريقه يخطف الابصار إلا أن الناس لم يجرأوا على خيانة مرجعهم وزعيمهم الروحي . 

وفي يوم كان المحتلّ جالسا خارج المدينة يشرف عليها من تلة عالية فرأى شخصا يركض والاطفال ترميه بالحجارة ، فأمر جنوده بأن يأتوه به . فذهب الجنود وامسكوا بصويلح المجنون وليد المزايل اللقيط الذي لا يُعرف له أب ولا ام ولا عشيرة فلا يُعرف إلا بإسم (صويلح)، وهكذا قام الحاكم الانكليزي المحتل بتعهد صويلح ورعايته وتغذيته وقام بتدريبه على استخدام المسدس حتى تعود صويلح على المحتل الانكليزي واصبح يُطيعهُ ويُنفذ أوامره واصبح مثل الكلب المطيع له.

 وفي يوم من الأيام أعطى الحاكم الانكليزي مسدسا إلى صويلح المجنون وقال له : انظر إلى ذلك الشخص الذي يُصلي بالناس امام الناس، اريدك ان تذهب وعندما يرفع رأسه من السجود تُفرغ هذا المسدس في صدره ثم تأتيني راكضا لكي أحميك.

 

اخذ صويلح المسدس المحشو بالرصاص وتوجه إلى صلاة الجماعة ووقف امام (المرجع) الذي كان يؤم الناس بالصلاة ، ثم أطلق عليه كل رصاصات المسدس ، ثم فرّ هاربا باتجاه الحاكم الانكليزي والناس يركضون خلفه في حالة من الهستريا والغضب يُريدون ان يُقطّعوا صويلح المجنون اربا اربا ، فجاء صويلح ودخل خلف  الحاكم الانكليزي الذي اشار إلى الناس بأن يقفوا وشهر الجنود اسلحتهم باتجاه صدور الجماهير الغاضبة فتوقف الناس ليروا ماذا يريد المحتل الانكليزي . 

 

فقال لهم الحاكم : ما بالكم لماذا تركضون خلف هذا المجنون ؟ 

فقالوا : لقد قتل هذا المجنون سيدنا ومرجعنا ، ونحن نريد ان نقتله. 

 

فقال لهم  المحتل الانكليزي : انا سوف اقوم بتطبيق العدالة بهذا المجرم، وهذا يستحق العقاب القاسي لأنه قتل انسانا عالما محترما، ثم شهر المحتل الانكليزي مسدسهُ واطلق النار على  داعش  عفوا (صويلح) وارداه قتيلا مضرجا بدمائه، ثم رمى جثته وسط الجماهير الغاضبة. 

وهنا اثنى الناس على عدالة المحتل الانكليزي لانه قام بتطبيق العدالة بهذا القاتل ، ولا يعرف الناس بأن الحاكم إنما قتل صويلح لكي يخفي جريمته الكبرى هو ، حيث جهز واعد وهيأ صويلح لقتل ذلك المرجع القائد العظيم. 

وهكذا اصبح المثل يُضرب بعدالة الحاكم الانكليزي. 

قصة مستوحاة.

دارمي 

هم تتعظ فد يوم وتحسّب احساب ـــ وتسكّر من الريح كل هاي ا لابواب

1- هذه القصة ليست فقط على داعش او التنظيمات الارهابية التي يصنعها الغرب الملحد عبر وكلائه في السعودية وإسرائيل وغيرها. بل تشمل حتى العملاء والخونة الذي باعوا اوطانهم للمستعمر المحتل فهؤلاء ايضا مصيرهم مصير (صويلح) . فهم يستنزفون طاقات وثروات شعوبهم ويصبونها في جيوب المستعمرين ، مقابل حفنة من الدولارات المنهوبة من قبلهم ، ثم يتركونها ورائهم بعد ان يقوم الذي صنعهم بالتخلص منهم . وبنوك سويسرا خير مصيدة لهذه الاموال المنهوبة حيث الحسابات السرية التي ذهب اصحابها ثم استحوذ الغرب على ملياراتهم التي لايعرف احدٌ عنها شيئا .

لقد رأينا بأم أعيننا في هذه الأيام أن هناك المئآت ليسو مجانين مثل صويلح ولم يرمهم احد بالحجارة ولكنهم خانوا وباعوا الوطن وغدروا بشعوبهم ، العبرة انهم يعرفون ان الاستعمار واسيادهم متى ما اتموا مخططاتهم سوف يتخلصون منهم ، ولكنهم مع الاسف لشدة يأسهم من الله ومن شعوبهم فلا يهمهم ما يُصيبهم لأنهم يعدون الايام ، يا حبذا الامارة ولو على الحجارة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/31



كتابة تعليق لموضوع : يُحكى عن صويلح !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net