صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

متى تكونوا قوم صالحين؟؟.
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
"قالو نقتل يوسف، أو نطرحه أرضاً، يخلوا لنا وجه أبينا، ونكون من بعده قوم صالحين.
 
قال؛هل ستقبل توبتكم!؟ وهل سيهديكم خالقكم الى حسن السبيل!، أم تذرون الشيطان قي قلوبكم حسداً، وتبتغون الإستغفار في قلوبكم فلا تدركونه، كل شيء بأمر الله، هو من يهدي ويثيب، وما الضلالة إلا من شياطينكم، التي في قلوبكم، فلا تتخذوا الشيطان خليلا.
 
أخرسهم الحق عن الكلام، ما أخرس الحجارة عن النطق .
 
قال سيدها معقبا على سكوتهم ؛( أكرمي مثواه، عسى أن ينفعنا، أو نتخذه ولدا)، هو من بيت الحكيم، وكذلك مكنا له في الأرض، وفي أنفسنا زلفى، ليكون سيد قومه في الحق لكن ((وأكثرهم للحقّ كارهون))!.
 
قصة تجسد وقائعها، مرثية الحاضر، بعيداً عن تمثل الأشخاص، حسدٌ يفتك بأصحابه، يدفعهم الى عصيان سيدهم، ثلاثة مرات بذنب واحد، عصوه في إيذاء شخص بروحه، والكيد له والتشدق بحضرته، وعصوه في مخالفتهم إرادة المرجعية، فيمن إتخذته ولدا، وعصوه كونهم أعطوا لأنفسهم شرعية محاربة أبيهم، دون الألتفات لعظمة من يحاربون، لو سألو بقايا ضمائرهم، هل ما يفعلوه بأبن المرجعية؟، مشروع وترضى به المرجعية! كونهم يدعون ولائهم لها، لكان الجواب تلك البقايا بامتعاض وإستفهام (متى تكونوا قوم صالحين).
 
لم يكن عداء السيد(عمار الحكيم)، قدر التنافس في السياسة، أو حَسَد وليد الأحداث الأخيرة، بواعث بركان ذلك العداء، لم تنفك من أن تطلق روائحها، عبر قنوات وجيبوب البعث ، والطلقاء ممن يبحثون عن ذئباً يلتهمه، إجتمع البعث والطلقاء، وبيدهم السلطة والمال، ليشتروا من يشاءون، فكان محصولهم، زريبة لبعض المرتزقة، الذين ملئوا الفضائيات، ( الفضلي والحمداني والطائي وغيرهم).
 
على ساريتان ؛علم يمثل حزب البعث بالعراق، يرفع كل يوم خميس، في مدارس البلد، سارية يرفف بنهايتها العلم، وسارية ترفع أصواتها من طلاب وتلاميذ المدارس بشتم ولعن الشهيد الخالد(الحكيم وآله)، ثقافة يشيعها الصداميين، للنيل من الحق، كانت هي بذرة ذلك العداء، والسهم الذي طاش في جسد المرجعية من مرمى قوس طلقاء اليوم.
كابينات من الاعلام البعثي، وجيوب من القنوات الصدامية، كانت ترسخ فكرة تسقيط (آل الحكيم) حتى وصل الامر إلى إقناع عامة الناس بأنحراف سلوك تلك الشخصيات، وراح يصور الشهيد الخالد والسيد عزيز العراق بصورة الانسان الدموي، والذي لا يبرد قلبه، وهيجان حقده، حتى يطفىء بركان سوطه على أجساد الأسرى العراقيين في إيران. 
 
أكتفي هنا بقصة، نقلها لي أحد الاسرى العراقيين، قال، (أعاني من مرض الحرارة في فمي،أجبرني على ترك الطعام ليومين، وقيل لنا أن السيد باقر الحكيم هنا لزيارتكم، كان يلقي لنا محاضرة عن عاشوراء، ويحدق بي كلما نظرت بوجهه، عندما أنهى محاضرته أقترب مني وقال، هل تعاني من مرض، قلت نعم! فمي يمنعني عن الاكل فغارت قواي، تبسم ودعى بطعام لي، وجلس يمضغ الخبز بفمه، ليخرجه بيده لفمي، ويشربني الحساء البارد بملعقة كانت بيده، هل كان ذلك سوطاً ؟؟.
 
طلقاء المرجعية، ومرتزقة الفضائيات، لم يتعبوا أنفسهم في قتل السيد(عمار الحكيم)، إكتفوا بالبحث عن البئر وتوسعته بالمال، لكي يغيب بداخله لسنوات حتى يهلك، جاءوا بالبعثيين الى مفاصل الدولة، وكلفوهم بالعمل على تسقيط تلك الجهة وتلك الكتلة، وعندما أدركوا، إن المرجعية مازالت تتخذ من الحكيم ولدا،ً اعلنوا عدائهم للمرجعية، لانهم أيقنوا إن المرجعية لا تنفك عن يوسفها، مادام هو متمسك بأبوتها.
 
وأخيرا؛ عداء آل الحكيم، مسألة لا تدعو للاستغراب، كونها جذوراً تتعدى، سياسة السيد عمار الحكيم، تمتد إصولها حيث حواضن البعث، وحكومة الطلقاء، ثمان سنوات كانت تبحث عن تلك الحواضن، لترسخها في مفاصل الدولة، حتى صار شعارهم( نحاربك بغضا منا لأبيك)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/30



كتابة تعليق لموضوع : متى تكونوا قوم صالحين؟؟.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net