صفحة الكاتب : عقيل العبود

مذكرات تسعينية
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التاريخ مساحات لأزمنة يقطعها اللامكان، والتسعينات موضوعة لمجازر سبقتها ضحايا قنبلة موقوتة. 
 
يوم فارقت أهلي وأصحابي، تركت دفترا يحمل بين وريقاته حلما يسكن خلف طيات قلب أتعبه الأرق.
 
هنالك مع زخات مطر متعب، وفي يوم مكتظ بالحزن والسحاب، حملت حقائبي، لأغادر بصحبة جواز سفر كتب بجانب طلعته هوية صاحبه، الذي ترك وظيفته مذعنا لإملاءات مدير إدارته الذي ساومه على الإستقالة ومغادرة الوطن بلا حقوق.
 
 العراق أنذاك بقعة من الأوجاع، أغارت عليها الأزمات، وأنهكتها أحكام السياسات المختبئة خلف ستراتيجات الموت. 
 
ألألم أشبه بامرأة داهمها الوجع، لتلفظ أنفاس محطتها الأخيرة.
 
الخريف منشغل يقلب أوجاع هم مطلق.
يومئذٍ بصحبة ذات المكان، سياقات لمشهد متكرر. طريبيل علامة فارقة لمركز حدودي يقف عند بوابته ضابط لا يجيد إلا لغة الإستفزازات الأمنية، بينما نقطة التفتيش مفرزة يشبه طاقمها سيطرات الإنضباط المزروعة عند مفارق الطرق العامة بين بغداد والمحافظات أبان سنوات الخدمة الإلزامية والحرب مع ايران.
 أنذاك السنابل واحات تحترق، العصافير أسراب تودع الأرض، البشر أشلاء ضحاياها تبحث عن قبور. السفر مقدمة لحقبة تحكي عن أيام التعبئة الخاصة للطلاب المتقدمين الى دائرة البعثات التي كانت تشرف عليها السفارة العراقية بخارجيتها، لتصفية من يتم التخطيط لقتلهم تباعا عبرالتنسيق مع ملحقياتها في الخارج.  ذلك كان أبان فترة سبعينية امتدت باخطبوطها، لتخلف صدى نزعتها المخيفة تجاه من بقوا أحياء على ذمة التحقيق.
 
هنا باعتباري واحدا من الناجين، كان علي ان استكمل مشروع صمتي المؤجل لعام 1976. لذلك وعلى غرار تداعيات ماض حرج، بقيت هكذا شاهد عيان لمقبرة، أصداء استغاثاتها، ما انفكت
تحكي أصوات اولئك الذين كنت أسمع صيحات موتهم لإكتم استنكاري بعيدا عن الجند وقاعات العسكر.
معسكر تدريب المحاويل ابان قمع الانتفاضة، طريق ترابي تم تخصيص أكثر قاعاته لضحايا شعب مكبل.
والحكاية ما زالت تحكي أحداث قصة لمذكرات رجل لم يحك لحظات قتله، التي تزامنت مع ولادة زوجته التي أطلق عليها الرصاص لحظة المخاض.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/09



كتابة تعليق لموضوع : مذكرات تسعينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net