صفحة الكاتب : صالح المحنه

مَن يُصلحْ مَنْ ؟
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مَنْ يشاهد بعض الوجوه التي يجتمع معها السيد العبادي لتدارس حزمة الإصلاحات أو مناقشة الوضع الأمني مع مايسمّى بخلية الأزمة... لابد وأن تنتابه نوبة شديدة من خيبة الأمل لما لبعض تلك الوجوه من فال سيءِ على العراق والعراقيين ولما يمتلكونه من غباء مفرط في معالجة الأمور المستعصية ! بل بعضهم غارق في الفساد من رأسه الى أخمس قدميه وهم نتاج فشل متراكم لعشر سنوات خلت خسرنا فيها  الكثير بسبب إستشاراتهم ! فكيف يتم الإصلاح أو حتى التشاور معهم ؟ 
وليس هؤلاء فقط ، بل إنَّ جميع الكتل السياسية بدون إستثناء سواء كانوا أفراداً أو مجتمعين ، قد مارسوا النفاق والتظليل والكذب على الشعب من خلال برامجهم الإنتخابية  ووعودهم التمويهية وشعاراتهم الدينية والوطنية المزيفة التي عاهدوا المواطنين على تطبيقها وتنفيذها حرفّيا إذا ماتولّى أحدُهم المسؤولية ! وخلال العقد المنصرم من زمن التغيير لم تبق كتلة سياسية أو حزب سياسي إسلامي أو علماني من أصحاب الشعارات إلا وتمكّن من منصب ما في الدولة من المناصب التي كان يسعى لها وبكل ما أوتي من قوة ، ولقد حصل الجميع على فرصة الحكم وتبوّء المناصب الحكومية بمختلف مستوياتها، فكانت تجربتهم خير شاهد على فشلهم في تحقيق وعودهم لشعبهم ونقضهم كل العهود ومواثيق الشرف التي ألزموا بها أنفسهم أمام من إنتخبهم وأوصلهم الى كرسي الحكم ، بل بحجم ماضخّوا من شعارات في القيم والأخلاق والنزاهة ...مارسوا أبشع أنواع الفساد وإسغلال المال العام فأثروا وتمادوا في الثراء على حساب خبز الفقراء ومستقبل الشباب العراقي ...فلاالخدمات توفرت ولا المشاريع أُنجزت ولا الزراعة والصناعة تحسنت ولا الأمن والأمان تحقق ... بل فُتحت الأبواب على مصاريعها لجحافل الإرهاب وعصابات القتل ، فإحتُلّت الأراضي وقُتل الآلاف وهُجر الملايين وأُغتصبت النساء وسُبيت وبيعت في أسواق النفاق العربي والإسلامي ! فأي إنجاز قدمتم للبلد أيها المدّعون ؟ وأي عار حلّ على العراق بسببكم ؟ ومن يصلح من ؟ إذا كانت كتلكم وأحزابكم بأجمعها ملوّثة ومتورّطة في ملفات القهر والفساد والشريف فيكم هو فاشل في أداءه وتعاطيه مع إدارة منصبه ؟! فبعضكم تعامل مع الإرهاب وأضاعوا محافظاتهم وشاركوا في تسليمها للمجرمين وبعضكم خرّب محافظته وأفسد وسرق حتى تحول العراق الى شطرين أحدهما يحتله داعش ويعيث به فسادا وأخر مدمّر ومحطّم تعبث به مافيات الفساد وحيتان اللصوصية ! فكيف يتم الإصلاح يارئيس الوزراء إذا كانت أدوات التغيير فاسدة وعقول بعض من يُحيط بك منتهية الصلاحية ؟ نتمنى عليك أن تقود عملية الإصلاح بشخوص أكفّهم لم تتلوّث بالمال الحرام ولم تشارك بتقطيع أوصال البلد ، وعلى المفسدين القابعين في حجور المنطقة الخضراء وبعض المحافظات أن يتوقفوا عند هذا الحد ويترجّلوا عن عربة السياسة المعطوبة ، ويتركوا الأمرلأهله ...فلاعاصم لهم اليوم من غضب الشعب، ولعل بعضهم يعتبر هذا الأمر عائماً ولايمكن تحقيقه ، فأقول أن هذا البعض إما جاهل أو يتجاهل ويتغافل عن محطات التأريخ وغضب الشعوب الذي لايبقي ولايذر.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/31



كتابة تعليق لموضوع : مَن يُصلحْ مَنْ ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net