صفحة الكاتب : زمن رحيم البدر

تحية لبغداد ..
زمن رحيم البدر
بلى أحب العراق ، وسأبقى أحبه ، فأبدأ منكِ الآن يا بغداد ما دمت أبدأ واحكي واعبر عن حبي لبلدي ، كيف لا أبدا بكِ وقد كنتِ يوما نجمة الكون وأرادوا لكِ الخفوت ، لكنك الآن نجمة ليس تنطفئ ، وهذا دليل أن كل ذئاب الأرض صارت تتعاوى على مجرى دماء أبنائك ولكن خسأت فكل جرح في جسدكِ صار ماءا طهورا به يتوضأ كل مظلوم ينشد الحرية والخلاص ..
اجتمعت كل ضواري الدنيا عليكِ يا بغداد في ظل ليل دامس فعاثوا وأفسدوا واستوردوا الوباء وتجرأ عليكِ حتى من كان في الحلم لا يجرأ ، وتهيئ حتى من كان لا يتوهم أن يتهيأ ، فجيشوا وأثاروا وعبئوا الحقد والضغينة على أرض الثقافة ، أرض سومر لأنها منشأ الحضارات العريقة ولأن أبنائها ورثوا الحضارة والعلوم كيف لا ووريث الضوء يسطع مثله ، فهم كانوا معادن قيمة ومعدن أبناءهم مثلهم لا يصدأ ..
فحاول أعدائك يا بغداد وبكل جيوشهم أن يستفزوك وأنى لهم !! ولم يلتفتوا الى بشاعة ما أقدموا عليه وفاتهم ان فعالهم حتى الشياطين لا تتجرأ عليها ، ولكن صمدتِ وبقيتِ فمسار الأرض بيد الله وحده وهو كفيل بمن يُذل ومن يعلو وناموسه العدل والإنصاف فكيف يذل من يعبده ؟؟!!
بغداد يا نبض روحي فلا شمس كشمسك ولا كدجاك نور يتلألأ ، ولا كثراك ثرى ، ولا كواحة دجلة واحة لها أرواح الناس تظمأ ، ولا كظلها حيث نتفيئ ولا كدفء شتائها  حين الناس تبرد سلمت يا بغداد يا مفزع العرب ويا من إليك أيادي الناس تكلأ ، فعجبا أيتها العشق كله كيف ترتاح جوانح من عافوك وأيان تهدأ ؟؟!! وكيف يرتوي أهل الظمأ حين يرون غير مائك باردا وكيف يهنئون بطعم غير زادك ؟! وكيف يستطيع نوم الليل من أبعده قدر الزمان عنكِ ؟ ، وكيف يهنأ ويعيش في رغد العيش من منك يبرأ ؟؟
صرنا اليوم حين تضيق بنا الأرض نتوكأ على خوصة نخل وهل تحمل الخوصة رجال احدودبت ظهورهم وعجزت أقدامهم عن حملهم ؟؟!! وفوق كل هذا ندور في ديار أناس رغم قربهم منا أنكات فينا جراح أحشائنا الملتهبة ، ولكن اليوم ما عدنا نتفاجئ ونحن نرى بغداد أدمنت الشكوى والصبر على المر بل وأدمنت جراحا عن الذل تربأ ، فهي تدمى ودمائها تسيل لكن ملؤها الإباء ورغم حالها ترى شرايين الغيورين عنها تدرأ !! لكن بغداد أجرت دمائها من جراحها ليبقى طهورا عسى المظلوم منها يتوضأ ليغسل الذل والاستعباد ويصدح بصوت الحرية والخلاص ..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زمن رحيم البدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/09



كتابة تعليق لموضوع : تحية لبغداد ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net