صفحة الكاتب : ماجد يوسف داوي

الصمت ( الدولي – العربي ) الى متى ؟؟؟
ماجد يوسف داوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد عشرة أسابيع من إستمرار القتل والتنكيل وإرتكاب أبشع الجرائم الانسانية بحق المواطنين السوريين العزل , والتي تمارسها الآلة القمعية أمام أعين العالم أجمع لتردي بالميئات قتلا وتزج بالآلاف في السجون وتخفي العشرات ممن مثّل بجثثهم والعشرات ممن قتلو تحت تعذيب الاجهزة الأمنية , لتكون بذلك حادثة فريدة من نوعه على وجه المعمورة.
 في ظل عالمية حقوق الانسان وعولمته لا يزال الصمت الدولي والعربي مستمرا , حيث إن استمرار النظام السوري بإنتهاك مبادئ حقوق الانسان وإرتكابه للجرائم الانسانية التي استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة , والتي ترافقت مع عزل المدن السورية عن العالم الخارجي من خلال قطع الاتصالات وخدمات الانترنيت أو مراقبتها , بالاضافة الى منع الوسائل الاعلامية من تغطية الحدث ونقل الحقائق ناهيك عن رفضها لاستقبال وفد هيئة الامم المتحدة , لـتشكل إنتهاكا لكل معايير حقوق الانسان ويعتبر بذلك جريمة إبادة جماعية ممنهجة او جريمة حرب .
لذا فإن مسؤولية ما يجري على الساحة السورية بدءا من الانتهاكات لأبسط معايير حقوق الانسان وانتهاءا بالمجازر والمقابر الجماعية , لا يتحملها النظام السوري وحده , بل يتحملها المجتمع الدولي و المنظومة الدولية وعلى رأسها هيئة الامم المتحدة , التي تقف موقف المتفرج والملتزم بالصمت إزاء هذه الانتهاكات والممارسات  التي تنتهجها أجهزة المخابرات السورية.
فقد جاء في ديباجة الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمعتَمد بقرار الجمعية العامة سنة 1948.
(( لما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني. وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة.
ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم.
ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدمًا وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد. فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ))
وعليه فقد حان الوقت بأن تفي هذه المنظومة الدولية بهيئاتها وممثلياتها للوفاء بعهدها وتفي بالتزاماتها وما تعهدت به من خلال النصوص التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة والتي صادقت عليها معظم دول العالم , لتصحوا بذلك من سباتها وغفوتها من أجل:
1-    كسر حاجز الصمت الذي تلتزمه في سبيل ردع وإيقاف الآلة القمعية . والبدء بخطوات عملية تكون أكثر حزما.
2-    تقديم كل من تسبب في قتل هؤلاء الابرياء , الى المحكمة الجنائية الدولية , والقصاص منهم.
3-    تهيئة الأجواء من أجل حكومة انتقالية تتضمن ممثلين عن كافة الأطياف القومية والطائفية للإنتقال بالشعب السوري الى بر الأمان والتخلص مما خلّفه النظام على مر أربعة عقود , ذاق فيها الشعب أشد وأقسى أنواع الظلم والاضطهاد.
إنها اللحظة الحاسمة لتحديد جدية الأمم المتحدة تجاه الشعب السوري في تكريسها لمبادئ ومعايير حقوق الانسان , فصمتها المستمر سيكون الدليل القاطع على فشل المنظومة الدولية من ردع الانظمة الديكتاتورية وبالتالي ستعطي المبرر لهذه الأنظمة لمواصلة المزيد من عمليات القتل والإبادة كما أنها ستكون رسالة عدم وفاء بالالتزامات التي وجدت لأجلها , فاحترام كرامة الانسان وتكريس مبدأ العدالة هي من أهم المبادئ التي يضمنها كل المواثيق للبشرية.
وهنا من الجدير ذكره للمجتمع الدولي أجمع بأنه وبعد بزوغ فجر الحرية  فحاجز الخوف قد تلاشى وأن الثورات من أجل الحرية مستمرة , ولابد للأنظمة الدولية والديكتاورية الرضوخ لإرادة الشعوب التي بدأت السير في طريق الحرية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد يوسف داوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/07



كتابة تعليق لموضوع : الصمت ( الدولي – العربي ) الى متى ؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net